جدَّد انفجار هيدروجين حديث المخاوف المرتبطة بسلامة التعامل مع هذا الغاز، رغم الآمال الكبيرة المعقودة عليه بوصفه أحد بدائل الطاقة الواعدة.
ووقع الانفجار المذكور في مصنع لإنتاج المواد الكيميائية في مدينة ليون جنوب شرق فرنسا؛ ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص، وفق تقارير إعلامية طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتسبّب انفجار هيدروجين ليون في اندلاع النيران بالمنشأة؛ ما استدعى تدخل قوات الإطفاء التي تعاملت بنجاح مع تداعيات الحادث.
وتتزايد حوادث انفجار الهيدروجين، لا سيما في المنشآت الصناعية نتيجة قابليته للاشتعال العالية وسرعة تفاعله مع الأكسجين؛ ما يستلزم اتخاذ تدابير وقائية صارمة لمواجهة مخاطر تسرباته وحرائقه.
ملابسات الحادث
وقع انفجار هيدروجين ليون في مصنع تابع لشركة إلكيم سيليكونيس (Elkem Silicones) في بلدة سانت فونز جنوب ليون؛ ما أدى إلى إصابة 4 أشخاص، من بينهم 3 في حالة حرجة، وفق "يورونيوز".
ووقع انفجار الهيدروجين مساء يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في ورشة تجريبية ملحقة بمنشأة لإنتاج مواد السيليكون -وهو موقع مُصنّف ضمن فئة سيفيسو (Seveso) في منطقة "الوادي الكيميائي" في ليون-.
ويشير تصنيف "سيفيسو" إلى موقع صناعي عالي الخطورة -مثل المصانع الكيميائية ومصافي التكرير- يخزّن كميات كبيرة من المواد الخطرة.
وتسبّب انفجار الهيدروجين بإضرام النيران في مبنى مساحته 600 متر مربع، لكن قوات الإطفاء نجحت في إخمادها قبل الساعات الأولى من المساء.
وشارك في إخماد النيران قرابة 100 من رجال الإطفاء و30 من مركبات الطوارئ التي هرعت إلى مكان الحادث فور إبلاغ السلطات به.
ويعمل المصابون الـ4 في الموقع التابع لشركة إلكيم سيليكونيس، وما يزال اثنان منهم في حالة حرجة، فيما يعاني ثالث إصابات خطيرة، وفق تصريحات السلطات.
وقال مدير الموقع، جين بيير لورينت، إنه من المرجح أن انفجار الهيدروجين قد نتج عن انبعاث الغاز في ورشة تجارب كان يعمل بها 5 أشخاص وقت الحادث.

توجيهات السلطات
سارعت السلطات، عقب انفجار الهيدروجين، إلى تفعيل خطة استجابة الطوارئ أورسك (Orsec) عبر إرسال رسائل تحذيرية إلى المواطنين في بلديات سانت فونز وفيزين وبيير بينيت وفينيسيو، والمقدر عددهم بـ100 ألف شخص، تطالبهم فيها بالبقاء في منازلهم في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى الحفاظ على سلامتهم.
كما فرضت السلطات طوقًا أمنيًا بطول كيلومتر واحد حول المنشأة التي وقع فيها الحادث.
وأغلقت قوات الأمن الطريق السريع "إيه7" الذي يربط بين مدينتي ليون ومرسيليا في كلا الاتجاهَيْن فور وقوع الانفجار، وعلّقت حركة القطارات على خطي "ليون-فالانس-مرسيليا" و"ليون-سانت إتيان"، بالإضافة إلى حركة الملاحة النهرية.
لكن وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو أعلن إعادة فتح الطريق السريع المذكور أمام المرور، واستئناف تشغيل خطوط السكك الحديدية والملاحة النهرية حول موقع المنشأة الكيميائية الحساسة.
وعقب السيطرة على الحريق نفت السلطات وجود أي خطر تسمم على السكان في أي وقت، بفضل المراقبة الدورية لجودة الهواء التي تجريها هيئات البيئة الإقليمية.
حوادث سابقة
لا يُعد انفجار هيدروجين في مصنع إلكيم سيليكونيس الذي يوظّف قرابة 400 شخص الأول من نوعه الذي يشهده الموقع ذاته، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما يلي الحوادث السابقة التي شهدها الموقع:
- في شهر يونيو/حزيران (2016)، لقي عامل مصرعه حينما تسببت براميل السيليكون في اشتعال النيران في مستودع مساحته 2500 متر مربع؛ ما أدى إلى تدمير 600 متر مربع من المبنى.
- في عام 2022 أصدرت مقاطعة الرون إخطارًا رسميًا للمنشأة بسبب تخزينها غير المتوافق مع المعايير المنظمة للمواد الخطرة وأنظمة إخماد الحرائق غير الكافية.
- في وقت سابق من العام الحالي وقع حادث تسرب لمادة الكلوروسيلان الكيميائية في موقع المصنع.
تصنيف "سيفيسو"
تتبَع شركة إلكيم سيليكونيس فرنسا مجموعة إلكيم النرويجية المملوكة بحصة أغلبية لصالح شركة تشاينا ناشيونال بلوستار (China National Bluestar) الحكومية المتخصصة في تصنيع المواد الكيميائية.
وتدير الشركة 4 مواقع في فرنسا إلى جانب مركز أبحاث يوظف 120 شخصًا.
ويُعد الموقع المدرج على تصنيف "سيفيسو" منشأة صناعية تتعامل مع وتخزن مواد خطرة بكميات كبيرة تكفي للتسبب في مخاطر شديدة للأشخاص والبيئة والمنشآت.
ويستند التصنيف المذكور إلى توجيه "سيفيسو" الصادر عن الاتحاد الأوروبي في عام 1982، والمُسمَّى على اسم الكارثة الصناعية ضربت مدينة سيفيسو الإيطالية في عام 1976.
وتواجه المواقع المدرجَة على التصنيف المذكور مثل شركة إلكيم سيليكونز، رقابةً تنظيميةً هي الأكثر صرامة من نوعها بسبب الطبيعة الخطرة للمواد التي تتعامل معها.
موضوعات متعلقة..
- تسرب الهيدروجين يشعل النيران بأكبر مجمع كيميائي في العالم
- تسرب الهيدروجين يصيب شخصين بحروق في كوريا الجنوبية.. وهيونداي تتحدى
- انفجار حافلة هيدروجينية في كوريا الجنوبية يهدد خطط نظافة قطاع النقل
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف حقل نفط في الصين باحتياطيات تتجاوز 700 مليون برميل
- التخزين العائم للنفط سلاح فنزويلا لمواجهة حصار أميركا
- روسيا تتسلم أول ناقلة غاز مسال كاسحة للجليد محلية الصنع
المصدر:
1.انفجار هيدروجين من "يورو نيوز".


