رئيسيةأخبار الكهرباءعاجلكهرباء

وضع أساس محطة محردة لتوليد الكهرباء في سوريا

الطاقة

في خطوة وُصفت بـ"المفصلية"، وضعت الحكومة السورية حجر الأساس لمشروع محطة محردة لتوليد الكهرباء في محافظة حماة، ضمن مساعيها لإعادة بناء قطاع الطاقة، وتعزيز إنتاج الكهرباء، وتحسين استقرار الشبكة.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وُضِعَ اليوم الأحد 21 ديسمبر/كانون الأول 2025 حجر أساس المشروع، بقدرة 800 ميغاواط، ضمن الخطط الإستراتيجية الرامية لدعم التنمية الاقتصادية والخدمية بمختلف المناطق السورية.

والمحطة أحد أكبر مشروعات التوليد المطروحة حاليًا، وتهدف إلى رفع القدرة الإنتاجية للمنظومة الكهربائية، وتقليص فجوات التغذية، لا سيما في المنطقة الوسطى، التي تعتمد تاريخيًا على محطة محردة لتوليد الكهرباء.

يأتي إطلاق المشروع في وقت يشهد فيه قطاع الكهرباء السوري تحديات غير مسبوقة، نتيجة سنوات الحرب ونقص الوقود والعقوبات، ما يجعل إعادة تأهيل وتوسعة المحطة خطوة محورية ضمن مسار التعافي التدريجي.

تفاصيل مشروع محطة محردة لتوليد الكهرباء

يقول وزير الطاقة السوري محمد البشير، إن وضع حجر الأساس يمثّل انطلاقة جديدة لمشروع إستراتيجي طال انتظاره، مؤكدًا أن محطة محردة لتوليد الكهرباء ستسهم في تحسين موثوقية الشبكة الكهربائية ودعم القطاعات الإنتاجية والخدمية.

وأوضح أن القدرة التصميمية للمحطة تبلغ نحو 800 ميغاواط، ما يجعلها من أكبر محطات التوليد في البلاد، مشيرًا إلى أن تنفيذها سيتمّ وفق مراحل تضمن استدامة التشغيل وكفاءة الأداء.

وسبق أن تعرضت محطة محردة لتوليد الكهرباء في سوريا إلى عمليات تخريب ممنهجة، خلال المعارك التي شهدتها الدولة قبل تحريرها في ديسمبر/كانون الأول 2024، وفق الأحداث التي تابعت منصة الطاقة المتخصصة تفاصيلها لسنوات.

خطوط لنقل الكهرباء في سوريا
خطوط لنقل الكهرباء في سوريا- الصورة من رويترز

كان المدير العام لمؤسسة النقل والتوزيع بوزارة الكهرباء المهندس خالد أبودي قد صرّح إلى منصة الطاقة في وقت سابق بأن المحطة -الواقعة قرب مدينة حماة- كانت لسنوات مصدرًا رئيسًا لتغذية المنطقة الوسطى بالطاقة.

وأضاف أبودي أن المحطة ما تزال قيد العمل جزئيًا، رغم تعرّضها لأضرار جسيمة خلال المعارك السابقة، مؤكدًا أن المشروع الجديد يهدف إلى إعادة دور محطة محردة لتوليد الكهرباء في المنظومة الوطنية.

وتعود أهمية المحطة إلى تاريخها التشغيلي الطويل، إذ سبق أن خرجت مجموعاتها الـ3 من الخدمة نتيجة اعتداءات صاروخية ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، ما أثّر سلبًا في إنتاجها من الكهرباء وألقى بظلال وخيمة على البلاد.

وفي مايو/أيار 2018، أعلنت وزارة الكهرباء عودة المجموعة الأولى للخدمة، في خطوة انعكست إيجابًا على التغذية الكهربائية، ما عزز الآمال بإعادة تشغيل محطة محردة لتوليد الكهرباء في سوريا بكامل طاقتها مستقبلًا.

أزمة الكهرباء في سوريا

تفاقمت أزمة الكهرباء في سوريا نتيجة دمار البنية التحتية خلال سنوات الحرب، وشحّ الوقود، والعقوبات الاقتصادية، ما أدى إلى اتّساع الفجوة بين العرض والطلب، وترسيخ أزمة طاقة مزمنة.

ويعاني القطاع من انهيار شبه تام منذ عام 2011، مع خروج عدد كبير من المحطات عن الخدمة، وتعرّض شبكات النقل والتوزيع للتخريب والنهب، الأمر الذي زاد الضغط على محطات عاملة -حتى ولو جزئيًا- مثل محطة محردة لتوليد الكهرباء.

عمال يصلحون أعطالًا بشبكة توزيع الكهرباء في سوريا
عمّال يصلحون أعطالًا بشبكة توزيع الكهرباء في سوريا - الصورة من موقع وزارة الكهرباء السورية

ووفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة، يتراوح متوسط إنتاج سوريا من الكهرباء في الوقت الحالي بين 2300 و2600 ميغاواط، مقابل طلب يومي يقارب 9 آلاف ميغاواط، ما يعني عجزًا يتجاوز 6400 ميغاواط يوميًا.

وتسعى الحكومة إلى تقليص هذا العجز عبر مشروعات جديدة واتفاقيات إقليمية مع دول مثل قطر والسعودية وتركيا، غير أن استعادة مستويات ما قبل 2011 تبقى صعبة دون تمويل كافٍ وإصلاح شامل للبنية التحتية.

ويرتكز مزيج الكهرباء في سوريا على الوقود الأحفوري، إذ تعتمد المحطات الحرارية على الغاز والفيول، رغم محدودية الإمدادات، في وقت ما يزال فيه إسهام الطاقة المتجددة متواضعًا للغاية.

وتُظهر البيانات أن القدرة المركبة التي كانت تغطي أكثر من 99% من البلاد قبل 2011 لا توفر اليوم سوى نحو 20% من الاحتياجات، ما يُبرز أهمية مشروعات كبرى، على رأسها محطة محردة لتوليد الكهرباء، ضمن مسار إنقاذ القطاع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق