طاقة الرياح البحرية في أستراليا تتعثر.. شركة رائدة تعلن إنهاء أعمالها (تقرير)
نوار صبح
- أوشينكس ستُغلق أبوابها في مطلع العام الجديد بعد إنهاء جميع شراكاتها رسميًا
- في أستراليا سحبت أوشينكس رسميًا في أغسطس الماضي خططها لمشروع "نوفوكاستريان ويند"
- مشروع طاقة رياح بحرية بقدرة تصل إلى 2 غيغاواط اقتُرح في منطقة المحيط الهادئ
- 3 شركات تطوير سحبت تراخيص دراسات الجدوى لديها خلال الأشهر الـ6 الماضية
يترقّب قطاع طاقة الرياح البحرية في أستراليا إنهاء شركة أوشينكس إنرجي (Oceanex Energy) المتخصصة أعمالها مطلع العام المقبل 2026، حسبما أكد مؤسسو الشركة التي مهّدت الطريق لتقنية توليد الكهرباء في سوق ما تزال غير مُختبرة.
وفي وقت متأخر من مساء الخميس 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال المؤسس المشارك لشركة أوشينكس، آندي إيفانز، إنه "حان الوقت لإغلاق الباب رسميًا" أمام هذه الشركة الواعدة في مجال طاقة الرياح البحرية العائمة، بعد سنوات من الجهود المبذولة لتطوير مشروعات قبالة سواحل أستراليا ونيوزيلندا.
وفي بيان لاحق لمنصة رينيو إيكونومي، قال إيفانز، إن أوشينكس ستُغلق أبوابها في مطلع العام الجديد، بعد إنهاء جميع شراكاتها رسميًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد إيفانز: "لن نُواصل أي مشروعات مُخطط لها في نيوزيلندا، ولن تُقدم شركة أوشينكس أي طلبات للحصول على تراخيص بحث وتطوير في مجال طاقة الرياح البحرية".
إنهاء المشروعات المُدرجة على الموقع الإلكتروني للشركة
يُنهي هذا القرار المشروعات المُدرجة على الموقع الإلكتروني لشركة أوشينكس، بما في ذلك خطط إنشاء 3 مزارع رياح بحرية في المياه النيوزيلندية، التي قيل إنها في مرحلة ما قبل دراسة الجدوى.
وفي أستراليا، سحبت أوشينكس رسميًا في أغسطس/آب الماضي خططها لمشروع "نوفوكاستريان ويند"، إذ رفض شريكها في المشروع، شركة الطاقة النرويجية العملاقة "إكوينور" (Equinor)، منح ترخيص دراسة الجدوى بسبب "التحديات العالمية" و"العوامل الخاصة بالمشروع".
واقتُرح مشروع طاقة رياح بحرية بقدرة تصل إلى 2 غيغاواط في منطقة بالمحيط الهادئ تبلغ مساحتها 1800 كيلومتر مربع، الممتدة بين سوانسي وبورت ستيفنز قبالة ساحل ولاية نيو ساوث ويلز، وكان من المقرر أن يكون أول مشروع من نوعه في أستراليا يستضيف توربينات عائمة.
واقترحت شركة أوشينكس تطوير مشروع آخر بقدرة 1.5 غيغاواط في منطقة بونبوري لطاقة الرياح البحرية في ولاية أستراليا الغربية.

وكان إيفانز، مع شريكه المؤسس في أوشينكس، بيتر سغارديليس، من المؤسسين المشاركين -إلى جانب تيري كاليس- لمشروع "نجمة الجنوب" "ستار أوف ذا ساوث" (SOTS) بقدرة 2.2 غيغاواط.
ويُطوّر المشروع، حاليًا، بصفة مشتركة بين شركة كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز "سي آي بي" (CIP) الدنماركية العملاقة وشركة سيبوس.
وما يزال مشروع "نجمة الجنوب" المرشح الأقوى ليكون أول مشروع في طاقة الرياح البحرية في أستراليا، قبالة ساحل جيبسلاند في ولاية فيكتوريا، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
بالمثل، ما تزال الشركات الـ9 المتبقية المتنافسة على منطقة جيبسلاند لطاقة الرياح البحرية في حالة من الترقب، بانتظار تحديد موعد للمزاد، بعد أن أرجأت حكومة الولاية العمالية إطلاقه.
وأثبت الحفاظ على استمرارية المشروعات صعوبة بالغة، إذ سحبت 3 شركات تطوير تراخيص دراسات الجدوى لديها خلال الأشهر الـ6 الماضية، وكان آخرها شركة "إيه جي إل إنرجي" (AGL Energy).
طاقة الرياح البحرية في أستراليا يمكنها إحداث نقلة نوعية
أكد المؤسس المشارك لشركة أوشينكس، آندي إيفانز، وهو مُخرج الفيلم الوثائقي "كوكب الرياح" الذي يتناول تطور طاقة الرياح البحرية في 8 دول مختلفة، أنه ما يزال يؤمن بأنه يمكن لهذه التقنية إحداث نقلة نوعية في أستراليا، إذا ما طُوّرت بالشكل الأمثل".
وأضاف: "ما زلتُ أدعم بقوة طاقة الرياح البحرية، وسأبذل المزيد من الجهود في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خصوصًا في تطوير سلاسل التوريد، لتحويل مشروعات الطاقة إلى واقع ملموس، لا مجرد حديث عنها"، صرّح بذلك لمجلة "رينيو إيكونومي" يوم الجمعة 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وأكد إيفانز أن "أستراليا بحاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهد والاستفادة من الفرص الوفيرة المتاحة لدينا في مجال الطاقة المتجددة".
وأردف: "إننا نخسر مزايا كبيرة نتمتع بها، بسبب المبالغة في تجنّب المخاطر والتردد، فدول مثل الفلبين تتفوق علينا الآن في مجال طاقة الرياح البحرية، بفضل رغبتها الصادقة في تحسين حياة شعوبها. علينا أن نحذو حذوها".
وقال إيفانز إن إرث شركة أوشينكس سيتمثّل في "القادة الجدد المتميزين" الذين أنجبتهم، و"انتقلوا جميعًا إلى آفاق أوسع وأفضل... وإدراكهم أن الرؤية المقترنة بالإيمان والتنفيذ كفيلة بتحقيق ازدهار أكبر لبلادنا".
وتابع: "نفخر بأننا كنا لاعبًا رئيسًا في إطلاق مشروعات طاقة الرياح البحرية في مناطق جديدة مثل هنتر، وإيلاوارا، وبانبري، ونيوزيلندا/أوتيروا، بغض النظر عن النتيجة النهائية".
وأضاف: "ما زلنا نؤمن بأن طاقة الرياح البحرية في أستراليا ستُحدث نقلة نوعية، وسنواصل أنا وشريكي بيتر سغارديليس العمل بجد، لضمان نجاحها وتوفير فرص عمل لآلاف الأستراليين في قطاع طاقة الرياح البحرية والصناعات المرتبطة به".
موضوعات متعلقة..
- قرارات ترمب تهدد مشروعات طاقة الرياح البحرية.. كيف تأثرت أستراليا؟
- طاقة الرياح البحرية في أستراليا تنتعش باستثمارات دنماركية
- سعة طاقة الرياح البحرية العالمية تنخفض 57% خلال 6 أشهر (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- لغة منصّة الطّاقة تدقيقًا وتقنينًا.. جودة وتحدّيات (مقال)
- دوائر الجن تتصدر تقنيات الطاقة في 2025.. ونتائج بحثية مثيرة
- فرص المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا.. كيف تحمي القارة مواردها؟ (حوار)
المصدر:





