نظائر الهيليوم مقياس لاكتشاف رواسب الذهب.. كيف ذلك؟
هبة مصطفى
هل تخيلت أن نظير غاز قد يكون دليل شركات التعدين في تحديد مواقع اكتشاف الذهب وكمياته؟ هذا ما توصل إليه علماء في جامعة إسكتلندية ويمهّد لثورة في استخراج المعدن الأصفر.
فباحثو جامعة غلاسكو استعانوا بنظائر الهيليوم المستقرة في الوشاح (الطبقة الواقعة أسفل القشرة الأرضية، وممتدة لعمق كبير)؛ للاسترشاد بتكوين الرواسب، ودراسة معادن أخرى، حسب نتائج بحثية تابعت منصة الطاقة المتخصصة تفاصيلها.
واختار الباحثون منطقة "جبال حزام كاليدونيا" بوصفها عينة واقعية لما توصلوا إليه من نتائج مترتبة على انصهار الوشاح، في دراسة تعزز حسم جدل استمر لسنوات طويلة حول الطبقة الأرضية المحتضنة للذهب.
وتُعد هذه المنطقة نموذجًا ملهمًا في توضيح العلاقة بين متغيرات الطبقات الأرضية ونظير الغاز ومعدن الذهب، إذ تمتد لمسافات هائلة وتغطي بلدانًا عدة.
كيفية اكتشاف الذهب
أكد علماء من جامعة غلاسكو الإسكتلندية إمكان تحديد مواقع اكتشاف الذهب، من خلال تحليل مخرجات طبقات الأرض، خاصة طبقة الوشاح الأعمق من القشرة.
وتوصلوا إلى أن رواسب المعدن الأصفر -خاصة في إسكتلندا وأيرلندا- يمكن رصدها من خلال تحليل الغازات حبيسة الصخور، ونظائرها.

وكانت التقديرات العلمية تُشير إلى تباين رأي الباحثين حول مصدر الذهب (هل القشرة الأرضية، أما الطبقة الأكثر عمقًا)، خاصة في المناطق الجبلية مثل حزام كاليدونيا الممتد 1800 كيلومتر بين سلسلة جبال الأبلاش في أميركا الشمالية حتى شمال النرويج.
فانحاز فريق إلى أن ذهب الأحزمة الجبلية متوافر في القشرة الأرضية، وتتسبب حرارة التحركات التكتونية (تفاعلات الطبقات الأرضية مع مرور الزمن) في فصل المعدن عن الصخور.
أما الفرضية الثانية، فتشير إلى أن الذهب ينتج عن انصهار جزء من الوشاح لدى اصطدام الصفائح التكتونية ببعضها بعضًا، وتخرج السوائل المنصهرة إلى طبقة القشرة الأرضية عبر الشقوق والتصدعات حاملة المعدن الأصفر.
دور نظائر الهيليوم
توصل باحثو الدراسة الإسكتلندية الحديثة إلى أن نظائر الهيليوم قد يكون لها دور بالغ الأهمية في حسم جدل موقع الذهب في طبقات الأرض.
وبذلك، يمكن القول إن سوائل طبقات الوشاح تعمل بوصفها حاملًا لرواسب المعادن المهمة -مثل الذهب- من طبقات الأرض العميقة إلى الطبقات الأكثر سطحية، بعد التفاعلات الحرارية وانصهار الطبقات.
واستندوا إلى أن الغاز -المعروف باستقراره بكثافة في طبقات الوشاح- يؤكد أن المعدن الأصفر صعد إلى "القشرة الأرضية" نتيجة التفاعلات والانصهارات.
ودللوا على ذلك بقياس نسبة نظائر الهيليوم في الذهب (أطلقوا عليها البصمة الغازية)، بالإضافة إلى الربط بين حجم انصهار الوشاح ودرجات الحرارة المرتفعة للغاية لتقدير كمية الرواسب، وفق نتائج علمية نشرها موقع إنترستنغ إنجينيرنغ.
واعتمد الباحثون على تحليل معادن الكبريتيد الحاملة للذهب لتعزيز حالة اليقين حول استقراره في الطبقات العميقة للأرض وليس القشرة، بالقياس على تفاعلات بعض المناجم الجبلية.

وأكد مسؤول البحث الدكتور فين ستيوارت، أن رصد نظائر الهيليوم (إتش ثري H3، وإتش فور H4) في رواسب حزام كاليدونيا دلالة على ضرورة تفاعلات الوشاح لإخراج الذهب.
وجمعت الدراسة الإسكتلندية بين الجانب البحثي ورصد العلماء للكتل الصخرية ومخرجات وشاح حزام كاليدونيا، والخبرة الجيولوجية لشركات التعدين.
وقال المشارك في البحث، الجيولوجي بشركة "ويسترن غولد إكسبلوريشن WGE" الكندية، الدكتور كالوم ليل، إنه يمكن استعمال بصمة نظائر الهيليوم في رصد مواقع رواسب المعادن وكمياتها.
موضوعات متعلقة..
- اكتشاف طريقة جديدة لاستخلاص الذهب من النفايات الإلكترونية (تقرير)
- بعد صفقة قطر والصين.. 5 معلومات عن الهيليوم واستعمالاته
- إنتاج الذهب.. قائمة أكبر 10 مناجم للمعدن الأصفر عالميًا (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- أول طرح بقطاع الطاقة في الكويت منذ 17 عامًا يجمع 180 مليون دولار
- مصافي النفط في الكويت.. طاقات ضخمة تعزز مكانتها بالشرق الأوسط
- حقل ميدان محزم القطري.. قصة احتياطيات تتجاوز مليار برميل نفط
المصادر:





