أوابك: 4 دول عربية تحرز تقدمًا في خطط إنتاج الهيدروجين الأخضر
كشفت منظمة الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك" عن إحراز 4 دول عربية تقدمًا ملحوظًا في مشروعات الهيدروجين الأخضر خلال الربع الثالث من العام الجاري (2025).
وقال الأمين العام للمنظمة جمال اللوغاني، إن الدول العربية وفي مقدمتها السعودية والإمارات ومصر وسلطنة عمان حققت تقدمًا واضحًا عبر إطلاق مشروعات جديدة وتوسيع الشراكات الدولية وتقديم حوافز تشريعية واقتصادية.
وشدد الأمين العام لمنظمة أوابك على أن التقدم المحرز في مشروعات الهيدروجين العربية يعكس التزامًا بتطوير اقتصاد الهيدروجين وتعزيز مكانة الدول بوصفها مراكز عالمية لإنتاج الطاقة النظيفة وتصديرها.
وارتفع عدد المشروعات المعلنة والمخطط لتنفيذها لإنتاج الهيدروجين واستعماله في الدول العربية، وفق قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى 135 مشروعًا بنهاية سبتمبر/أيلول 2025، ارتفاعًا من 127 مشروعًا بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.
وأصدرت الأمانة العامة لمنظمة أوابك، اليوم الخميس 11 ديسمبر/كانون الأول (2025)، تقرير المتابعة الفصلية حول مستجدات الطاقات الجديدة والمتجددة وقضايا تحولات الطاقة وتغير المناخ للربع الثالث من عام 2025.
وتستهدف المنطقة العربية إنتاج 8 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الطاقة الإنتاجية إلى 27 مليون طن سنويًا بحلول 2040.
أسواق الهيدروجين الأخضر
أكد اللوغاني أن بعض أسواق الهيدروجين الأخضر شهدت تباطؤا نسبيًا مع إلغاء أو تقليص عدد من المشروعات بسبب ضعف الطلب من القطاعات كثيفة الانبعاثات كقطاع النقل، لا سيما وسط ارتفاع تكلفة الهيدروجين المنتج باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار إلى تراجع زخم مشروعات الهيدروجين في الولايات المتحدة نتيجة خفض الحوافز الفيدرالية؛ ما دفع مطوري المشروعات إلى إعادة تقييم جدوى الإنتاج.

وأوضح اللوغاني أن الصين واصلت تعزيز موقعها العالمي بقيادتها صناعة أجهزة التحليل الكهربائي منخفضة التكلفة؛ ما يجعلها الخيار الأكثر تنافسية للمشروعات العالمية.
وقال: "أطلقت المفوضية الأوروبية منصة رقمية لدعم سوق الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون ومشتقاته رغم التوقعات بأن أقل من 20% من المشروعات المخطط لها ستدخل حيز التشغيل بحلول عام 2030".
الطاقة المتجددة
قال أمين عام أوابك جمال اللوغاني، إن قطاع الطاقة المتجددة أظهر ديناميكية قوية بدرجات متفاوتة على المستوى العالمي خلال الربع الثالث من عام 2025.
وأشار إلى مواصلة الصين ريادتها للتوسع في هذا القطاع لترتفع قدراتها المركّبة لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة خلال وقت انخفضت وتيرة التأخير في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة رغم التأثير السلبي لخفض الإعفاءات الضريبية والدعم الحكومي.
وأكد أن الدول العربية واصلت تعزيز سياساتها الهادفة إلى دعم مصادر الطاقة المتجددة انسجامًا مع توجهات تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستدامة عبر إطلاق المشروعات وتوسيع الشراكات الإقليمية والدولية وتبني مبادرات تعزيز الإنتاج المحلي من المصادر منخفضة الانبعاثات؛ بما يعكس التزامًا متناميًا بدعم جهود مكافحة تغير المناخ وتعزيز أمن الطاقة العالمي على المدى الطويل.
الطاقة النووية
لفت اللوغاني إلى ارتفاع القدرات العالمية للطاقة النووية؛ إذ تراجعت عمليات إغلاق المفاعلات في أميركا وواصلت هيئة تنظيم الطاقة النووية تمديد رخص تشغيل للمحطات النووية القائمة.
وأضاف: "في أوروبا لم تُسهِم القرارات التنظيمية في الحد من تراجع القدرات النووية بل دعم نموها المستقبلي"، مشيرًا إلى استمرار الصين في إضافة وحدات جديدة لتوليد الطاقة النووية لشبكتها الكهربائية ضمن خطط توسع تُعد الأكبر عالميًا مدفوعة بإستراتيجية تهدف إلى إنشاء أكثر من 100 مفاعل بحلول عام 2030.
وبيّن أن قطاع الطاقة النووية في الدول العربية شهد استمرارًا في مسار التطوير؛ إذ تبرز الإمارات بمواصلة تشغيل برنامجها النووي السلمي ضمن محطة براكة، كما تعمل السعودية على تعزيز تعاونها الدولي في مجال الاستعمالات السلمية للطاقة النووية، وتواصل مصر التقدم في إنشاء محطتها النووية في الضبعة؛ بما يعكس توجهًا متناميًا نحو تنويع مصادر الطاقة.
وأوضح اللوغاني أن التقنيات الجديدة مثل طاقة الرياح العائمة والطاقة الحرارية الجوفية وطاقة المد والجزر تُسهم في إعادة تشكيل مستقبل الطاقات المتجددة من خلال توسيع نطاق المصادر الممكن استغلالها وتعزيز كفاءتها.
وأشار إلى أن أنظمة الطاقة الهجينة تعزز الكفاءة وخفض الانبعاثات، كما تسهم المباني المنتجة للطاقة والطاقة غير المركزية في دعم الاستدامة والحياد الكربوني، ويتنامى دور الأمن السيبراني في حماية منظومات الطاقة العالمية.
المعادن النادرة
قال اللوغاني إن الصين ظلت مسيطرة على تصدير المعادن الأرضية النادرة عبر توسيع نطاق الضوابط ليشمل المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات وفرض قواعد جديدة على الشركات الأجنبية.
وأوضح أنه في مواجهة تلك الإجراءات كثّفت أميركا جهودها لتعزيز قدراتها المحلية في سلسلة توريد المعادن الحرجة ووسّعت قائمتها الرسمية للمعادن الحرجة.
وأشار إلى أن هناك عدة دول، من بينها الهند واليابان وأستراليا، سارعت إلى إطلاق مبادرات دولية مشتركة لتأمين وتنويع سلاسل الإمداد العالمية.
وقال اللوغاني إن عددًا من الدول العربية واصلت اهتمامها المتزايد بأسواق المعادن الحرجة؛ إذ أعلنت السعودية اكتشافات كبيرة للمعادن الأرضية النادرة وتقديرات ضخمة للموارد في مواقع متعددة، كما عززت الإمارات موقعها مركزًا استثماريًا إقليميًا عبر التزامات مالية كبيرة لدعم مشروعات المعادن الحرجة وتطوير قدرات المعالجة المحلية، في حين أطلقت مصر خطوة لإستراتيجية عبر توقيع مذكرة تفاهم لإجراء أول مسح جوي شامل للمعادن منذ عقود.
كوب 30
أوضح أمين عام أوابك أن قمة المناخ (كوب 30) جاءت في مرحلة حاسمة تتطلب الانتقال من التعهد إلى التنفيذ وأسفرت عن سلسلة من النتائج المهمة المتعلقة بمسار تحولات الطاقة أبرزها:
- تعزيز الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة والبنية التحتية للشبكات.
- إطلاق مبادرات إقليمية وعالمية لتسريع تبني الطاقة النظيفة وكفاءة الأبنية والتنقل المستدام.
- الاتفاق على تعهدات جديدة للوقود المستدام ومضاعفة كفاءة الطاقة.
- دعم إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات وتمكين الصناعات الخضراء.
وأشار اللوغاني إلى أن العالم يشهد ارتفاعًا حادًا في الطلب على التبريد بفعل موجات الحر المتزايدة والنمو السكاني والعمراني؛ ما جعله ضرورة أساسية للأمن الصحي والغذائي، متوقعًا تضاعف الطلب العالمي 3 أضعاف بحلول عام 2050 وأن ترتفع القدرة المركبة لأجهزة التبريد إلى نحو 68 تيراواط مع وصول الانبعاثات إلى 7.2 مليار طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون ما لم تعتمد حلول مستدامة تجمع بين أنظمة التبريد منخفضة الطاقة والتخلص المتسارع من غازات التبريد ذات القدرة العالية على الاحترار.
وأكد أن مستقبل الطاقة العالمي يرتكز على تحقيق مزيج متوازن ومتكامل من المصادر مع استمرار دور النفط والغاز بوصفهما محركين أساسيين للطلب، مبينًا أهمية تعزيز الاستثمارات ودعم الابتكار في التقنيات النظيفة وكفاءة الطاقة والحاجة إلى تخطيط إستراتيجي طويل الأمد يوازن بين أمن الطاقة وتوفير الطاقة للجميع ومكافحة فقر الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
موضوعات متعلقة..
- أوابك: عدد مشروعات الهيدروجين العربية يواصل الارتفاع.. ومصر تتصدر القائمة
- أوابك تتوقع ارتفاع إمدادات الغاز المسال إلى 428 مليون طن في 2025
اقرأ أيضًا..
- تطورات التنقيب البحري عن النفط والغاز.. 3 مشروعات عربية ضمن القائمة
- هل يرتفع إنتاج النفط في فنزويلا حال سقوط النظام؟.. مقارنة مع تجربة العراق
- بدء إنتاج حقل الجافورة السعودي.. خطوة تتوج إنجازات قطاع الطاقة عالميًا (مقال)





