نفطأخبار النفطرئيسية

روسنفط أكبر مورد للنفط الروسي إلى الهند رغم العقوبات الأميركية

محمد عبد السند

لا تزال شركة روسنفط (Rosneft) الروسية المزود الرئيس لواردات الهند من النفط الروسي رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

وواصلت الشركة شحن النفط الروسي إلى العديد من مصافي التكرير الهندية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، في تحدٍّ واضح للعقوبات التي تستهدف تقويض قطاع الطاقة الروسي وتجفيف إيراداته المستعمَلة في تمويل الحرب الأوكرانية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوباتٍ على روسنفط ومواطنتها لوك أويل (Lukoil)، عبر تجميد أصولهما، ومنع الشركات والمواطنين الأميركيين من التعامل معهما.

وبرزت روسيا ثاني أكبر منتِج للنفط عالميًا في العام الماضي بعد الولايات المتحدة، وفق بيانات الطاقة الأميركية، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

النفط الروسي يواصل التدفق

لا تزال روسنفط أكبر مورد للخام الروسي إلى الهند على الرغم من العقوبات الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في حين تواصل الشركة شحن كميات كبيرة من الخام إلى شركات ريلاينس إندستريز (Reliance Industries) وإنديان أويل (Indian Oil) ونايارا إنرجي (Nayara Energy) الهندية في شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وخلال النصف الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، لامس حجم واردات روسنفط 820 ألف برميل يوميًا من النفط إلى المصافي الهندية، وفق بيان شركة كبلر المتخصصة في تحليل البيانات.

واستأثرت الشركة الروسية بنحو 70% من إجمالي حجم واردات الهند من النفط الروسي البالغ 1.15 مليون برميل يوميًا خلال المدة ذاتها.

ولم تشترِ المصافي الهندية أي خام من "لوك أويل"، وهي شركة روسية أخرى طالتها مظلة العقوبات الغربية.

عامل يرفع لافتة عليها شعار روسنفط
عامل يرفع لافتة عليها شعار روسنفط - الصورة من موقع الشركة الرسمي

مصدرون جدد

شملت قائمة الشركات الروسية المصدرة للنفط كياناتٍ جديدةً غير مشهورة مثل روس إكسبورت (RusExport) ومور إكسبورت (MorExport) وزاروبيجنفط (Zarubezhneft) وروسفيت بترو (Rusvietpetro).

وبلغت صادرات الشركات الـ4 المذكورة 330 ألف برميل يوميًا في شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ومن بين شركات التكرير برزت إنديان أويل الحكومية أكبر مشترٍ للنفط الروسي في الشهر الماضي، إذ استوردت 400 ألف برميل يوميًا، تليها ريلاينس إندستريز بواقع 366 ألف برميل يوميًا، ثم نايارا إنرجي (228 ألف برميل يوميًا) وبي بي سي إل (BPCL) الحكومية بواقع 155 ألف برميل.

في الوقت نفسه لم تستورد شركات طاقة هندية أخرى أي نفط روسي مثل إتش بي سي إل (HPCL) وإتش إم إي إل (HMEL) وإم آر بي إل (MRPL).

وقالت كبلر: "المشترون الهنود، على رأسهم ريلاينس إندستريز، استوردوا حصةً كبيرةً من إمدادات روسنفط، مقارنةً بشركة نايارا".

ومن المتوقع استمرار صادرات روسنفط من الخام الروسي إلى شركة نايارا، خلال الوقت الذي صار فيه الخام الروسي المصدر الوحيد بمصفاة التكرير الوحيدة في ولاية غوجارات الهندية منذ فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على الثانية خلال يوليو/تموز الماضي بسبب امتلاكها حصة أسهم نسبتها 49% في الأولى.

العقوبات الأميركية

فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ على شركتي روسنفط ولوك أويل منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مانحةً إياهمها مهلة مدتها شهر لإنجاز تسليم الشحنات كلها إلى العملاء وسداد مدفوعاتها.

وفي أعقاب إعلانها من قِبل أميركا، قال العديد من شركات التكرير الهندية إنها لن تتعامل مع الكيانات الخاضعة لعقوبات.

ومن المرجح أن تختبر الإمدادات الوفيرة من روسنفط خلال الشهر الجاري مدى إصرار واشنطن على تطبيق العقوبات، وهي مسألة حاسمة في خطة الرئيس دونالد ترمب للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا لإسدال الستار على الحرب الدائرة بينهما والتي اقتربت من عامها الرابع.

وقال كبير محللي النفط في كبلر نافين داس: "مستقبلًا نتوقع ألا تفرض أميركا عقوباتٍ شديدةً على الهند والصين، ولا سيما مع رغبة واشنطن في الإبقاء على أسعار البنزين منخفضة في العام المقبل".

وبلغت واردات النفط الروسية 1.15 مليون برميل من النفط في النصف الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، هبوطًا من 1.8 مليون برميل في الشهر السابق.

وفي هذا الصدد أوضح داس: "هذا التحول سيقلل حصة الخام الروسي في إجمالي واردات الهند إلى قرابة 25%، وهو مستوى لم نشهده منذ عام 2022 عندما شرعت البلدان الغربية في تجنب استيراد النفط الروسي عقب اندلاع شرارة الحرب الأوكرانية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق