التقاريرسلايدر الرئيسيةمصافي النفط في الدول العربيةملفات خاصة

مصافي النفط في العراق.. تطوّر كبير نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي

سامر أبووردة

يشهد قطاع مصافي النفط في العراق توسعًا متسارعًا، مدفوعًا بخطط حكومية طموحة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية وتطوير البنية التحتية للتكرير.

ووفقًا لبيانات قطاع النفط العراقي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغت الطاقة التكريرية الإجمالية للنفط في العراق بنهاية عام 2024 نحو 1.266 مليون برميل يوميًا، بعدما كانت 976 ألف برميل يوميًا، قبل 3 سنوات، مدفوعة بتوسعة المصافي الحالية وافتتاح أخرى جديدة.

وتشير بيانات "أوبك" إلى أن العراق تمكّن خلال عام 2024 من رفع إنتاج مصافيه إلى نحو 988 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ928 ألفًا في العام السابق، مع نمو ملحوظ في إنتاج البنزين والديزل والكيروسين، إذ تعكس هذه الزيادة تحسُّن الكفاءة التشغيلية.

وتتوزع ملكية مصافي النفط في العراق بين 3 شركات حكومية رئيسة، هي:

  • شركة مصافي الشمال.
  • شركة مصافي الوسط.
  • شركة مصافي الجنوب.

وتُشرف هذه الشركات على أكثر من 15 مصفاة موزعة على المحافظات كافة، ما يمنح العراق شبكة إنتاجية مرنة قادرة على دعم الطلب المحلي وتقليل فاتورة الواردات النفطية.

وخلال عامي 2024 و2025 أُطلِقت سلسلة من مشروعات تطوير مصافي النفط في العراق، من أبرزها مشروع مصفاة الفاو الاستثمارية بطاقة 300 ألف برميل يوميًا، ومشروع توسعة مصفاة ميسان إلى 110 آلاف برميل يوميًا، فضلًا عن تحديثات واسعة في مصافي الشمال لرفع الطاقة التكريرية وتأهيل وحدات إنتاج الوقود النظيف.

شركة مصافي الشمال

تُعدّ شركة مصافي الشمال الأكبر من ناحية عدد الوحدات التشغيلية الخاصة بمصافي النفط في العراق، إذ تُشغّل مجمع مصافي الصمود "بيجي سابقًا" (290 ألف برميل يوميًا)، ومصفاة كركوك (56 ألفًا)، والصينية (50 ألفًا) بعد إضافة 20 ألفًا نهاية العام الماضي، الكسك (20 ألفًا)، وحديثة (16 ألفًا)، والقيارة (14 ألفًا).

ويضم مجمع مصافي الصمود؛ مصفاة صلاح الدين 1 (70 ألف برميل يوميًا)، وصلاح الدين 2 (70 ألف برميل يوميًا)، ومصفاة الشمال (150 ألف برميل يوميًا)، وصلاح الدين 3 (قيد الإنشاء بطاقة 70 ألف برميل يوميًا)، ووحدتَي التكرير الصغيرة 2 و3 في مصفاة الشمال (قيد الإنشاء بطاقة 20 ألف برميل يوميًا).

مصافي النفط في العراق
مصفاة الصينية في العراق - الصورة من شركة مصافي الشمال

وبدخول مصفاة صلاح الدين 3، ووحدات التكرير الصغيرة بمصفاة الشمال، سترتفع طاقة مجمع الصمود إلى نحو 380 ألف برميل يوميًا.

وتشمل الخطة المستقبلية رفع طاقة مصفاة كركوك إلى 76 ألف برميل يوميًا، وحديثة إلى 36 ألفًا، والكسك إلى 30 ألفًا، والقيارة إلى 32 ألفًا.

وعند اكتمال هذه التوسعات سترتفع الطاقة التكريرية لشركة مصافي الشمال إلى نحو 584 ألف برميل يوميًا، وهي طاقة تكريرية غير مسبوقة بقطاع مصافي النفط في العراق.

شركة مصافي الوسط

تدير شركة مصافي الوسط عددًا من مصافي النفط في العراق، أبرزها مصفاة الدورة في بغداد بطاقة 140 ألف برميل يوميًا، ومصفاة كربلاء الحديثة التي تُعدّ من المصافي المتطورة في المنطقة بطاقة مماثلة.

كما تضم الشركة مصافي النجف (30 ألف برميل يوميًا) والسماوة (30 ألف برميل يوميًا) والديوانية (20 ألف برميل يوميًا)، بحسب بيانات "أوبك".

وتُسهم هذه المصافي في تأمين الوقود لقطاع النقل والكهرباء، مع إنتاج متنوع من البنزين، والديزل، والكيروسين، وزيوت التشحيم، إذ أسهم تشغيل مصفاة كربلاء التجارية في سدّ فجوة كبيرة بالسوق المحلية من المشتقات عالية الجودة المطابقة لمواصفات "يورو 5".

شركة مصافي الجنوب

تضم شركة مصافي الجنوب؛ مصافي البصرة (210 آلاف برميل يوميًا) ومصفاة ميسان (40 ألفًا) ومصفاة ذي قار (160 ألفًا)، إذ تصل الطاقة الإجمالية لهذه المصافي إلى أكثر من 400 ألف برميل يوميًا.

وتشهد الشركة حاليًا طفرة في مشروعاتها، أبرزها تشغيل وحدة التكسير بالعامل المساعد (FCC) بمصفاة الشعيبة في البصرة بطاقة 55 ألف برميل يوميًا، التي افتُتحت في أكتوبر/تشرين الأول 2025.

ويُعدّ هذا المشروع أحد أعمدة خطة الاكتفاء الذاتي من البنزين عالي الأوكتان والمنتجات الخفيفة، إذ يسهم في تقليص استيراد البنزين من 12 ألف متر مكعب إلى نحو 4 آلاف فقط، تمهيدًا للتوقف الكامل عن الاستيراد بعد دخول المشروع مرحلة التشغيل الكامل.

مصفاة الشعيبة في محافظة البصرة
مصفاة الشعيبة في محافظة البصرة- الصورة من الوزارة

كما تعمل الشركة على تنفيذ مصفاة الفاو الاستثمارية، التي ستكون من أكبر مصافي النفط في العراق، بطاقة 300 ألف برميل يوميًا، وتُنفَّذ بالتعاون مع شركة "سي إن سي إي سي" الصينية (CNCEC).

وستسهم في إنتاج مشتقات مكررة للتصدير والاستهلاك المحلي، إلى جانب إنشاء مجمع بتروكيماويات ومحطة كهرباء مُدمجة بطاقة 2000 ميغاواط.

الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة- يستعرض الطاقة التكريرية لمصافي النفط في العراق:

مصافي النفط في العراق

مصافي إقليم كردستان وتطورات العراق في 2025

يضم إقليم كردستان العراق مصفاة بازيان بطاقة 40 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى وحدات تكرير صغيرة أخرى تلبّي جزءًا من احتياجات الإقليم من الوقود.

وتعمل حكومة الإقليم على تطوير قدراتها التكريرية لتقليل الاعتماد على مصافي النفط في العراق.

وفي سياق متصل، شهد شهر مارس/آذار 2025 إطلاق مشروع تطوير مصفاة ميسان لرفع طاقتها إلى 110 آلاف برميل يوميًا، وهو من المشروعات المؤجلة منذ 2014.

وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن هذه التوسعة تأتي ضمن التوجُّه الحكومي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحويل النفط الخام إلى منتجات مكررة بنسبة تصل إلى 40%.

ومن المنتظر أن تسهم هذه الزيادة، إلى جانب توسعة مصافي الصمود، في رفع إجمالي الطاقة التكريرية إلى نحو 1.542 مليون برميل يوميًا.

وفي يوليو/تموز 2025، وضع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حجر أساس مشروع مصفاة نينوى في ناحية حمام العليل بطاقة 70 ألف برميل يوميًا.

مصفاة نفط في العراق
جانب من مراسم وضع حجر أساس مصفاة نينوى - الصورة من وزارة النفط

إنتاج مصافي النفط في العراق

تُظهر البيانات السنوية لمنظمة أوبك أن مصافي النفط في العراق سجّلت ارتفاعًا في إنتاجها خلال عام 2024، لتصل إلى 988 ألف برميل يوميًا، بزيادة قدرها 60 ألفًا على أساس سنوي.

وأظهرت البيانات أن المشتقات الرئيسة جميعها شهدت نموًا في إنتاجها خلال العام الماضي، إذ ارتفع إنتاج البنزين من 79 ألف برميل يوميًا إلى 86 ألفًا، في حين صعد إنتاج الكيروسين بمقدار 4 آلاف إلى 41 ألف برميل يوميًا.

كما سجلت المقطرات أكبر زيادة بين المشتقات، إذ ارتفع إنتاجها بمقدار 18 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 172 ألف برميل، مقارنةً بـ153 ألفًا في 2023.

أمّا زيت الوقود الثقيل، فصعد إنتاجه 12 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 422 ألفًا، في حين ارتفع إنتاج المنتجات النفطية الأخرى من 249 إلى 267 ألف برميل يوميًا.

ويعكس هذا الأداء تحسُّن كفاءة التشغيل بعدد من مصافي النفط في العراق خلال العام الماضي، كما يأتي في إطار مساعي الحكومية لتعزيز الاعتماد على المصافي الوطنية لتلبية الطلب المحلي المتنامي على المشتقات الخفيفة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

وبحسب بيانات أوبك، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، صدّر العراق 186 ألف برميل يوميًا من المنتجات النفطية في عام 2024، بانخفاض 12 ألفًا على أساس سنوي، في حين استورد 75 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع 104 آلاف خلال عام 2023.

التوازن بين الطلب المحلي والتصدير

تُظهر البيانات أن إنتاج مصافي النفط في العراق تمكّن خلال العامين الماضيين من تلبية أغلب الاحتياجات من الديزل والكيروسين محليًا، بعد أن كانت فاتورة استيراد المشتقات النفطية تتجاوز 5 مليارات دولار سنويًا.

وبفضل زيادة إنتاج البنزين عبر وحدات التكسير والتحسين الجديدة، تتجه البلاد نحو وقف استيراد الوقود المحسّن بالكامل، ما يتيح توجيه كميات أكبر من النفط الخام للتكرير المحلي والتصدير في شكل منتجات نهائية ذات قيمة أعلى.

وتتوقع وزارة النفط أن يحقق العراق الاكتفاء الكامل من المشتقات بحلول عام 2026، مع إدخال عدد من الوحدات المتطورة في مصافي الجنوب والشمال، تماشيًا مع سياسات تنويع الاقتصاد وتقليص الهدر في تصدير الخام غير المكرر.

موضوعات متعلقة..

نرشّح لكم..

المصادر:

  1. الطاقة التكريرية لمصافي النفط في العراق، من النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" 2025
  2. إنتاج مصافي النفط في العراق 2024، من النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" 2025
  3. إعلان قرب وصول الطاقة التكريرية لمصافي النفط في العراق إلى 1.542 مليون برميل يوميًا، من وكالة الأنباء العراقية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق