التقاريرحصاد 2025رئيسيةسلايدر الرئيسيةملفات خاصة

2025.. عام تخزين الكهرباء في الوطن العربي بقيادة 3 دول

سامر أبووردة

يشكّل تخزين الكهرباء نقطة تحول محورية في أسواق الطاقة العربية خلال 2025، في وقت تتوسع فيه منظومات الطاقة المتجددة بوتيرة غير مسبوقة.

ووفقًا لبيانات قطاع تخزين الطاقة الكهربائية في الوطن العربي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شهد عام 2025 دخول مصر والإمارات والسعودية في سباق متسارع لطرح قدرات ضخمة تدعم أمن الإمدادات وترفع مرونة شبكاتها الوطنية،

وشهدت الدول الـ3 عامًا يُعاد فيه رسم خريطة البنية التحتية للكهرباء اعتمادًا على التخزين بالبطاريات، بوصفه ركيزة لدمج طاقة الشمس والرياح وإدارة الأحمال على مدار اليوم.

وتعكس التحركات المكثّفة في القاهرة وأبوظبي والرياض إدراكًا متزايدًا لأهمية تقنيات تخزين الكهرباء بوصفها عنصرًا حاسمًا في إدارة الطلب وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالتوازي مع توسُّع مشروعات الطاقة النظيفة.

كما تُبرز هذه الموجة جزءًا من توجُّه عالمي نحو بناء قدرات مرنة تمنح الشبكات قدرة على مواجهة تقلبات مصادر الطاقة المتجددة.

تخزين الكهرباء في الوطن العربي

يُعدّ تخزين الكهرباء في الوطن العربي عنوانًا عريضًا لمرحلة جديدة تتقدم فيها المنطقة نحو منظومة طاقة أكثر مرونة واستدامة، مستندة إلى التحركات الرائدة للدول الـ3 خلال 2025.

وتشكّل الخطط التي تُنفَّذ في مصر والسعودية والإمارات نموذجًا لتطور البنية التحتية الإقليمية، مع دخول قدرات تخزينية تتخطى عشرات الغيغاواط/ساعة للخدمة خلال الأعوام المقبلة.

وتُشدّد الحكومات العربية على أهمية استباق النمو المتسارع في قدرات الطاقة الشمسية عبر بناء منظومة تخزين واسعة النطاق، بما يضمن استقرار الإمدادات وتحسين كفاءة التشغيل، مستندة إلى شراكات دولية واستثمارات تتخطى المليارات خلال 2025.

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في الإمارات
مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية - الصورة من "وام"

ويؤشّر التوجه إلى تحول هيكلي يجعل من التخزين عنصرًا رئيسًا في إستراتيجيات أمن الطاقة الإقليمية.

وتفتح الخطط الجديدة الباب أمام طفرة صناعية وتقنية في المنطقة، سواء عبر التوسع في المشروعات الضخمة التي تدخل الخدمة خلال العام، أو بتوطين صناعة البطاريات ومكونات الطاقة المتجددة، بما يعزز مكانة الدول العربية بصفتها لاعبًا مؤثرًا في سوق عالمية يشتد فيها الطلب على الحلول التخزينية المتقدمة.

تخزين الكهرباء في مصر

يشهد قطاع الطاقة توسّعًا لافتًا في مصر خلال 2025 مع إطلاق باقة من المشروعات التي تعزز قدرة الدولة على دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة.

ففي فبراير/شباط 2025، وقّعت وزارة الكهرباء اتفاقية مع أميا باور لإنشاء محطتين جديدتين للتخزين بسعة 1500 ميغاواط/ساعة في بنبان والزعفرانة، بهدف دعم الشبكة خلال أوقات الذروة.

وشهد منتصف 2025 دخول أول مشروع تجاري لتخزين الكهرباء الخدمة في أسوان بسعة 300 ميغاواط/ساعة، الذي نفّذته أميا باور الإماراتية بوصفه خطوة نوعية في دمج التخزين مع محطة أبيدوس بقدرة 500 ميغاواط، بما يعزز مرونة الشبكة ويخفض الاعتماد على المحطات التقليدية.

تخزين الكهرباء في مصر
تشغيل أول نظام لتخزين الكهرباء في مصر - الصورة من أميا باور

وفي سبتمبر/أيلول 2025، بحثت وزارة الكهرباء مع "سكاتك" النرويجية إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط في نجع حمادي مرفقة بأنظمة تخزين تبلغ 200 ميغاواط/ساعة، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في 2026 لتعزيز موثوقية الإمدادات.

واستمرت الخطط الحكومية في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 مع توقيع اتفاقيات مع تحالف "إنفينيتي – حسن علام" لإقامة مشروعين شمسيين ومحطتي تخزين بسعة 720 ميغاواط/ساعة، تشمل محطة 200 ميغاواط في بنبان وأخرى 1000 ميغاواط في غرب المنيا، ضمن جدول تنفيذي للربط بالشبكة.

وخطت مصر خطوة جديدة نحو توطين الصناعة، إذ ناقشت وزارة الكهرباء، في يونيو/حزيران 2025 مع شركة "سنغرو" الصينية إنشاء مصنع لإنتاج بطاريات التخزين ومعدّات الطاقة الشمسية لتعزيز القدرة التنافسية وتقليل الاعتماد على الواردات.

تخزين الكهرباء في السعودية

تواصل السعودية خلال 2025 بناء واحدة من أضخم منظومات التخزين في العالم، مستندة إلى توسُّع متسارع في الطاقة المتجددة، وإستراتيجية تسعى إلى رفع قدرتها التخزينية من 8 غيغاواط/ساعة في 2025 إلى 22 غيغاواط/ساعة في 2026، ثم 48 غيغاواط/ساعة في 2030، لتصبح ضمن أكبر 3 أسواق عالميًا بعد الصين وأميركا.

وتطوّر المملكة أكثر من 10 مواقع تخزينية تعتمد على البطاريات بسعة تتجاوز 30 غيغاواط/ساعة، رُبط منها 2 غيغاواط/ساعة بالشبكة.

ويبرز مشروع بيشة، الذي انطلق في فبراير/شباط 2025، بوصفه أكبر محطة تخزين بطاريات في الشرق الأوسط وأفريقيا بقدرة 500 ميغاواط وسعة 2000 ميغاواط/ساعة، اعتمادًا على تصميمات شركة بي واي دي الصينية.

مشروع بيشة لتخزين الكهرباء في السعودية
مشروع بيشة لتخزين الكهرباء في السعودية - الصورة من (واس)

وفي الشهر نفسه، وقّعت السعودية أكبر عقود عالمية لتوريد بطاريات التخزين مع بي واي دي بسعة 12.5 غيغاواط/ساعة، تُضاف إلى قدرات مشروع بيشة، ليبلغ إجمالي التعاون 15.1 غيغاواط/ساعة، في خطوة ترسّخ موقع المملكة بين أكبر الأسواق العالمية للتخزين.

كما أطلقت الشركة السعودية للكهرباء المرحلة الثانية من نظام التخزين في أبريل/نيسان 2025 باستثمارات تتجاوز 6.73 مليار ريال، عبر 5 مواقع في الرياض، والقيصومة، والجوف، والدوادمي، ورابغ، بقدرة 500 ميغاواط وسعة 10 غيغاواط/ساعة، بالاعتماد على بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم ذات الاستجابة السريعة.

تخزين الكهرباء في الإمارات

برزت الإمارات لاعبًا محوريًا في تقنيات التخزين خلال 2025، مع إطلاق مشروعات تُعدّ بين الأضخم عالميًا، ويأتي في مقدّمتها مشروع "مصدر" الذي وُضِع حجر أساسه في يناير/كانون الثاني 2025، ويضم محطة شمسية بقدرة 5.2 غيغاواط مُدمجة مع نظام تخزين بسعة 19 غيغاواط/ساعة، ما يوفر قدرة حمل أساس متجددة تبلغ 1 غيغاواط على مدار الساعة، ومن المقرر تشغيله في 2027.

ويوفر المشروع كهرباء لنحو 500 ألف منزل، ويخفض 5.7 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويًا، ويُسهم في خلق 10 آلاف وظيفة، إلى جانب دمج أنظمة ذكاء اصطناعي لإدارة الطاقة، بما يعزز مكانة الإمارات ضمن أبرز مطوري التقنيات التخزينية عالميًا.

وفي دبي، عززت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية عبر طرح مناقصة المرحلة السابعة في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 لتطوير قدرة شمسية تبلغ 2000 ميغاواط، مرفقة بنظام تخزين بقدرة 1400 ميغاواط لمدة 6 ساعات وبسعة إجمالية 8400 ميغاواط/ساعة، ليكون أحد أضخم المشروعات العالمية المدمجة بالتخزين.

موضوعات متعلقة..

نرشح لكم..

المصادر:

  1. بيانات مشروع مصدر بسعة 19 غيغاواط/ساعة، من موقع الشركة
  2. بيانات محطة أبيدوس 2، من موقع شركة "أميا باور" الإماراتية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق