أدنوك الإماراتية توقع صفقة بقيمة 11 مليار دولار لتطوير مشروعي "الحيل" و"غشا"
الطاقة
حصلت شركة أدنوك الإماراتية على تمويل بقيمة تصل إلى 11 مليار دولار، للمضي قدمًا في تطوير مشروع حقلَي "الحيل" و"غشا"، بعد انسحاب شركة لوك أويل الروسية.
وتُعدّ الصفقة أحدث خطوة في إستراتيجية عملاقة النفط الإماراتية لتعزيز ميزانيتها وتمويل تحوّلها إلى شركة طاقة عالمية رائدة.
وأعلنت شركة لوك أويل، التي ضاعفت حصتها في حقل غشا إلى 10% مطلع عام 2025 -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- انسحابها من الامتياز في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، ونقلت حصتها إلى أدنوك عقب فرض العقوبات الأميركية عليها.
وتأتي الخطوة في إطار جهود لوك أويل للتخلص من عملياتها الخارجية، التي تضررت بشدة جراء العقوبات الأميركية المفروضة في أكتوبر/تشرين الأول، بهدف الضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا.
صفقة التمويل
أعلنت أدنوك الإماراتية -بالشراكة مع شركة إيني الإيطالية، وشركة بي تي تي التايلاندية اليوم الخميس 18 ديسمبر/كانون الأول (2025)- توقيع صفقة تمويل هيكلي بقيمة تصل إلى 40.4 مليار درهم (11 مليار دولار) لتوفير السيولة لتطوير البنية التحتية لمعالجة الغاز ونقله وتوزيعه في مشروع حقلَي "الحيل" و"غشا".
ويُعدّ مشروع تطوير "الحيل" و"غشا" جزءًا من امتياز "غشا"، الواقع في المنطقة البحرية لأبوظبي، الذي يُتوقع أن يُنتج نحو 1.8 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا.
ويعدّ أول مشروع للغاز البحري في العالم يستهدف الوصول إلى الحياد الكربوني، من خلال التقاط 1.5 مليون طن سنويًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل إزالة أكثر من 300 ألف سيارة من الطرقات كل عام.
وتعدّ صفقة التمويل -التي لا تخضع لحقّ الرجوع- فريدة من نوعها لمشروع طاقة بهذا الحجم والأهمية، وتُمكّن أدنوك الإماراتية من تحقيق قيمة مقدّمة مسبقًا لمنتجاتها المستقبلية بأسعار تنافسية، وإتاحة فورية إلى موارد تمويلية عالية.
ويقدّم الهيكل التمويلي نموذجًا تجاريًا مُبتكرًا يتيح الحصانة لمرافق وعمليات البنية التحتية للمعالجة والنقل والتوزيع من خلال الفصل المالي الكامل، مما مكّن "أدنوك" وشركاءها من جمع تمويل منخفض التكلفة مع الاحتفاظ بالسيطرة الإستراتيجية والتشغيلية على الأصول.
وتعدّ الصفقة أحدث إضافة إلى النجاحات التي حققتها "أدنوك" على مدار العقد الماضي في بناء شراكات نوعية لتطوير البنية التحتية.

مشروع تطوير الحيل وغشا
قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"أدنوك" الدكتور سلطان أحمد الجابر: "تسهم هذه الصفقة المهمة في تعزيز سجلّ أدنوك الحافل بالنجاح في بناء شراكات عالمية في قطاع الطاقة، كما توفر رأس المال اللازم لتسريع التقدم في مشروع تطوير حقلَي الحيل وغشا، الذي يُعدّ أحد أكثر مشروعات الغاز البحري طموحًا على مستوى العالم".
وأضاف: "شهدت الصفقة إقبالًا استثنائيًا من أكثر من 20 مؤسسة مالية إقليمية وعالمية رائدة، مما يؤكد الثقة الكبيرة في إستراتيجية أدنوك لخلق القيمة ونهجها المبتكر في مجال التمويل وخبراتها المُثبتة في تنفيذ المشروعات الضخمة".
ويُعدّ مشروع تطوير الحيل وغشا مسهِمًا رئيسًا في تنفيذ إستراتيجية أدنوك في مجال الغاز، ويتقدم العمل فيه حسب الخطط المعتمدة ليحقق قيمة كبيرة لدولة الإمارات ويسهم بفعالية في توفير موارد غاز جديدة لعملاء بترول أبوظبي الوطنية.
ويأتي النموذج التمويلي الأحدث لـ أدنوك الإماراتية عقب إنجازها مجموعة من الصفقات الرائدة في قطاعَي النقل والبنية التحتية، بما في ذلك شراكة خط أنابيب نفط بقيمة 18 مليار درهم (4.9 مليار دولار)، واتفاقية لخطّ أنابيب للغاز بقيمة 37.1 مليار درهم (10.1 مليار دولار) مع عدد من أبرز المستثمرين العالميين في مجال البنية التحتية والمؤسسات الاستثمارية.
كما نُفِّذَت مشروعات رائدة بنظام "البناء والتملك والتشغيل ونقل الملكية"، مثل مشروع بقيمة 14 مليار درهم (3.8 مليار دولار) لربط عمليات "أدنوك" البحرية بشبكة الكهرباء البرية وخفض الانبعاثات، ومشروع بقيمة 8.3 مليار درهم (2.2 مليار دولار) لتوفير إمدادات مياه مستدامة للعمليات البرية.
ويقدّم الهيكل التمويلي المبتكر لمشروع تطوير حقلَي "الحيل" و"غشا" نموذجًا قابلًا للتكرار في مشروعات التطوير الشامل الضخمة.
مصداقية أدنوك
تستند الصفقة إلى مصداقية أدنوك الإماراتية بصفتها مطوّرًا ضمن مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج وعمليات الشراء طويلة الأمد، وإدارتها الفعّالة لرأس المال، وسجلّها الحافل بالإنجازات في مجال التمويل المبتكَر.
كما توفر لمؤسسات التمويل تدفقات نقدية قوية وطويلة الأمد من أصول عالية الجودة، مدعومة بحماية تعاقدية وهيكلية قوية.
وتشمل مرحلة المعالجة والنقل والتوزيع لحقلَي "الحيل" و"غشا" بنية تحتية لمعالجة الغاز الطبيعي والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي وتوزيعها وتوصيلها.
وبموجب هيكل التمويل، تلتزم "أدنوك" مع شركائها بتوريد منتجات الغاز الطبيعي هذه عبر مرافق المعالجة والنقل والتوزيع، وهو ما يضمن تدفقات طويلة الأمد للمنتجات التي تدعم إطار التمويل.
وسيستفيد المشروع من تقنيات "أدنوك" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، المتاحة من خلال مرفقها المتطور "مركز الثمامة للتميز".
موضوعات متعلقة..
- أدنوك للغاز توقع صفقة لتأمين إمدادات مستدامة لدعم الصناعة في الإمارات
- أدنوك الإماراتية تقتنص أكبر صفقة طاقة في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- آثار حصار صادرات النفط الفنزويلي.. كندا والعراق أبرز المستفيدين (تحليل)
- لماذا انخفضت أسعار النفط تحت 60 دولارًا للبرميل؟ (تحليل)
- لماذا تحتاج السعودية إلى الطاقة النووية رغم توافر النفط والغاز؟ أنس الحجي يجيب





