التقاريرحصاد 2025سلايدر الرئيسيةملفات خاصة

قطاع الطاقة السعودي في 2025.. عام استثنائي للكهرباء المتجددة والغاز

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

واصل قطاع الطاقة السعودي في 2025 تحوله الإستراتيجي وعمليات التوسع غير المسبوقة، مدفوعًا بأهداف رؤية 2030 الطموحة لتنويع مصادر الطاقة، وتحقيق التنمية المستدامة، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

وتدل جهود المملكة -حاليًا- على مرحلة انتقالية نشطة، توازن بين دورها التقليدي بصفتها قوة عالمية في سوق النفط، وطموحها الريادي في مجال الطاقة النظيفة والتقنيات الخضراء، بحسب ملف الحصاد السنوي لعام 2025 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وفي هذا الإطار، يمثل الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة الركيزة الأساسية؛ إذ شهد 2025 طرح العديد من مشروعات الكهرباء المتجددة، والاستمرار في تحقيق الاكتشافات وإنتاج الغاز بقيادة حقل الجافورة الضخم.

وتستهدف البلاد التخلص من استعمال الوقود السائل في توليد الكهرباء، ليصبح المزيج 50% للغاز و50% للطاقة المتجددة بنهاية عام 2030، وهو ما سيسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا.

اكتشافات النفط والغاز في السعودية

حقق قطاع الطاقة السعودي في 2025 نجاحات بارزة في اكتشاف النفط والغاز، تضمّنت سلسلة من الاكتشافات الهيدروكربونية في المنطقة الشرقية والربع الخالي.

وفي 2025، أعلنت شركة أرامكو السعودية تحقيق 14 اكتشافًا جديدًا ما بين 6 حقول ومكمنين للنفط العربي، وحقلين و4 مكامن للغاز، يرصدها الإنفوغرافيك التالي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:

اكتشافات النفط والغاز في السعودية خلال 2025

بدء إنتاج الغاز من حقل الجافورة

يُتوَّج قطاع الطاقة السعودي في 2025 ببدء الإنتاج الفعلي من حقل الجافورة العملاق للغاز غير التقليدي، الذي يُعد ركيزة أساسية في مستهدفات المملكة ونقطة تحول لإستراتيجية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.

وبحسب بيانات رسمية، بدأ حقل الجافورة الإنتاج من خلال استكمال أعمال المرحلة الأولى من معمل الغاز بسعة أولية تبلغ 450 مليون قدم مكعبة يوميًا.

ومن شأن ذلك أن يرفع إنتاج أرامكو من الغاز فوق 13 مليار قدم مكعبة يوميًا مع نهاية 2025، بعدما بلغ متوسط 12.6 مليارًا في الربع الثالث من 2025، بحسب أحدث البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة، التي يوضحها الرسم أدناه:

إنتاج أرامكو من الغاز

وتستهدف المملكة زيادة إنتاج الحقل تدريجيًا ليصل إلى معدل مستدام قدره مليارا قدم مكعبة من الغاز يوميًا بحلول عام 2030.

وحظي مشروع حقل الجافورة -الذي تُقدَّر احتياطياته بنحو 229 تريليون قدم مكعبة من الغاز، و75 مليار برميل من المكثفات- بدعم مالي دولي ضخم خلال 2025، تجسّد في إتمام شركة أرامكو السعودية صفقة استئجار وإعادة تأجير لمرافق معالجة الغاز في الحقل.

وبلغت قيمة الصفقة 11.1 مليار دولار، وشملت بيع حصة قدرها 49% من حقوق الملكية في شركة أرامكو التابعة "الجافورة لنقل الغاز ومعالجته"، إلى ائتلاف من المستثمرين الدوليين بقيادة صناديق تديرها شركة "غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" التابعة لشركة إدارة الأصول العالمية "بلاك روك".

وتنص الاتفاقية، الممتدة لـ20 عامًا، على تلقي الشركة التابعة مدفوعات تعرفة ربع سنوية من أرامكو تعتمد على كميات الإنتاج، مع الإشارة إلى أن أرامكو تحتفظ بملكية المرافق والسيطرة التشغيلية الكاملة عليها.

محطات ضخمة لتوليد الكهرباء بالغاز

بالتوازي مع تعزيز الإمدادات، ركّز قطاع الطاقة السعودي في 2025 على توسع قدراته في توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي.

ففي مارس/آذار 2025، فازت شركة سيمنس إنرجي الألمانية، بالتعاون مع شركة هاربن إلكتريك إنترناشونال، بعقد لتنفيذ محطتي كهرباء الرماح 2 والنعيرية 2 تعملان بالغاز في السعودية، بقيمة 1.6 مليار دولار، وهذه أبرز التفاصيل:

  • الموقع: المنطقتان الغربية والوسطى في المملكة.
  • القدرة: 3.6 غيغاواط للمحطتين تزودان 1.5 مليون منزل بالكهرباء.
  • الجدول الزمني: دمج قدرات المحطتين في الشبكة مبدئيًا في 2027، ثم التشغيل الكامل بحلول 2028.
  • الفوائد البيئية: استبدال المحطات القديمة التي تعمل بالنفط، ومن ثم خفض الانبعاثات بنسبة 60%.

وتُصنَّف محطتا الرماح 2 والنعيرية 2 بأنهما ضمن أكبر المحطات الغازية لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة على مستوى العالم، وستُصممان لتتوافق مع تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، لدعم مستهدفات المملكة لخفض الانبعاثات الكربونية على المدى الطويل.

وفي خطوة إضافية لتعزيز موثوقية وكفاءة شبكة الكهرباء، وُقعت اتفاقية توسعة وتطوير محطة القريّة للإنتاج المستقل في المنطقة الشرقية مع جاهزية المحطة لبناء وحدة لالتقاط الكربون، وتضمنت التفاصيل:

  • القدرة الإنتاجية: تطوير محطة بقدرة إنتاجية 3.010 غيغاواط.
  • التكلفة الاستثمارية: 13.4 مليار ريال (3.57 مليار دولار)،
  • التقنية المستعملة: توربينات الغاز العاملة بنظام الدورة المركبة.

المصادر المتجددة تدعم قطاع الطاقة السعودي في 2025

تماشيًا مع مستهدف تنويع مزيج الكهرباء بين الغاز والطاقة المتجددة، شهد قطاع الطاقة السعودي في 2025 توسعًا متسارعًا بمشروعات الكهرباء المتجددة تخطّى التوقعات، حيث أضافت البلاد 9 غيغاواط، ما يعادل 3 أضعاف القدرة المضافة عام 2024 (3 غيغاواط)، لتصل القدرة المركّبة إلى 12 غيغاواط، كما يرصد الرسم أدناه:

سعة الطاقة المتجددة في السعودية

وتعزز هذا الأداء القياسي بالتشغيل المبكر لـ4 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق، مع إنجازها قبل عام كامل من الجدول الزمني المحدد.

وفي 2025، كثّفت المملكة جهودها عبر توقيع وترسية مشروعات كبرى، ومنها اتفاق تنفيذ محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية ولطاقة الرياح بسعة إجمالية 15 غيغاواط، تضمنت الآتي:

  • محطة بيشة في منطقة عسير: 3 غيغاواط.
  • محطة الهميج في المدينة المنورة: 3 غيغاواط.
  • محطة خليص في مكة المكرمة: 2 غيغاواط
  • محطتا عفيف 1 و2 في الرياض: 2 غيغاواط لكل منهما.
  • محطة ستارة لطاقة الرياح في الرياض: 2 غيعاواط.
  • محطة شقراء في الرياض: 1 غيغاواط.

كما أرست السعودية مشروعات طاقة متجددة بإجمالي سعة 4.5 غيغاواط، جاءت كالآتي:

  • محطة الدوادمي لطاقة الرياح في الرياض: 1.5 غيغاواط.
  • محطة نجران للطاقة الشمسية في نجران: 1.4 غيغاواط
  • محطة الدرب للطاقة الشمسية في جازان: 600 ميغاواط.
  • محطة صامطة للطاقة الشمسية في جازان: 600 ميغاواط.
  • محطة السفن للطاقة الشمسية في حائل: 400 ميغاواط.

وفي خطوة لضمان استمرارية التوسع، فُتح باب التأهُّل أمام الشركات للمنافسة على 6 مشروعات جديدة للطاقة الشمسية والرياح بسعة إجمالية تبلغ 5.3 غيغاواط، بما في ذلك مشروعات في الجوف وحائل والمدينة المنورة وعسير.

ولمواكبة النمو الهائل في قدرات الطاقة المتجددة، شهد عام 2025 تشغيل السعودية أكبر نظام لتخزين الكهرباء بالبطاريات في العالم -حتى الآن- بسعة 7.8 غيغاواط/ساعة موزعة على 3 مواقع إستراتيجية (نجران، وخميس مشيط، والمضايا)، بواقع 2.6 غيغاواط/ساعة لكل موقع.

واعتمد المشروع المملوك لشركة الكهرباء السعودية على تقنيات "صن غرو" الصينية المتقدمة، وسيوفر النظام نحو 2.2 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا، ما يكفي لتغطية احتياجات 400 ألف منزل.

وفي الوقت نفسه، شهد 2025 توقيع الشركة السعودية للكهرباء عقدًا لتنفيذ أكبر مشروعات تخزين الكهرباء على مستوى الشبكة في العالم بسعة هائلة تبلغ 12.5 غيغاواط/ساعة مع شركة بي واي دي الصينية.

وستُزود الشركة الصينية، السعودية بمعدات نظام بطاريات تخزين الكهرباء لتركيبها في 5 مواقع مختلفة.

وتعزز هذه الخطوات خطط المملكة الطموحة للوصول بقدرات التخزين إلى 30 غيغاواط/ساعة، رُبط منها 8 غيغاواط/ساعة بالشبكة، من بينها مشروع بيشة لتخزين الكهرباء بالبطاريات بسعة 2 غيغاواط/ساعة.

تطورات الهيدروجين في السعودية

ضمن سباق الطاقة النظيفة العالمي، واصل قطاع الطاقة السعودي في 2025 توسع قدراته في مجال إنتاج الهيدروجين، وذلك ضمن مستهدفات المملكة لأن تصبح اللاعب الأبرز في هذه السوق الواعدة.

وفي هذا الإطار، شهد مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية تقدمًا هائلًا، إذ وصل، بحسب آخر البيانات المتاحة، إلى 90% من إجمالي أعمال البناء في جميع مواقعه.

وستكون هذه المنشأة الضخمة قادرة على إنتاج ما يصل إلى 600 طن يوميًا من الهيدروجين الخالي من الكربون، والذي سيُحول إلى أمونيا خضراء بغرض التصدير.

ومن المتوقع الانتهاء من مواقع توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة 4 غيغاواط المصاحبة للمشروع بحلول منتصف عام 2026، كما يُتوقع توافر أول شحنة من الأمونيا في عام 2027.

ومع التقدم الكبير المُحرز في مشروع نيوم، تُضاعف السعودية من طموحاتها في القطاع، إذ تعاقدت لتصميم مصنع جديد للهيدروجين الأخضر في ينبع على ساحل البحر الأحمر، والمتوقع أن يبلغ حجمه ضعف مشروع نيوم تقريبًا.

وقد فازت شركتا تكنيكاس ريونيداس الإسبانية وسينوبك الصينية بعقد التصميم الهندسي الأولي للمنشأة، التي ستتضمن منشأة تحليل كهربائي بقدرة 4 غيغاواط.

ومن المقرر أن يصل إنتاج مصنع ينبع إلى 400 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، مع تحويله إلى أمونيا خضراء، وسط توقع جاهزية المصنع للتشغيل التجاري بحلول عام 2030.

كما شهد قطاع الطاقة السعودي في 2025، توقيع شركتين سعودية وصينية على تطوير 6 محطات للتزود بوقود الهيدروجين في المملكة.

تحركات أخرى واستحواذات بقطاع الطاقة السعودي في 2025

كما شهد قطاع الطاقة السعودي في 2025 تحركات أخرى سواءً على صعيد البتروكيماويات أو الاستحواذ وكذلك تدعيم مواجهة الانبعاثات الضارة عبر إطلاق مشروعات لاستخلاص الكربون، ترصدها وحدة أبحاث الطاقة فيما يلي:

  • توسعات البتروكيماويات: توقيع اتفاقية إطارية بين أرامكو وسينوبك و"ياسرف" لتوسعة مصفاة ينبع، وتشمل وحدة تكسير بخارية (1.8 مليون طن سنويًا) ومجمع عطريات (1.5 مليون طن سنويًا)، فضلًا عن تدشين المجمع الرابع لشركة الفارابي في ينبع لإنتاج مادة "ألكيل البنزين الخطي" (LAB) بتكلفة 3.6 مليار ريال (950 مليون دولار).

  • استحواذات أرامكو: استكمال الاستحواذ على حصة إضافية في بترورابغ (لتصبح حصتها 60%)، واستكمال الاستحواذ على 50% من شركة الهيدروجين الأزرق للغازات الصناعية.

  • تطوير مرافق الغاز: إبرام عقد مع كيه بي آر-إيه إم دي سي إي (KBR-AMDCE) لتطوير وحدات استخلاص الكبريت بمعملي حرض والحوية لرفع كفاءة الاستخلاص من 95% إلى 99.9%.

  • مشروعات بحرية ونقل: إبرام اتفاقية لبناء أول منصة حفر بحرية في المملكة ("المملكة 3")، وانضمام 10 ناقلات نفط جديدة لأسطول السعودية.

  • عقود ضخمة: منح 4 عقود رئيسة لمشروع توسعة حقل الظلوف البحري بـ5 مليارات دولار، وتوقيع وزارة الطاقة صفقة ضخمة لتوريد توربينات غاز أميركية مع جنرال إلكتريك فيرنوفا بـ14.2 مليار دولار.

يمكنكم متابعة المزيد من حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2025 عبر الضغط (هنا)، كما يمكن الاطّلاع على حصاد عام 2024 (هنا).

المصادر:

  1. اكتشافات النفط والغاز بقطاع الطاقة السعودي في 2025، من وزارة الطاقة السعودية.
  2. بدء إنتاج حقل الجافورة، من موازنة عام 2026 الصادرة عن وزارة المالية السعودية.
  3. إنتاج أرامكو من الغاز الطبيعي، من نتائج أعمال الربع الثالث لعام 2025.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق