أعلن الجيش الأميركي خططه لتطوير أسطول من المصافي الصغيرة لإنتاج المعادن الحيوية، التي تدخل في عمليات تصنيع الذخيرة والدروع وأنواع أخرى من الأسلحة، في خطوة تهدف إلى تأمين مصادر محلية للمواد الإستراتيجية التي كانت تهيمن عليها الصين لمدة طويلة.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، فقد بدأ الجيش الأميركي -بالتعاون مع مختبر أيداهو الوطني وشركة بيربتوا للمعادن- تنفيذ برنامج لتكرير عنصر الأنتيمون، بوصفه أول معدن ضمن هذه المشروعات الجديدة، بهدف إنتاج احتياجاته دون الاعتماد على المصافي التجارية الكبيرة.
وتهدف الولايات المتحدة من خلال هذه المشروعات إلى تقليل الاعتماد على مصادر خارجية، وضمان مراقبة عملية إنتاج المعادن الحيوية داخليًا، بما يشمل عناصر أخرى تُعدّ حرجة، مثل التنغستن والمواد الأرضية النادرة والبورون، وهي عناصر أساسية في تصنيع الذخيرة والمعدات العسكرية الحديثة.
وقال مستشار شراء الذخيرة في الجيش الأميركي مارك ميزجر: "نحتاج إلى إيجاد طريقة لصنع المعادن الحيوية محليًا بطريقة يمكننا مراقبتها والتحكم بها ضمن حدود بلادنا"، مؤكدًا أن هذه المشروعات تمثّل خطوة إستراتيجية لتعزيز استقلالية الجيش في المواد الحيوية.
مصفاة الأنتيمون الصغيرة
شهدت مشروعات الجيش الأميركي تطوير مصفاة صغيرة "وحدة إنتاج" لمعدن الأنتيمون بطاقة إنتاجية تتراوح بين 7 و10 أطنان سنويًا من نوع التريسولفايد، وهي الكمية الكافية لتلبية احتياجات القوات الأميركية في أوقات السلم.
وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، فإن المصفاة صُمّمت لتكون محمولة في 4 حاويات شحن، وتم تطويرها من قِبل شركة "ويست برو" Westpro Machinery الخاصة، بهدف تسهيل نشرها وتوسيعها عند الحاجة.
وأشار مستشار شراء الذخيرة مارك ميزجر، إلى أن المصفاة الصغيرة تتيح إمكان إنتاج الأنتيمون بصفة مستمرة دون الحاجة إلى الاعتماد على المصافي التجارية الكبيرة التي تنتج كميات ضخمة من النحاس والحديد، وهي لا تركز على المواد الحيوية فقط.
وأضاف: "من دون التريسولفايد لا يمكن تصنيع رؤوس الطلقات، ومن دون الرؤوس لا يمكن إنتاج الذخيرة، وجيش بلا ذخيرة مجرد عرض عسكري"، مشددًا على أهمية مصفاة إنتاج المعادن الحيوية في حماية جاهزية الجيش الأميركي.

ومن المقرر أن تخضع المصفاة لاختبارات مختبر أيداهو الوطني لمدة 6 أشهر لضمان كفاءتها، وفي حال اجتيازها سيجري تشغيلها للجيش وشركة بيربتوا، التي تدعمها مؤسسات مالية كبرى ومستثمرون بارزون مثل "جي بي مورغان تشيس" (JPMorgan Chase) وجون بولسون.
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة بيربتوا، جون تشيري، أن تطوير مصفاة الأنتيمون الصغيرة سيساعد على تمهيد الطريق لاستقلالية أميركية مستدامة في المعادن الحيوية وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التحديات الإستراتيجية.
توسع المشروعات إلى المعادن الأخرى
تخطّط الولايات المتحدة لتوسيع مشروعات المصافي الصغيرة، لتشمل عددًا من المعادن الحيوية الأخرى، التي تتضمّن "التنغستن" والمواد الأرضية النادرة والبورون، بهدف تعزيز القدرات العسكرية الوطنية دون الاعتماد على المصانع الخارجية.
وقد تُوضع هذه المصافي على قواعد عسكرية أو ممتلكات حكومية أخرى، لضمان توافر المعادن الحيوية ضمن نطاق السيطرة المباشرة للجيش وبعيدًا عن الهيمنة الصينية التي تمتد لعقود على هذه المعادن، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن المصافي المحمولة قادرة على معالجة الصخور واستعمال تقنيات كيميائية مختلفة حسب نوع المعدن، مع التحقق من كفاءتها وقدرتها على تحقيق إنتاج أنظف وأكثر فاعلية مقارنة بالمصافي التقليدية.
وأضاف مستشار شراء الذخيرة بالجيش الأميركي، مارك ميزجر، أن اكتشاف الجيش عام 2021 توقف الصين عن توريد التريسولفايد دفع إلى إدراك أهمية توفير بدائل محلية، وهو ما ولّد فكرة إنشاء هذه المصافي الصغيرة ضمن مشروعات محلية إستراتيجية.
في الوقت نفسه، أشار عدد من المسؤولين في الجيش الأميركي، إلى وجود مفاوضات مع مشروعات أميركية أخرى للحصول على مصادر إضافية من الأنتيمون، بما يضمن استمرار إمدادات المعادن الحيوية خلال الأزمات أو النزاعات المحتملة.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بيربتوا، جون تشيري، أن المشروعات الجديدة لا تقتصر على الإنتاج الفعلي للمعادن الحيوية فقط، بل تهدف إلى تحقيق استقلالية طويلة الأمد للولايات المتحدة في المواد الأساسية لدعم تسليح الجيش الأميركي وتطوير تقنيات دفاعية متقدمة.
موضوعات متعلقة..
- قيود تصدير المعادن الحيوية في الصين لا تخدم السوق (تقرير)
- كنز من المعادن الحيوية في دولة واحدة.. كيف تستفيد منها؟
- المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية تواجه قيودًا.. والاستثمار كلمة السر
اقرأ أيضًا..
- وظائف الطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا تتجاوز 8 ملايين وظيفة.. هذه خرائطها
- بدء إنتاج حقل الجافورة السعودي.. خطوة تتوج إنجازات قطاع الطاقة عالميًا (مقال)
- صفقات الحفر العربية في نوفمبر 2025.. تمديد عقود 15 عامًا واستحواذات إقليمية
المصدر..





