شركة سعودية تنافس على شراء أصول لوك أويل الروسية في الخارج
تدخل شركة سعودية سباقًا دوليًا معقّدًا للاستحواذ على أصول شركة لوك أويل الروسية في الخارج، في صفقة تُعدّ من الأضخم بقطاع الطاقة العالمي، وسط تشابكات سياسية واقتصادية، واهتمام لافت من شركات نفط واستثمار كبرى.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد برزت شركة مداد للطاقة السعودية ضمن قائمة المتنافسين الجادين على شراء الأصول الدولية لشركة لوك أويل الروسية، مستفيدة من شبكة علاقات سياسية متوازنة مع موسكو وواشنطن.
وتُقدَّر قيمة أصول لوك أويل الروسية التي تسعى شركة سعودية للاستحواذ عليها بنحو 22 مليار دولار، وتشمل حقول نفط ومصافي تكرير وآلاف محطات الوقود حول العالم، ما يجعل الصفقة محط أنظار المستثمرين العالميين.
وتأتي هذه التحركات في وقت سمحت فيه الولايات المتحدة ببدء مفاوضات بيع أصول لوك أويل الخارجية، ضمن مساعٍ لضمان استقرار أسواق الطاقة، ومنع استفادة الحكومة الروسية من عوائد تلك الأصول الخاضعة للعقوبات.
مرونة تفاوضية بشأن الصفقة
تستفيد مداد، بوصفها شركة سعودية متخصصة في قطاع الطاقة -عبر ذراعها الاستثمارية- من العلاقات السياسية الوثيقة التي تربط الرياض بكل من موسكو وواشنطن، ما يمنحها مرونة تفاوضية في صفقة تخضع لرقابة أميركية مشددة وإجراءات قانونية معقدة.
وتواجه الشركة السعودية منافسة قوية من نحو 12 مستثمرًا، من بينهم إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتان، بالإضافة إلى شركة الاستثمار المباشر كارلايل، ما يرفع من قيمة الصفقة ويطيل أمد المفاوضات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير تقديرات إلى أن أصول لوك أويل محل التفاوض تشمل وجودًا في دول عربية مثل مصر والعراق، ما يمنح أحدث شركة سعودية في المنافسة فرصة إستراتيجية للتوسع الإقليمي، مع الحفاظ على الالتزام الكامل بشروط العقوبات الأميركية.
ورغم الجاذبية الاستثمارية تواجه صفقة أصول لوك أويل تأجيلات متكررة، في ظل اشتراط واشنطن فصل الأصول المبيعة كليًا عن الشركة الأم الروسية، ووضع قيمة الصفقة في حسابات مجمدة لا يمكن لموسكو الوصول إليها، لا سيما أنها تشمل مشروعات مهمة مثل حقل غرب القرنة 2 العراقي.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد سمحت في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 ببيع أصول لوك أويل الروسية بالخارج، بعد اضطراب عملياتها وتأثر الدول المستضيفة، مما فتح الباب أمام أكثر من شركة سعودية وعربية للدخول في مفاوضات رسمية.
وجاء القرار عقب فرض عقوبات أميركية جديدة على لوك أويل وروسنفط، إذ تسيطر الأولى على نحو 0.5% من الإنتاج العالمي للنفط، في خطوة تهدف إلى تقليص عائدات الطاقة الروسية.
شركة مداد السعودية للطاقة
تُعدّ "مداد" شركة سعودية متخصصة في مجال الطاقة، وقد أبدت اهتمامًا متقدمًا بشراء أصول لوك أويل الخارجية، مستندة إلى خبرات تشغيلية واستثمارية، ورؤية توسعية تستهدف تعزيز حضورها في الأسواق الدولية.
وتأسّست شركة مداد للطاقة في عام 2007 بوصفها ذراعًا تجارية للنفط والغاز والطاقة لمجموعة "الفوزان"، ومقرها الرئيس في الخبر بالسعودية، لتؤسس الشركة -في وقت قصير- مجموعة قوية من الشركات التي تقدّم مجموعة متكاملة من المنتجات والخدمات في مجال النفط والغاز.

وتتعاون الشركة السعودية مع عدد كبير من الشركات العالمية، معظمها من خلال مشروعات مشتركة أو اتفاقيات بيع وتقديم منتجات وخدمات عالمية المستوى مع تقنيات تمكينية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
بالإضافة إلى ذلك، وبوصفها شركة سعودية خالصة، تستهدف "مداد" توطين التقنيات وبناء التصنيع والخدمات المحلية، لتحسين الكفاءة والاعتمادية لعملائها مع إضافة قيمة إلى الاقتصاد المحلي.
يُشار إلى أن شركة مداد للطاقة تسعى مؤخرًا إلى اكتشاف موارد الطاقة وتطويرها في العديد من الأسواق العالمية، وفي مقدّمتها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ عقدت صفقة مهمة في الجزائر، بالإضافة إلى صفقة أخرى في ليبيا.
وكانت شركة مداد السعودية قد وقّعت في 13 أكتوبر/تشرين الأول أكبر صفقة طاقة في تاريخ الجزائر، عبر عقد محروقات في شكل تقاسم الإنتاج بين شركتَي سوناطراك.
وتتضمّن الصفقة استكشاف واستغلال المحروقات بالمحيط التعاقدي "إليزي جنوب"، إذ يمتد العقد الخاص باستكشاف النفط والغاز في حوض إليزي إلى 30 عامًا قابلة للتمديد 10 سنوات أخرى، ويتضمّن مدة بحث واستكشاف تصل إلى نحو 7 سنوات.
موضوعات متعلقة..
- محطات وقود لوك أويل خارج روسيا تُستثنى من العقوبات الأميركية.. لـ4 أشهر إضافية
- أنس الحجي: إنتاج النفط الأميركي يشهد مبالغات.. وهذه حقيقة خوف "لوك أويل" من ترمب
- 3 سيناريوهات لحقل غرب القرنة 2 العراقي بعد انسحاب لوك أويل (حصري)
اقرأ أيضًا..
- نشاط ملحوظ بسوق ناقلات النفط في 2025.. ودولة عربية ضمن أكبر المشترين
- لماذا تحتاج السعودية إلى الطاقة النووية رغم توافر النفط والغاز؟ أنس الحجي يجيب
- آبار غاز تتأهب للاستكشاف في البحر الأسود.. أكبر حقل برومانيا ضمن القائمة
المصادر..





