حقول النفط والغاز في سوريا تحت أعين 3 شركات كويتية
الطاقة
تجذب حقول النفط والغاز في سوريا اهتمامًا متزايدًا من الشركات الكويتية، التي تسعى إلى ضخ استثمارات كبيرة تسهم في تطوير البنية الإنتاجية، والاستفادة من الموارد غير المستغلة، ضمن شراكات عربية تستهدف إعادة تنشيط قطاع الطاقة السوري.
وبحسب 3 بيانات رسمية حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، شهدت العاصمة الكويتية، اليوم الإثنين 15 ديسمبر/كانون الأول 2025، سلسلة لقاءات رفيعة المستوى ركّزت على فرص الاستثمار، وأبرزت تنامي اهتمام الشركات الخليجية بفرص التطوير.
وتعكس التحركات الأخيرة توجهًا سوريًا واضحًا نحو توسيع قاعدة الشركاء العرب، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، بما يتيح نقل الخبرات الفنية والتمويل، ويعزز فرص تعافي الإنتاج في حقول النفط والغاز في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
كما تشير هذه اللقاءات إلى رغبة مشتركة بين دمشق والكويت، في بناء شراكات طويلة الأمد، تقوم على المصالح المتبادلة، وتوظيف الإمكانات التقنية والمالية الكويتية لدعم خطط إعادة الإعمار، خصوصًا في حقول النفط والغاز.
يشار إلى أن منصة الطاقة كانت قد نشرت ملفًا خاصًا عن حقول النفط والغاز في سوريا، تضمّن معلومات حصرية عن أبرز الإمكانات والاحتياطيات وأحجام الإنتاج وتاريخ الاكتشافات.
لقاءات مع شركات كويتية متخصصة
بحث وزير الطاقة السوري المهندس محمد البشير، خلال لقائه المدير التنفيذي لشركة الفوارس لتطوير حقول النفط أحمد الديب، مجالات التعاون الفني والاستثماري، مؤكدًا أهمية الشراكة مع الشركات المتخصصة لتطوير حقول النفط والغاز السورية.
وأكد الوزير أن الحكومة السورية تنظر بإيجابية إلى المبادرات الكويتية، وتسعى إلى تهيئة الأطر التنظيمية التي تضمن نجاح الاستثمارات، وتحقيق عوائد مجزية للطرفين، بما يخدم خطط النهوض بقطاع الطاقة.
من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لشركة الفوارس لتطوير حقول النفط أحمد الديب، أن شركته تدرس فرص الدخول في مشروعات تطوير وإعادة تأهيل، اعتمادًا على خبراتها الإقليمية في إدارة الحقول وزيادة الإنتاج.

وفي لقاء منفصل، ناقش المهندس محمد البشير مع المدير التنفيذي لشركة إمكان الكويتية مشعل السبيتي، فرص الاستثمار في الاستكشاف والتطوير، ضمن رؤية تهدف لتعزيز الإنتاج المستدام.
وأضاف السبيتي أن السوق السورية تمتلك مقومات واعدة، لافتًا إلى اهتمام شركته بدراسة الفرص المتاحة، وبناء شراكات فنية تسهم في نقل المعرفة ورفع الكفاءة التشغيلية، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
شارك في الاجتماعين معاون وزير الطاقة لشؤون النفط غياث دياب، الذي أكّد أن الوزارة تعمل على إعداد حزم تشجيعية، وتبسيط الإجراءات، بما يدعم دخول الاستثمارات العربية بفاعلية.
وتسعى دمشق خلال الأشهر الأخيرة إلى تحقيق الاستفادة المثلى من حقول النفط والغاز في سوريا، من خلال جلب استثمارات تدعم تطويرها وتعزز إنتاجها، بما يحقق عوائد مالية كبيرة، سواء مباشرة، أو توفير الطاقة.
وكانت سوريا قد شهدت حالة من التردي والتراجع الشديد لإنتاج الحقول النفطية والغازية، خلال الحرب التي استمرت قرابة 13 عامًا، والتي انتهت بهرب النظام السابق في ديسمبر/كانون الأول 2024، مخلّفًا قطاعًا يعاني ضغوطًا شديدة.
اهتمام مؤسسي واستثماري أوسع
ضمن جهوده لجلب مزيد من الاستثمارات، عقد وزير الطاقة المهندس محمد البشير، اجتماعًا مع الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار الكويتية الدكتور عبدالله المطيري؛ لبحث آفاق التعاون المؤسسي في تطوير حقول النفط والغاز في سوريا.
وخلال اللقاء، أكد الوزير السوري أن حكومة بلاده تولي أهمية خاصة لجذب الاستثمارات العربية، مشيرًا إلى الدور المحوري للمؤسسات الاستثمارية في دعم مشروعات الطاقة، وربطها ببرامج إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.

أوضح المهندس محمد البشير أن الفرص المطروحة لا تقتصر على النفط والغاز، بل تشمل الكهرباء والطاقات المتجددة، ضمن رؤية متكاملة لبناء مزيج طاقة متوازن ومستدام يخدم الاقتصاد الوطني.
من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار الكويتية الدكتور عبدالله المطيري، عن اهتمام الهيئة بدراسة الفرص المتاحة، ومتابعة مجالات التعاون الممكنة مع دمشق، خاصة في تطوير حقول النفط والغاز في سوريا.
وأشار المطيري إلى أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين يتطلب مشروعات استراتيجية طويلة الأمد، تستند إلى دراسات جدوى واضحة، وتكفل تحقيق مصالح مشتركة ومستدامة، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
بدوره، قال معاون وزير الطاقة لشؤون النفط غياث دياب، إن هذه اللقاءات تمثل خطوة عملية نحو تفعيل الشراكات، واستقطاب رؤوس أموال عربية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا؛ بما يحقق أكبر استفادة اقتصادية وطاقية منها.
موضوعات متعلقة..
- حقول النفط والغاز في سوريا تدفع ثمن الحرب (ملف خاص)
- استكشاف حقل غاز وزيادة الإنتاج.. تفاصيل اتفاق سوريا وكونوكو فيليبس
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوبك: مصطلح الوقود الأحفوري "إهانة".. وهذه 3 أسباب
- ما هو الغاز الاصطناعي؟.. أبرز استعمالاته وأكبر المنتجين عالميًا
- هل مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان مُهدَّدة؟.. 4 خبراء يتحدثون





