التغير المناخي التقارير تقارير التغير المناخي تقارير منوعة رئيسية منوعات

النفايات البلاستيكية.. خطر قاتل يهدد الطيور والثدييات والسلاحف البحرية (تقرير)

نوار صبح

2025-12-13

0 318

يتسبّب ابتلاع النفايات البلاستيكية في نفوق الطيور والثدييات والسلاحف البحرية، وتُمثل الزجاجات البلاستيكية المتوفرة بسهولة في المتاجر الصغيرة ومحلات البقالة والمؤتمرات والملاعب الرياضية مشكلة حقيقية، لأنها تقتل الكائنات البحرية.

وخلصت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" الأميركية إلى أن ابتلاع النفايات البلاستيكية قد وُثّق لدى ما يقرب من 1300 نوع من الكائنات البحرية، بما في ذلك جميع فصائل الطيور البحرية والثدييات البحرية وأنواع السلاحف البحرية.

وحلّل الباحثون بيانات من أكثر من 10 آلاف حالة تشريح لجثث كائنات بحرية نفقت بسبب ابتلاع النفايات البلاستيكية؛ وحسبوا كميات تتوافق مع احتمالية نفوق بنسبة 90%، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأُكّدت الوفيات الحادة، بسبب انسداد الجهاز الهضمي أو ثقبه أو التوائه، من خلال تشريح الجثث في جميع الأنواع الـ3.

تحديد نماذج النفايات البلاستيكية

عند تحديد نماذج النفايات البلاستيكية، ارتبطت نسبة 90% من الوفيات بما يلي:

أولًا: 23 قطعة (0.098 سنتيمترًا مكعبًا/سنتيمتر مكعب) لدى الطيور البحرية.
ثانيًا: 29 قطعة (39.89 سنتيمترًا مكعبًا/سنتيمتر مكعب) لدى الثدييات البحرية.
ثالثًا: 405 قطع (5.52 سنتيمترًا مكعبًا/سنتيمتر مكعب) لدى السلاحف البحرية (377 للسلاحف الصغيرة).

وتتمثل أنواع البلاستيك التي شكّلت أكبر المخاطر في المطاط للطيور البحرية، والبلاستيك اللين وبقايا الصيد للثدييات البحرية، والبلاستيك الصلب واللين للسلاحف البحرية.

سلحفاة صغيرة تتسلق زجاجة بلاستيكية – الصورة من وورلد وايلد لايف فاند يو كيه

البحث عن النفايات البلاستيكية

ينظّف رواد الشاطئ في مجمع سكني تيارات المد والجزر القادمة وخطوط الحطام البحري بحثًا عن النفايات البلاستيكية.

وتعتمد كمية الحطام التي يلتقطونها على اتجاه التيار أو عاصفة حديثة في البحر.

بدوره، يزيد موسم السياحة، الذي يمتد من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان في ولاية فلوريدا الأميركية، من كمية الأشياء التي يصنعها الإنسان وتجرفها الأمواج إلى الشاطئ، ومعظمها مصنوع من البلاستيك.

ويرى الباحثون أنها معركة مستمرة لمكافحة أزمة البلاستيك -ليس فقط في المجتمع المحلي- وإنما في جميع أنحاء العالم.

كمية البلاستيك التي استهلكتها الكائنات البحرية في الدراسة الأخيرة

بحسب نماذج جميع أنواع النفايات البلاستيكية، تم التنبؤ بنسبة 90% من احتمالية الوفاة إذا:

استهلك طائر بحري 23 قطعة من البلاستيك (أو 0.098 سنتيمترًا مكعبًا/سم طول الجسم)؛
استهلك حيوان ثديي بحري 29 قطعة (أو 39.89 سنتيمترًا مكعبًا/سم طول الجسم)؛
استهلكت سلحفاة بحرية 405 قطع (أو 5.52 سنتيمترًا مكعبًا/سم من إجمالي حجم الحطام)؛
استهلكت سلحفاة بحرية صغيرة (أقل من 35 سم من حجم الجذع) 377 قطعة.

وتباينت كمية النفايات البلاستيكية المتوقع أن تسبب الوفاة بصورة كبيرة حسب الصنف، ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى حجم الحيوان وحجم القطع البلاستيكية التي يستهلكها، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

دراسة جميع أنواع النفايات البلاستيكية

عند دراسة جميع أنواع النفايات البلاستيكية، سجلت الطيور البحرية أدنى عتبات، أي أقل تحمّلًا للقطع أو الحجم/الطول.

ووقعت عتبات القطع للثدييات البحرية بين الطيور البحرية والسلاحف البحرية.

في المتوسط، استهلكت الثدييات البحرية قطعًا أكبر بكثير من البلاستيك (77)، لذا كانت عتبات الوفيات القائمة على الحجم في الثدييات البحرية هي الأعلى.

واحتوت السلاحف البحرية على أعلى تواتر وكميات من النفايات البلاستيكية، حيث تؤثر بيئة بحثها عن الطعام واستعمالها للموائل في ابتلاع البلاستيك.

وابتلع ما يقرب من 50% من السلاحف البحرية المدرجة في مجموعة البيانات النفايات البلاستيكية، مقارنة بـ35% من الطيور البحرية و12% من الثدييات البحرية.

وسجلت أعلى عتبات الوفيات بالقطع، لكن متوسط حجم القطعة كان صغيرًا (0.22 سنتيمترًا مكعبًا).

سلحفاة بحرية تسبح في مياه المحيط الملوثة المليئة بالزجاجات البلاستيكية – الصورة من فيكتيزي

وبين السلاحف البحرية، كان ابتلاع النفايات البلاستيكية سبب الوفاة المُبلّغ عنه لدى 4.4% من جميع الأفراد الذين خضعوا للتشريح -جميع السلاحف الصغيرة والناشئة تقريبًا- مقارنةً بـ1.6% من جميع الطيور البحرية التي خضعت للتشريح، و0.7% من جميع الثدييات البحرية.

وتختلف معدلات ابتلاع النفايات البلاستيكية باختلاف مراحل الحياة، حيث تستهلك السلاحف البحرية بعد الفقس المزيد من النفايات البلاستيكية الصلبة، في حين تستهلك السلاحف البحرية البالغة المزيد من مخلفات الصيد والبلاستيك اللين.

ويُستعمل البلاستيك على نطاق واسع حول العالم لسهولة تصنيعه، وانخفاض تكلفته، وثبات خصائصه الكيميائية، ومقاومته الجيدة للماء.

تجدر الإشارة إلى أن الاستعمال اليومي المُعتاد للبلاستيك في جميع القطاعات الاقتصادية يُلحق ضررًا بالغًا بالبيئة.

إزاء ذلك، يتطلّب استهلاك البلاستيك على نطاق واسع إجراءات عاجلة ومهمة، إذ تجاوزت الزيادة الهائلة في إنتاجه واستعماله قدرة المجتمع على إدارة هذه المادة المُعقدة بطريقة سليمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..