التقاريرالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمصافي النفط في الدول العربيةملفات خاصة

مصافي النفط في السعودية.. قدرات عملاقة تدعم ريادة التكرير العالمية

سامر أبووردة

تُعدّ مصافي النفط في السعودية العمود الفقري لقطاع الطاقة بالمملكة، وإحدى أكبر منظومات التكرير عالميًا من ناحية القدرة الإنتاجية والتنوع الجغرافي والتكامل الصناعي.

وتمتلك شركة أرامكو السعودية شبكة متكاملة من المصافي داخل المملكة وخارجها، ما يمنحها مرونة عالية في تلبية الطلب المحلي وتصدير المشتقات النفطية للأسواق العالمية.

ووفقًا لبيانات قطاع النفط السعودي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغت قدرة التكرير الإجمالية لمصافي النفط السعودية بنهاية عام 2024 نحو 3.291 مليون برميل يوميًا، موزعة على 9 مصافٍ، تمتلك أرامكو بعضها بشكل كامل، وأخرى بحصص في رأس المال.

وتواصل المملكة تطوير قطاع التكرير بوصفه ركيزة صناعية واقتصادية مهمة، من خلال دمج المصافي في مجمعات بتروكيماوية متكاملة تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز القيمة المضافة للنفط الخام.

وتغطي مصافي النفط في السعودية احتياجات السوق المحلية، إلى جانب تصدير كميات كبيرة من المشتقات عالية القيمة إلى أسواق آسيا وأوروبا.

وتستهدف أرامكو السعودية رفع طاقة تكرير النفط في المملكة، لتتراوح ما بين 8 - 10 ملايين برميل يوميًا، بحلول عام 2030.

كما تستهدف رفع كفاءة مصافي النفط في السعودية وخفض الانبعاثات بنسبة 30% بحلول العام ذاته، عبر مشروعات رقمية وأنظمة تشغيل ذكية وتحسين استهلاك الطاقة في وحدات التكرير.

مصفاة رأس تنورة

تُعدّ مصفاة رأس تنورة أقدم مصافي النفط في السعودية وأكبرها، بطاقة تكريرية تصل إلى 550 ألف برميل يوميًا.

وتأسست المصفاة عام 1945 في المنطقة الشرقية، وتشكّل قاعدة رئيسة لإمدادات الوقود في المملكة، إذ تُنتج المصفاة البنزين والديزل ووقود الطائرات وسوائل الغاز الطبيعي، فضلًا عن كونها مركزًا لتصدير المنتجات إلى الأسواق الآسيوية.

كما تضم وحدات متطورة للتكسير الهيدروجيني والتحويل العميق، ضمن برنامج مستمر لتحديث المرافق وتحسين الكفاءة التشغيلية.

مصفاة رأس تنورة في السعودية
مصفاة رأس تنورة في السعودية - أرشيفية

مصفاة ساتورب

تمثّل مصفاة ساتورب ثاني أكبر مصافي النفط في السعودية، كما أنها من أكثر المصافي تطورًا في العالم، بطاقة تكرير تبلغ 460 ألف برميل يوميًا من الخام العربي الثقيل.

والمصفاة -الواقعة في مدينة الجبيل الصناعية الثانية (الجبيل-2) على الساحل الشرقي للمملكة- مشروع مشترك بين أرامكو السعودية بحصّة قدرها 62.5%، وتوتال إنرجي بحصّة 37.5%، تأسست بموجبه شركة أرامكو توتال للتكرير والبتروكيماويات "ساتورب".

كما تعدّ ساتورب -التي دُشِّنت عام 2014- أول مصفاة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحصل على شهادة (ISCC +) الدولية، في يوليو/تموز 2022، تقديرًا لمبادراتها الدائرية مثل إعادة تدوير البلاستيك، وزيت الطهي المستعمل.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، اتخذت أرامكو وتوتال إنرجي قرار الاستثمار النهائي لبناء مجمع بتروكيماويات عالمي المستوى في المملكة باسم "أميرال" ودمجه مع مصفاة ساتورب، إذ من المقرر أن يبدأ التشغيل التجاري عام 2027.

مصفاة ياسرف

بطاقة تكريرية 430 ألف برميل يوميًا، تأتي مصفاة ياسرف بالترتيب الثالث بين مصافي النفط في السعودية، وتمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون السعودي الصيني في صناعة الطاقة.

والمصفاة -الواقعة في مدينة ينبع الصناعية على الساحل الغربي للمملكة- مشروع مشترك بين أرامكو بحصّة قدرها 62.5%، وسينوبك الصينية بحصّة 37.5%، تأسست بموجبه شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير المحدودة "ياسرف" (YASREF).

وتعمل المصفاة -التي تغطي مساحة تبلغ 5.2 مليون متر مربع- بتقنيات متطورة للتحويل العميق، تشمل وحدات التكسير والمعالجة الهيدروجينية، ما يتيح إنتاج وقود نقل نظيف عالي الجودة يُلبي المواصفات العالمية.

وتُنتج "ياسرف" مجموعة من المنتجات عالية القيمة للأسواق المحلية والعالمية، تشمل:

  • 287 ألف برميل يوميًا من الديزل.
  • 105 آلاف برميل يوميًا من الغازولين "بنزين السيارات".
  • 6.2 ألف طن يوميًا من كوك النفط.
  • 1200 طن يوميًا من الكبريت المُحبب.
  • 3 آلاف برميل يوميًا من البنزين (benzene).
  • 6 آلاف برميل يوميًا من البروبان.
  • 16 برميلًا يوميًا من البيوتان.

افتُتحت مصفاة ياسرف رسميًا في 20 يناير/كانون الثاني 2016 بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الصيني شي جين بينغ.

وحصدت المصفاة جائزة بلاتس العالمية لأفضل مشروع لعام 2015، وجائزة الملك عبدالعزيز للجودة عام 2020، ما يعكس تميزها في الأداء التشغيلي والإداري.

مصفاة رابغ

تُمثّل مصفاة رابغ إحدى أهم مصافي النفط في السعودية بطاقة تقارب 400 ألف برميل يوميًا، وتُعدّ جزءًا من مجمع رابغ للتكرير والبتروكيماويات "بترورابغ".

تُنتج المصفاة مجموعة واسعة من المنتجات النفطية والبتروكيماوية، أبرزها البنزين والأوليفينات والعطريات، وهي من ركائز إستراتيجية التحول الصناعي في المملكة.

وبدأ تشغيل المصفاة، الواقعة على بعد 165 كيلومترًا شمال مدينة جدة، عام 1989، بطاقة تكرير 325 ألف برميل يوميًا من النفط العربي الخفيف/المتوسط.

وفي عام 1998 شهدت المصفاة عمليات تطوير رفعت طاقتها إلى 400 ألف برميل يوميًا، لتصبح، آنذاك، أكبر وحدة تكرير مفردة في العالم تستعمل طريقة تقطير النفط الخام.

وفي عام 2008، نُقلت ملكية مصفاة رابغ من أرامكو السعودية إلى شركة بترورابغ، لتتراجع نسبة ملكية أرامكو إلى 37.5%.

مصفاة سامرف

تُعدّ شركة مصفاة أرامكو موبيل المحدودة (سامرف) مشروعًا مشتركًا بين أرامكو السعودية وإكسون موبيل، تأسست عام 1981 لتطوير وتشغيل مرافق تكرير النفط الخام في مدينة ينبع الصناعية.

وبدأت المصفاة التشغيل التجاري في نوفمبر/تشرين الثاني 1984، بطاقة بلغت 263 ألف برميل يوميًا من الخام العربي الخفيف، قبل أن ترتفع لاحقًا إلى 400 ألف برميل يوميًا بفضل برامج التطوير المستمرة.

مصفاة سامرف
مصفاة سامرف - الصورة من شركة مصفاة أرامكو السعودية موبيل المحدودة (سامرف)

وجاء تأسيس المشروع ثمرة لاتفاق بين بترومين وموبيل أويل (قبل أن تندمج مع شركة إكسون) عام 1975 لإنشاء مصفاة متطورة على الساحل الغربي تُصدّر منتجاتها إلى الأسواق العالمية، في إطار رؤية المملكة لتعزيز تكامل الصناعات النفطية.

وفي عام 1993، صدر مرسوم ملكي بدمج أصول بترومين في أرامكو السعودية، لتصبح الأخيرة مسؤولة عن إدارة المصفاة تحت اسمها الجديد "سامرف".

مصفاة جازان

تُعدّ مصفاة جازان أحدث مصافي النفط في السعودية، بطاقة 400 ألف برميل يوميًا، وصُممت لتكون جزءًا من مدينة جازان الاقتصادية، بهدف دعم التنمية في جنوب المملكة وتوفير منتجات طاقية عالية القيمة.

ويشكّل مجمع مصفاة جازان أحد أبرز المشروعات الصناعية في المملكة ونموذجًا فريدًا لمفهوم التكامل بين التكرير والطاقة والاستدامة.

وتنتج المصفاة مجموعة متنوعة من المشتقات، تشمل البنزين والديزل منخفضَي الكبريت، والبارازيلين، فضلًا عن تزويد محطة الكهرباء المتكاملة باللقيم اللازم للتغويز.

مصافي النفط في السعودية
مصفاة جازان - الصورة من أرامكو

والمحطة هي الكبرى من نوعها عالميًا، بطاقة إنتاجية تبلغ 3.8 غيغاواط، ما يمكّنها من تلبية احتياجات المصفاة والصناعات المجاورة، وتغذية ملايين المنازل بالكهرباء.

وتعتمد المصفاة على منظومة ذكية لإدارة الطاقة والموارد، إذ تُحوّل المقطرات الثقيلة إلى غازات صناعية وهيدروجين نقي بنسبة 99.9%، يُستعمل لإنتاج وقود أكثر نظافة.

وترتكز رؤية المصفاة على مبادئ الاقتصاد الدائري، إذ تُعالج رماد السناج الناتج عن العمليات الصناعية لاستخلاص معادن نادرة مثل النيكل والفاناديوم، بكمية تصل إلى 7 آلاف و200 طن سنويًا، تُستعمل في صناعات إستراتيجية.

مصفاة الجبيل (ساسرف)

تُعدّ مصفاة الجبيل واحدة من أكبر مصافي النفط في المملكة السعودية، وتُشغّلها شركة مصفاة أرامكو السعودية الجبيل "ساسرف".

وتبلغ طاقة تكرير المصفاة، الواقعة بمدينة الجبيل الصناعية على ساحل الخليج العربي في المنطقة الشرقية، 305 آلاف برميل يوميًا، وتنتج مشتقات منخفضة الكبريت وفق المعايير البيئية الأوروبية.

بدأت أعمال إنشاء مصفاة الجبيل عام 1982، وفي عام 1984 اكتملت المصفاة، وبدأت أولى وحداتها الإنتاج، وفي سبتمبر/ أيلول 2019 استحوذت أرامكو السعودية على حصة شل كاملة في ساسرف، لتصبح المالك والمشغّل الوحيد.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وُقِّعت اتفاقية إطارية بين أرامكو السعودية و"رونغشنغ للبتروكيمياويات" الصينية، لمشروع توسعة مصفاة الجبيل (ساسرف).

ويتضمن مشروع توسعة مصفاة الجبيل إنشاء وحدتين لتكسير البخار ودمج مشتقات التكرير والكيمياويات المرتبطة بها في مجمع ساسرف الحالي، ما سيعزز قدرته على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيمياوية عالية الجودة.

مصفاة ينبع

تمثّل مصفاة ينبع -إحدى أبرز مصافي النفط في السعودية- نموذجًا متقدمًا لتطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وفي مقدّمتها الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ما مكّنها من تحقيق كفاءة تشغيلية عالية ونيل العديد من الجوائز العالمية.

بدأت المصفاة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، العمل عام 1983، وتبلغ الطاقة الإنتاجية 220 ألف برميل يوميًا، وفق بيانات منظمة أوبك، لتسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية من الوقود.

ومنذ عام 2020، بدأت إنتاج البنزين والديزل النظيف بعد الربط مع شركة ياسرف، دعمًا لجهود المملكة في تحسين جودة الهواء وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

مصفاة ينبع
مصفاة ينبع- الصورة من شركة أرامكو

وأطلقت أرامكو السعودية منذ عام 2018 خطة للتحول الرقمي في المصفاة، تضمنت دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتحليلات المتقدمة، ما أسهم في رفع الطاقة الإنتاجية بنسبة 18% وزيادة الأرباح بنحو 35%.

كما اعتمدت المصفاة على تطبيقات ذكية لتقليل استهلاك الوقود وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 14%.

وتستعمل المصفاة الروبوتات والطائرات المسيّرة لفحص الخزانات والمناطق الضيقة، ما قلّص مدة الأعطال وحسّن مستويات السلامة.

وفي نهاية عام 2023، أدرج المنتدى الاقتصادي العالمي مصفاة ينبع ضمن شبكة "المنارات الصناعية العالمية"، لتكون رابع منشأة تابعة لأرامكو تُدرَج في هذه الشبكة.

كما حصلت على تقدير 6 نجوم من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، بالإضافة إلى العديد من الجوائز في مجالات السلامة والجودة والاستدامة.

مصفاة الرياض

تأتي مصفاة الرياض، المملوكة بالكامل لأرامكو، بآخر قائمة مصافي النفط في السعودية من ناحية الطاقة التكريرية.

وبحسب بيانات قطاع التكرير السعودي لدى منصة الطاقة، تبلغ سعة تكرير مصفاة الرياض 126 ألف برميل يوميًا، وتنتج الديزل، وبنزين السيارات بنوعيه 91 و 95، والكيروسين، وغاز النفط المسال، والأسفلت.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة- مصافي النفط في السعودية وفق بيانات أوبك:

مصافي النفط في السعودية

 

إنتاج مصافي النفط في السعودية

تُظهر البيانات السنوية لمنظمة أوبك أن إنتاج مصافي النفط في السعودية ارتفع إلى 2.597 مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي، مقابل 2.529 مليونًا في عام 2023.

وارتفع إنتاج السعودية من البنزين خلال 2024 إلى 652 ألف برميل يوميًا، مقابل 615 ألفًا العام السابق، كما صعد إنتاج الكيروسين في 2024 إلى 194 ألف برميل يوميًا، مقابل 157 ألفًا عام 2023، وفق ما رصدته منصة الطاقة.

أيضًا، ارتفع إنتاج المملكة من المقطرات إلى 1.117 مليون برميل يوميًا في 2024، مقابل 1.092 مليونًا في العام السابق، وزاد إنتاج زيت الوقود الثقيل العام الماضي إلى 444 ألف برميل يوميًا من 440 ألفًا في 2023، بينما هبط إنتاج المنتجات النفطية الأخرى في 2024 إلى 190 ألف برميل يوميًا، مقابل 225 ألفًا في 2023.

وخلال العام الماضي، زادت صادرات السعودية من المشتقات النفطية بمعدل 19 ألف برميل يوميًا، مقارنة بعام 2023، إذ ارتفعت إلى 1.292 مليون برميل يوميًا في 2024، من 1.273 مليونًا في العام السابق.

طاقة تكرير النفط بالسعودية تتراجع خلال 2022
محطة وقود تابعة لأرامكو- أرشيفية

الخلاصة:

تنسجم إستراتيجية تطوير مصافي النفط في السعودية مع مستهدفات رؤية 2030، التي تركّز على تعظيم القيمة الاقتصادية من كل برميل منتَج داخل المملكة.

وتعمل أرامكو السعودية على تعزيز سلسلة القيمة عبر تحويل جزء أكبر من النفط الخام إلى منتجات نهائية عالية القيمة، مع التركيز على الصناعات التحويلية والبتروكيماوية المتقدمة.

ومن خلال الدمج بين الكفاءة التشغيلية والتقنيات النظيفة بمصافي النفط في السعودية، بما يجعلها نموذجًا عالميًا في توازن الإنتاج والاستهلاك والتصدير، تمضي المملكة بثبات نحو الحفاظ على ريادتها في قطاع التكرير العالمي.

موضوعات متعلقة..

نرشّح لكم..

المصادر:

  1. الطاقة التكريرية لمصافي النفط في السعودية، من النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" 2025
  2. بيانات مصفاة سامرف، من موقعها الرسمي
  3. بيانات مصفاة ساتورب، من موقعها الرسمي
  4. إنتاج مصافي النفط في السعودية 2024، من النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" 2025
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق