التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

نقص الغاز في ولاية فيكتوريا الأسترالية يغير مزاج السكان نحو الطاقة خلال 2026 (تقرير)

نوار صبح

من المتوقع أن يجبر نقص إمدادات الغاز في ولاية فيكتوريا الأسترالية، خلال العام المقبل (2026)، سكان البلدات على استعمال الكهرباء، بعد أن أعلنت شركة سولستيس إنرجي (Solstice Energy) أنها ستقطع الإمدادات عن نحو 1145 منزلًا.

وعللت الشركة ذلك بأن تشغيل شبكات الغاز المعزولة أصبح مكلفًا للغاية، ويواجه سكان بلدات مارونغ، وهيثكوت، وسوان هيل، ومالدون، وروبينفيل، وكيرانغ، وناتاليا، وتيرانغ، وليكس إنترانس، وأوربوست الآن خيارًا بين غاز النفط المسال المعبأ أو محاولة الإسراع في التحول إلى الكهربة.

نتيجة لذلك، أظهرت التقارير الميدانية الصادرة عن هيئة البيئة بالولاية غضبًا وارتباكًا وقلقًا واسع النطاق بشأن هذا التحوّل الذي لم يطلبوه، ولم يكونوا مستعدين له، ولا يتلقون الدعم الكافي خلاله، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت كبيرة مستشاري المناخ والطاقة لدى هيئة البيئة بولاية فيكتوريا في أستراليا، كات لوكاس-هيلي، أن العديد من السكان لا يعرفون حتى متى سيبدأ خفض إمدادات الغاز في بلدتهم، مضيفةً: "قد لا تُمنح البلدة سوى 6 أشهر لمعرفة موعد بدء خفض الإمدادات والتخطيط لذلك".

تراجع إمدادات الغاز في ولاية فيكتوريا الأسترالية

تُقدّم قضية شركة سولستيس إنرجي مؤشرًا مبكرًا لما قد يبدو عليه التراجع المفاجئ وغير المخطط له في إمدادات الغاز في ولاية فيكتوريا الأسترالية، وهو ما لا يُبشّر بالخير للسكان.

وتتضاعف الصدمة نظرًا إلى حداثة شبكات الغاز هذه نسبيًا، إذ يزيد عمرها يزيد قليلًا على عقد من الزمان. وبالنسبة لبعض السكان، قد يكونون يعيشون في منازل لم يمضِ على بنائها سوى بضع سنوات.

يأتي ذلك بعد أن دفعوا ثمن جميع أجهزة الغاز الجديدة هذه، ولم يكن لديهم أدنى فكرة عما سيحدث.

وعندما اشترى السكان الجدد منازلهم، لم يكن هناك ما يشير إلى ربطها بشبكة غاز معزولة، حيث يُنقل الغاز المضغوط بالشاحنات إلى البلدة.

غاز النفط المسال المعبأ بأسطوانات
غاز النفط المسال المعبأ بأسطوانات – الصورة من شبكة إيه بي سي

وبُنيت هذه الشبكات في إطار مبادرة "الطاقة للمناطق"، التي أطلقتها حكومة بايليو-نابثين السابقة في ولاية فيكتوريا، خلال أوائل العقد الثاني من هذا القرن، ووعدت سكان المناطق الريفية في فيكتوريا بغاز أرخص.

لكن تلك الوعود اصطدمت بارتفاع أسعار الغاز، وعانى المشروع منذ البداية، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

و"كان الغاز دائمًا باهظ الثمن، ثم ازداد غلاءً مع مرور الوقت،"حسبما قالت كبيرة مستشاري المناخ والطاقة لدى هيئة البيئة بولاية فيكتوريا، كات لوكاس-هيلي.

وأضافت أن المشروع لم يكن مجديًا تجاريًا منذ البداية، لكنه كان رائجًا، ووُصف بأنه إنجاز عظيم للمدن الإقليمية، لقد كان مشروعًا فاشلًا بكل معنى الكلمة منذ البداية.

غاز النفط المسال

تقدم شركة سولستيس مساعدة عملية للعملاء الراغبين في التحول إلى غاز النفط المسال المعبأ في أسطوانات، حيث ستتكفل الشركة بتكاليف تركيب الغاز وتزودهم بقائمة من التقنيين المعتمدين.

وعلى الرغم من حصول العملاء الراغبين في التحول إلى الكهربة على مبلغ يقارب 2000 دولار، فإن عليهم إدارة العملية برمتها بأنفسهم.

وقالت كبيرة مستشاري المناخ والطاقة لدى هيئة البيئة بولاية فيكتوريا، كات لوكاس-هيلي، إن مستوى المشاركة يختلف تمامًا مقارنةً بالتحول إلى غاز النفط المسال.

وأضافت: "يبدو أن شركة سولستيس حريصة على مغادرة البلدة والتخلص من هذا العبء نهائيًا".

محطة لتعبئة أسطونات غاز النفط المسال
محطة لتعبئة أسطونات غاز النفط المسال - الصورة من إنرجي توداي ماغ

دعم التحول إلى الكهربة

توفر ولاية فيكتوريا حوافز وآليات رقابية لدعم التحول إلى الكهربة، ولكن منح الأسر بضعة أشهر فقط لتحديث الأجهزة الأساسية لا يكفي.

وعلى الرغم من أن هيئة الكهرباء الحكومية طورت أدوات رقمية لمساعدة السكان على التخطيط للتحول، فإنها مصممة لعملية انتقالية طويلة الأمد.

وقالت كبيرة مستشاري المناخ والطاقة لدى هيئة البيئة بولاية فيكتوريا، كات لوكاس-هيلي: "يُمنح السكان 6 أشهر فقط، وهي مدة قصيرة جدًا. هناك الكثير مما يجب استيعابه".

إزاء ذلك، تدخلت مجموعات المجتمع المحلي لتقديم المساعدة، وعقدت هيئة الكهرباء الحكومية جلسات تعريفية حول التحول إلى الكهربة، لكن لوكاس-هيلي تؤكد أن "العديد من الأعباء يتحملها المستهلكون أنفسهم".

وترى لوكاس-هيلي أن ما يحتاج إليه السكان الآن هو "حزمة متكاملة تساعدهم؛ فالأمر يتعلق بتجاوز هذه العقبة وتخفيف بعض الأعباء عنهم".

وأوضحت: "لا يمكن ببساطة أن تطلب من السكان البحث عن أفضل العروض، فالسكان لا يكترثون".

في المقابل، فإن الضغط المالي حقيقي على الأسر الراغبة في التحول إلى الكهربة، وترغب هيئة البيئة بولاية فيكتوريا في رؤية قروض ميسرة لشراء الأجهزة الجديدة ضمن حزمة متكاملة.

وأشارت لوكاس-هيلي إلى أن "الكثير من المتضررين يعانون، حاليًا، ضغوطات سداد الرهن العقاري، ويتطلب استعمال تدفئة مركزية تعمل بغاز النفط المسال، شراء أسطوانة سعة 200 كيلوغرام، وهذا مبلغ باهظ للغاية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق