تخزين المعادن الأرضية النادرة للأغراض العسكرية يهدد خطط تحول الطاقة
نوار صبح
- البنتاغون يُخزّن كميات هائلة من المعادن الأرضية النادرة اللازمة لمجموعة من تقنيات المناخ
- البنتاغون خصص مليارات الدولارات لتأمين قائمة من المعادن النادرة لاستخدامها في المعدات العسكرية
- الدول تتسابق لتأمين المعادن الأرضية النادرة للجيل المقبل من الأسلحة
- وزارة الدفاع الأميركية تُعدّ أكبر مُصدر مؤسسي لانبعاثات الاحتباس الحراري في العالم
تُحوَّل المعادن الأرضية النادرة، حاليًا، إلى صناعة أحدث المعدات العسكرية وسط سباق التسلح العالمي، الذي يولّد ضغوطًا على سلاسل التوريد العالمية ويزيد التكاليف ويؤثر في أنشطة وتقنيات تحول الطاقة عالميُا.
ويعوق سباق التسلح العالمي المُتسارع العمل المناخي، حيث تُحوّل المعادن الأرضية، التي تُعدّ أساسًا لمستقبل مستدام، إلى قطاعات الصناعات العسكرية، بحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكشفت الدراسة الصادرة عن مشروع الأمن الانتقالي -وهو مشروع مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة- عن كيفية تخزين وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" كميات هائلة من المعادن الأرضية النادرة اللازمة لمجموعة من تقنيات المناخ، بما في ذلك الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والمركبات الكهربائية.
ووجدت الدراسة أن البنتاغون -من خلال برنامجه للمخزون الدفاعي الوطني- خصص مليارات الدولارات لتأمين قائمة متزايدة من المعادن النادرة لاستعمالها في المعدات العسكرية، من الأسلحة الموجهة بدقة وأنظمة الاتصالات المتقدمة إلى ترسانة ناشئة من التقنيات العسكرية العاملة بالذكاء الاصطناعي.
استعمال الموارد الثمينة لتغذية الصناعة العسكرية
قال المدير المشارك لمشروع الأمن الانتقالي خيم روغالي: "إن استعمال الموارد الثمينة لتغذية المجمع الصناعي العسكري المتوسع، بدلًا من معالجة التهديد الوجودي لأزمة المناخ، يدل على انعدام الأمن العالمي".
وأوضح "أن موازنة البنتاغون البالغة تريليون دولار تدعم بنية تحتية عالمية مصممة للهيمنة العسكرية الأميركية، وليس للأمن القومي".
وزاد الإنفاق العسكري في مناطق واسعة من العالم خلال السنوات الأخيرة بعد تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين والغزو الروسي لأوكرانيا.

إزاء ذلك، يُحذّر التقرير من أن سباق التسلح الجديد هذا يعوق محاولات معالجة أزمة المناخ، في ظلّ تسابق الدول لتأمين المعادن الأرضية النادرة للجيل المقبل من الأسلحة.
وخلصت الدراسة إلى أن البنتاغون يُخزّن ما لا يقل عن 38 معدنًا وفلزًا، بما في ذلك الليثيوم والكوبالت والغرافيت وعناصر أرضية نادرة تُشكّل أساس تحوّل الطاقة، ما قد يُؤثّر سلبًا في العمل المناخي.
وأشارت إلى أن وكالة اللوجستيات الدفاعية التابعة للبنتاغون تُخطط لتخزين ما يقرب من 7500 طن متري من الكوبالت.
ويُقدّر التقرير أنه يُمكن استعمال هذه الكمية لإنتاج 80.2 غيغاواط/ساعة من سعة البطاريات؛ أي أكثر من ضعف سعة تخزين الكهرباء الحالية في الولايات المتحدة، ويكفي لإنتاج ما يقرب من 100 ألف حافلة كهربائية.
تقنيات تحول الطاقة
قالت مؤلفة التقرير لورا ستيتشن: "يمكن استعمال كل طن من الكوبالت أو الغرافيت المُخزّن لدى البنتاغون في الحافلات الكهربائية، أو تخزين الكهرباء على نطاق واسع، أو غيرهما من التقنيات المتجددة اللازمة لتحول الطاقة".
وأضافت: "يجب أن تُسرّع هذه المواد من عملية إزالة الكربون، لا أن تُغذّي آلة الحرب الشرهة".
وتُعدّ وزارة الدفاع الأميركية أكبر مُصدر مؤسسي لانبعاثات الاحتباس الحراري في العالم، وهي مسؤولة عن نحو 80% من انبعاثات الحكومة الأميركية، وتُولّد تلوثًا أكثر من دول بأكملها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كثيرًا ما شعر مسؤولو البنتاغون بالقلق من أن عواقب أزمة المناخ قد تعوق أنشطتها، من خلال إغراق القواعد الساحلية أو زعزعة استقرار الدول من خلال ظروف الطقس القاسية، وتم التخلي عن هذه الاعتبارات في عهد إدارة ترمب.

تغير المناخ
في مارس/آذار الماضي، كتب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، على منصة إكس "X": "وزارة الدفاع الأميركية لا تُمارس أي حماقة بشأن تغير المناخ، نحن نُجري تدريبًا".
ويوضح التقرير كيف أن الموازنة السنوية الضخمة لوزارة الدفاع التي تبلغ تريليون دولار أميركي ونفوذها على مستوى الولايات المتحدة والاقتصاد يسمحان لها "بالتأثير في سلاسل توريد المعادن، وتوجيه الاستثمارات، وخلق إشارات الطلب التي تبني القدرة الصناعية الإستراتيجية لأغراض عسكرية".
ووجد التقرير أن البنتاغون قد موّل، أو أبدى اهتمامًا بدعم، ما لا يقل عن 20 مبادرة تعدين في الولايات المتحدة وكندا بقيمة تقارب مليار دولار منذ عام 2023، بما في ذلك الاستحواذ على حصص ملكية مباشرة في شركات "معادن حيوية"، وهي خطوة غير مسبوقة في السياسة الصناعية الأميركية الحديثة.
وذكر التقرير: "باستغلال هذه المواد لتغذية آلة الحرب، يستنزف البنتاغون الموارد اللازمة للحلول المناخية العاجلة، ويُديم دورةً مدمرة من العسكرة تُقوّض السلام والاستدامة العالميين، وتُقلّص الوظائف المدنية للحكومة الفيدرالية.
وأضاف أن "هذا التحديد الخاطئ للأولويات يُهدد مستقبل الكوكب وإمكان تحقيق تحول عادل وتعاوني للطاقة يُفيد جميع الأشخاص بدلًا من المصالح العسكرية الضيقة".
موضوعات متعلقة..
- استخلاص المعادن الأرضية النادرة من النفايات بنسبة 90%
- استخلاص المعادن الأرضية النادرة من الأجهزة القديمة يشهد ثورة تقنية
- معالجة المعادن الأرضية النادرة في أميركا.. هل تصبح أوكلاهوما مركزًا رئيسًا؟
اقرأ أيضًا..
- عدد وظائف قطاع الطاقة العالمي يرتفع 2.2%.. والكهرباء تتصدر لأول مرة
- كيف تتخلى محطات استيراد الغاز المسال في ألمانيا عن الوقود الروسي؟ (تقرير)
- إيرادات السعودية النفطية تقترب من 3 تريليونات دولار في 16 عامًا (إنفوغرافيك)
المصدر..





