احتياطي النفط الإستراتيجي في كوريا الجنوبية يصل لـ100 مليون برميل
ارتفعت سعة احتياطي النفط الإستراتيجي في كوريا الجنوبية إلى 100 مليون برميل، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة الحكومة على مواجهة أي اضطرابات محتملة في أسواق النفط العالمية، ولا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية وتقلبات سلاسل الإمداد.
وكشفت وزارة التجارة والصناعة الكورية، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، عن وصول آخر ناقلة نفط محمّلة بالاحتياطيات الإستراتيجية هذا العام؛ ما سيُسهم في رفع إجمالي مخزون النفط الحكومي إلى 100 مليون برميل.
ويحتفظ القطاع الخاص باحتياطيات منفصلة تُقدّر بنحو 95 مليون برميل، وهو ما يرفع احتياطي النفط الإستراتيجي في كوريا الجنوبية ليكفي تغطية الطلب المحلي لمدة 210 أيام على الأقل.
وتحتل كوريا الجنوبية حاليًا المرتبة الرابعة عالميًا بين الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الطاقة من حيث حجم احتياطي النفط الإستراتيجي.
أمن الطاقة
تأتي زيادة سعة احتياطي النفط الإستراتيجي في كوريا الجنوبية خلال وقت تشهد فيه سوق النفط العالمية تحديات متزايدة، تشمل الصراعات الجيوسياسية بمناطق الإنتاج الرئيسة في روسيا وفنزويلا، وتقلبات أسعار الخام، إضافة إلى مخاطر تعطل الإمدادات بسبب النزاعات أو الكوارث الطبيعية.
وتعتمد كوريا الجنوبية، التي تُعد رابع أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بشكل شبه كامل على الواردات لتلبية احتياجاتها من الطاقة؛ ما يجعلها شديدة الحساسية لأي اضطرابات خارجية.

وتستورد كوريا الجنوبية نحو 67% من وارداتها النفطية من دول الشرق الأوسط، والتي شهدت خلال الأشهر الماضية توترات سياسية هددت الإمدادات على خلفية تصاعد الحرب في غزة، حسب وكالة يونهاب.
وتلزم قواعد وكالة الطاقة الدولية الدول الأعضاء بالاحتفاظ باحتياطيات نفطية تغطي ما لا يقل عن 90 يومًا من صافي الواردات، وهو ما تتجاوزه كوريا الجنوبية بأكثر من الضعف.
وتستعمل الحكومة الكورية مزيجًا من التخزين تحت الأرض وفي منشآت ساحلية ضخمة، إضافة إلى اتفاقيات تخزين مشترك مع شركات نفط عالمية؛ ما يمنحها مرونة أكبر في إدارة المخزون.
اضطرابات إمدادات النفط
أكدت وزارة الصناعة أن الاحتياطيات الحالية "كافية للاستجابة الفعالة لأي اضطرابات في إمدادات النفط العالمية"، متعهدة بمواصلة الجهود لتعزيز أمن الطاقة، ليس فقط عبر زيادة المخزون، بل أيضًا من خلال تنويع مصادر الاستيراد وتحسين كفاءة إدارة الطلب.
وعلى الرغم من التوسع الملحوظ في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، فلا يزال النفط يشكل عنصرًا أساسيًا بمزيج الطاقة في كوريا الجنوبية، خاصة في قطاعات النقل والصناعات البتروكيماوية والتكرير.
وتشير تقارير دولية إلى أن الطلب على النفط في آسيا سيظل قويًا خلال العقدين المقبلين، حتى مع تسارع سياسات خفض الانبعاثات.
وكثفت العديد من الدول الآسيوية، مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية، في السنوات الأخيرة جهودها لتعزيز احتياطيات النفط الإستراتيجية، تحسبًا لصدمات السوق وتغيرات المشهد الجيوسياسي العالمي، وفقًا لقاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة.
ويمثل رفع احتياطي النفط الإستراتيجي في كوريا الجنوبية إلى 100 مليون برميل خطوة إستراتيجية لتعزيز مرونة الاقتصاد الوطني في مواجهة الأزمات، ويؤكد استمرار النفط عنصرًا محوريًا في معادلة أمن الطاقة، حتى مع تسارع خطط التحول نحو مصادر أنظف.
موضوعات متعلقة..
- السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي خيار كوريا الجنوبية لمواجهة توترات حرب غزة
- أضخم عملية لدعم احتياطي النفط الإستراتيجي في الصين بـ60 مليون برميل
اقرأ أيضًا..
- 5 حقول غاز عربية تشهد أحداثًا مهمة في 2025
- تركيبات طاقة الرياح في أميركا ترتفع 36% خلال 2025
- النفط في ليبيا خلال 2025.. عام دون حصار للحقول والمواني ينعش الإيرادات





