سياراتتقارير السياراترئيسية

طفرة السيارات الكهربائية الصينية تفتح نافذة استراتيجية أمام باكستان

حياة حسين

تستطيع باكستان الاستفادة من طفرة صناعة السيارات الكهربائية الصينية، من خلال إستراتيجية واضحة لهذه المركبات تعتمد على عدّة محاور، أهمها تقديم حوافز لمستثمري بكين لإنشاء مصانع دراجات نارية ومركبات ذات 3 عجلات في إسلام أباد.

طرح وجهة النظر تلك المستشار الإستراتيجي وخريج جامعة كامبريدج فاران محمود، في مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى محمود أن هيمنة الصين على صناعة السيارات الكهربائية، وتراجع الاتحاد الأوروبي عن أهداف حظر سيارات محركات حرق الوقود، يوفران فرصة ذهبية لباكستان، عليها استغلالها عبر الاستعداد بإستراتيجية متكاملة.

في 16 ديسمبر/كانون الأول 2025، ألغى الاتحاد الأوروبي خطة حظر السيارات التي تعمل بمحركات حرق الوقود بحلول 2030، ما يمثّل أكبر تراجع سياسي للاتحاد عن خطّته البيئية.

وقرر الاتحاد فرض تحقيق خفض للانبعاثات بنسبة 90% في 2035، والسماح باستمرار السيارات الهجينة، ما يوفر فرصة أمام شركات صناعة السيارات الألمانية والإيطالية لمنافسة شركتي "تيسلا" الأميركية و"بي واي دي "الصينية، لمواصلة التركيز على هذا النوع من المركبات.

هيمنة السيارات الكهربائية الصينية

تهيمن صناعة السيارات الكهربائية الصينية على الأسواق العالمية، إذ حققت شركات مثل "بي واي دي" و"جيلي" و"سايك" إنتاجًا ضخمًا، وريادة تقنية، ومزايا تنافسية كبيرة من حيث التكلفة، وفق المستشار الإستراتيجي وخريج جامعة كامبريدج فاران محمود، في مقال منشور في "ذا إكسبريس تريبيون".

وتقلّ أسعار السيارات الكهربائية الصينية بنحو 20% عن نظيراتها المصنّعة في الاتحاد الأوروبي، كما تعادل طاقة بكين الفائضة البالغة 3 ملايين مركبة سنويًا، ضعف حجم كل أسواق دول الأعضاء في التكتل.

وزادت حصة السيارات الكهربائية الصينية في السوق الأوروبية بين عام 2020 ومنتصف 2024، من 3.5% إلى 27.2%، بنسبة نمو للعلامات التجارية من بكين من 1.9% إلى 14.1%.

وقال الكاتب، إن النمو الصيني انعكس سلبًا على الدول الأوروبية، ما دفعها لفرض تعرفات جمركية وتراجع في السياسات، حيث يحاول القادة الأوروبيون إبطاء التحول إلى الحياد الكربوني لمساندة المصنّعين المحليين في مواجهة المنافسة الصينية.

ورغم أن رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية (إيه سي إي إيه) أوضحت أن الأسباب الرئيسة للتحول في سياسة الاتحاد الأوروبي في قطاع السيارات الكهربائية، هي عدم وجود طلب كافٍ أو نقاط شحن وافية، فان شركة "فولكسفاغن" الألمانية وصفت القرار بأنه "سليم اقتصاديًا" و"عملي".

بينما حذّرت "فولفو" السويدية، التي بَنت محفظة شاملة من السيارات الكهربائية على مدى العقد الماضي، من أن إضعاف الالتزامات طويلة الأجل مقابل تخفيفات قصيرة الأجل قد يقوّض القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي في السنوات المقبلة، وفق الكاتب.

وكان نائب الرئيس الأول لوحدة الأعمال الهيكلية في شركة فولفو للسيارات، دان بترسون، قد صرّح لمنصة الطاقة المتخصصة بأن السيارات الكهربائية غير كافية لعلاج مشكلة الانبعاثات، وأن شركته تواصل الاستثمار في قطاع الأبحاث والتطوير لإيجاد بدائل أكثر استدامة.

دراجات نارية ومركبات ثلاثية العجلات في باكستان
درّاجات نارية ومركبات ثلاثية العجلات في باكستان - الصورة من بزنس ريكوردر

كيف تستفيد باكستان؟

يرى المستشار فاران محمود أنه في ضوء اتجاهات سلاسل التوريد بقطاع السيارات الكهربائية عالميًا، على باكستان وضع خطة عملية تستفيد من الريادة التقنية الصينية، والتزاماتها المناخية المحلية، والطلب المتزايد على وسائل النقل النظيفة بأسعار معقولة.

وأضاف في مقاله، أنه يجب على باكستان تبنّي إستراتيجية متعددة المحاور، من ضمنها:

  • سياسة متماسكة وحوافز واضحة للسيارات الكهربائية.
  • تقديم حوافز للمصنّعين الصينيين لإنشاء مصانع إنتاج في باكستان.
  • إعطاء الأولوية للدراجات النارية والمركبات ثلاثية العجلات على حساب سيارات الركوب.

وقال: "يعتمد أسطول الدراجات النارية والعربات ثلاثية العجلات الكبير في باكستان على بطاريات أصغر حجمًا وأبسط من سيارات الركوب، وكما يسهم تزويد هذا القطاع بالكهرباء بتحسين جودة الهواء فورًا في مدن مثل لاهور، يُساعد في بناء الخبرات التقنية وتعزيز علاقات سلسلة التوريد قبل الانتقال إلى إنتاج مركبات أكثر تعقيدًا".

كما دعا الكاتب باكستان إلى التركيز على التكامل في مراحل الإنتاج اللاحقة، على سبيل المثال: "الدولة لا تستطيع المنافسة في معالجة الليثيوم ، إلّا أنها قادرة على بناء قدرات في تجميع حزم البطاريات، وأنظمة إدارة البطاريات، والإدارة الحرارية".

وتابع: "التخطيط لإعادة التدوير منذ البداية ضرورة، لأنه بعد نمو سوق السيارات الكهربائية إلى مستوى النضج، ستكون إستراتيجيات نهاية العمر الفعّالة التي تشمل إعادة الاستعمال والتدوير أساسية لإنشاء سلاسل توريد دائرية".

وأوضح قائلًا: "تُمثّل إعادة تدوير البطاريات، التي ما تزال في مراحلها الأولى عالميًا، مجالًا يُمكن لباكستان أن تُطوّر فيه قدرة تنافسية حقيقية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

ماذا يعني تراجع أوروبا عن السيارات الكهربائية لباكستان؟، مقال في ذا إكسبريس تريبيون

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق