ارتفعت أسعار البنزين في إيران للمرة الأولى منذ 6 سنوات، في خطوة لطالما أجّلتها الحكومة تخوفًا من استياء شعبي محتمل.
ووفق تقارير إعلامية طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، رفعت الحكومة الإيرانية سعر البنزين المدعّم اليوم السبت 13 ديسمبر/كانون الأول، في إطار مجهوداتها لإدارة الطلب المرتفع على الوقود مع تجنّب السخط العام.
وترى الحكومة أن أسعار الوقود المدعمة في إيران غير منطقية، وأنها تفرض أعباء ثقيلة على الموازنة العامة للدولة، وتشجع كذلك على الاستهلاك غير الرشيد؛ ما يستلزم في النهاية استيراد الوقود بفاتورة عالية.
ويأتي قرار رفع أسعار البنزين في إيران بعد أسبوع تقريبًا من تحذيرات الرئيس مسعود بزشكيان من أن نظام أسعار الوقود في البلاد يستنزف العملة الصعبة، لأن الحكومة تشتري الوقود بأسعار مرتفعة وتبيعه محليًا بسعر منخفض، مؤكدًا أن استمرار هذا النمط يقوّض قدرة طهران على دعم السلع الأساسية.
هيكلة الدعم
يأتي ارتفاع أسعار البنزين في إيران في وقت تنخفض فيه قيمة العملة المحلية وتزداد وطأة الضغوط المالية على الحكومة؛ ما استوجب إدخال إصلاحات تشمل تحسين كفاءة الإنفاق وإعادة هيكلة الدعم لضمان قدرة المواطنين على تحمّل التغييرات المقبلة.
وشمل قرار رفع سعر البنزين المدعم معظم المستهلكين، وفق ما أعلنته الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، اليوم السبت 13 ديسمبر/كانون الأول، في تصريحات إلى التلفزيون الرسمي.
وأجلت الحكومة الإيرانية قرار رفع أسعار الوقود التي تُعد من بين الأرخص عالميًا، وسط مخاوف من إمكان أن يشعل مجددًا موجة احتجاجات واسعة النطاق على غرار تلك التي اندلعت في عام 2019 والتي نجحت طهران في احتوائها آنذاك.

خريطة الأسعار الجديدة
باستثناء سيارات الإسعاف، يتعين على المركبات، بدءًا من اليوم السبت 13 ديسمبر/كانون الأول، شراء الوقود بسعر يزيد بواقع 50 ألف ريال إيراني للتر (ما يعادل 4 سنتات أميركية بسعر السوق الحرة)، وفق فاطمة مهاجراني.
وأمس الجمعة 12 ديسمبر/كانون الأول أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن الزيادة في أسعار البنزين ستستهدف المستهلكين الذين يحتاجون إلى أكثر من 160 لترًا شهريًا، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وسيظل متاحًا أمام سائقي المركبات الآخرين شراء ما يصل إلى 60 لترًا من البنزين بسعر 15 ألف ريال للتر، إلى جانب 100 لتر إضافية نظير 30 ألف ريال للتر.
على صعيد متصل قالت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن الزيادة تستهدف السيطرة على معدلات استهلاك الوقود ومكافحة تهريبه.
وتابعت: "حصص الوقود المخصصة لسائقي السيارات الأجرة لم تتغير"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ووفق تقديرات رسمية، تصل قيمة المنتجات النفطية المهربة في إيران إلى 5.2 مليار دولار سنويًا، كما تلامس معدلات التهريب نحو 21 مليون لتر يوميًا بقيمة تعادل قرابة 10 ملايين دولار بسعر الصرف الموازي.
إنتاج الوقود محليًا
ما يزال إنتاج الوقود في إيران يكافح من أجل مواكبة الطلب المحلي المتنامي بمعدلات مطردة؛ ما استلزم من الحكومة رفع أسعار البنزين.
وأرجع محللون أسباب ارتفاع معدلات استهلاك الوقود في إيران إلى عدم كفاءة أنظمة الوقود المستعمَلة في السيارات وتهريب الوقود إلى البلدان المجاورة إلى جانب ارتفاع الحرارة في فصل الصيف.
وتلامس معدلات إنتاج الوقود محليًا قرابة 110 ملايين لتر يوميًا؛ ما ينخفض عن الطلب المتزايد الذي يلامس نحو 140 مليون لتر يوميًا، حسب تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولطالما حذّر محللون من تداعيات ارتفاع معدلات التضخم في إيران، مطالبين الحكومة بعدم التهاون في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي للبلاد.
وأكدو أن العجز الحاد في الموازنة العامة بسبب الاعتماد على النفط وكذلك التضخم والعقوبات الدولية يجعل الإصلاحات الحكومية غير كافية.
وبلغ العجز المعلَن في إيران قرابة 800 ألف مليار تومان؛ ما يرفع التحديات المالية التي تواجهها الحكومة.
*(التومان = 10 ريالات)
موضوعات متعلقة..
- هكذا سقطت إيران في قبضة الشركات الأميركية.. وتحررت من عقوبات "البنزين"
- رخص أسعار البنزين في إيران يغري بالإسراف ويزيد التلوث (مقال)
- أسعار البنزين في إيران.. مخاوف من الارتفاع وسط أزمة خطيرة
اقرأ أيضًا..
- منطقة صلالة الحرة.. كيف تدعم قطاع البتروكيماويات في سلطنة عمان؟
- أوكيو العمانية تبحث عن شريك في مشروع بتروكيميائي ضخم.. تفاصيل
- احتياطيات الغاز في مصر تترقب إضافة 80 مليار قدم مكعبة على يد شركة إماراتية
المصادر:
1.أسعار البنزين في إيران من رويترز.
2.تصريحات الرئيس الإيراني من وكالة "شانا".





