طرحت سوريا مناقصة لاستيراد 3 شحنات من غاز النفط المسال (غاز الطهي)، وذلك ضمن مساعي وزارة الطاقة لتأمين احتياجاتها من المشتقات النفطية في ظل التحديات المتزايدة بقطاع الطاقة.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت وزارة الطاقة، عبر مكتب تسويق النفط، طرح مناقصة جديدة لتوريد غاز النفط المسال (LPG)، ضمن جدول زمني محدد وشروط فنية ومالية دقيقة.
تعكس هذه الخطوة سعي سوريا لتنويع مصادر الإمداد، إذ تأتي المناقصة في وقت تعاني فيه البلاد فجوات واضحة بين الإنتاج المحلي والطلب المتزايد على الغاز المستعمَل في أغراض منزلية وصناعية، ما يدفع الجهات الرسمية للاستيراد لتخفيف الضغوط عن منظومة الطاقة.
وتحمل المناقصة الجديدة مؤشرات مهمة بشأن آلية التسعير وشروط الدفع والكفالات المطلوبة، وهو ما يسلّط الضوء على رؤية دمشق لإدارة ملف استيراد غاز النفط المسال وفق معايير تعاقدية منظمة رغم الظروف الاقتصادية المعقّدة.
غاز النفط المسال في سوريا
حددت وزارة الطاقة الكميات المطلوبة من غاز النفط المسال في سوريا بنحو 95 ألف طن متري، مع إمكان وجود زيادة أو نقصان بنسبة 10%، على أن تُورّد الكميات وفق برنامج زمني يمتد بين فبراير/شباط المقبل ونهاية أبريل/نيسان 2026.
وبحسب وثائق المناقصة، تنقسم الواردات إلى 3 شحنات رئيسة، ما يضمن توزيع الإمدادات على مراحل لتلبية احتياجات سوريا:
- توريد 30 ألف طن خلال فبراير/شباط 2026.
- توريد 35 ألف طن خلال مارس/آذار 2026.
- توريد 30 ألف طن خلال أبريل/نيسان 2026.

وأوضحت الشروط أن التوريد سيجري في خزانات بنظام "FOB"، مع الاتفاق على برنامج تفريغ يومي يعتمد على السعات التخزينية المتاحة، وهو ما يعكس حرص دمشق على إدارة عمليات الاستلام بمرونة تشغيلية.
كما اشترطت المناقصة التزام المورّدين بالمواصفات الفنية المحددة، بما يشمل نِسب البروبان والبيوتان، وحدود الكبريت والرطوبة، وضغط البخار، لضمان مطابقة غاز النفط المسال المستورد للمعايير المعتمدة في سوريا.
وتشير هذه التفاصيل إلى أن سوريا تسعى من خلال المناقصة إلى تحقيق توازن بين الكميات المطلوبة من غاز النفط المسال وجودة الإمدادات، بما يقلل المخاطر الفنية ويعزز استقرار منظومة توزيع الغاز في السوق المحلية.
شروط التسعير والدفع والكفالة
حددت سوريا آلية تسعير غاز النفط المسال بالدولار الأميركي للطن المتري، استنادًا إلى متوسط أسعار نشرة "إل بي جي واير" لشهر التحميل، وفق ما جاء في بيان الوزارة الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت الوزارة في إعلان المناقصة أن السعر النهائي سيُحتسب بناءً على المحتوى الفعلي من البروبان والبيوتان، مع إضافة علاوة أو حسم يُحَدَّد من قبل العارض، وهو ما يمنح مرونة تفاوضية ضمن الإطار السعري المعتمد.
وفيما يتعلق بطريقة الدفع، نصّت الشروط على تسديد قيمة الشحنات -بالدولار- من خلال شيك مصرفي مصدّق، بعد تقديم مجموعة مستندات تشمل الفواتير وشهادات المنشأ والجودة ومستندات الشحن المعتمدة.

كما اشترطت وزارة الطاقة السورية أن يقدّم العارض كفالة مصرفية بقيمة 250 ألف دولار أميركي صادرة عن مصرف معتمد داخل البلاد، على أن تُقدّم الكفالة ضمن ملف منفصل، ويُهمَل أيّ عرض لا يستوفي هذا الشرط.
وبيّنت الوثائق أن العروض يجب أن تُقدّم قبل الساعة 2 ظهرًا من يوم 7 يناير/كانون الثاني 2026، مع تأكيد رفض أيّ عروض متأخرة أو غير مكتملة، في خطوة تؤكد تدقيق سوريا في تطبيق الشروط الإجرائية للمناقصة.
موضوعات متعلقة..
- مناقصة لشراء غاز النفط المسال في سوريا
- سوريا تطرح مناقصة لاستيراد 7 ملايين برميل نفط قبل نهاية العام.. وبيع 500 ألف (خاص)
- إطلاق أكبر مناقصة نفطية في تاريخ سوريا
اقرأ أيضًا..
- نشاط ملحوظ بسوق ناقلات النفط في 2025.. ودولة عربية ضمن أكبر المشترين
- لماذا تحتاج السعودية إلى الطاقة النووية رغم توافر النفط والغاز؟ أنس الحجي يجيب
- آبار غاز تتأهب للاستكشاف في البحر الأسود.. أكبر حقل برومانيا ضمن القائمة





