سلايدر الرئيسيةأخبار النفطعاجلنفط

وقف إنتاج النفط من حقل غرب القرنة 2 العراقي بالكامل

إنتاج الحقل يقترب من 500 ألف برميل يوميًا

أحمد بدر

أوقفت السلطات العراقية إنتاج النفط من حقل غرب القرنة 2 بشكل كامل، بعد تسرب مفاجئ في خط الأنابيب المخصص لتصدير الخام؛ الأمر الذي أدى إلى تعطّل ضخّ ما يقارب 480 ألف برميل يوميًا باتجاه الأسواق العالمية.

وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فقد جاء الإغلاق -اليوم الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول 2025- في إجراء احترازي لحماية خطوط النقل وتأمين مناطق التشغيل.

كما يأتي هذا التوقف بإنتاج حقل غرب القرنة 2، في وقت تعدّ فيه هذه الكمية عنصرًا أساسيًا في صادرات جنوب العراق وميزان الإمدادات العالمية.

وبالتزامن مع هذا الإغلاق، تتواصل المفاوضات بشأن مستقبل الحقل، بعد انسحاب شركة لوك أويل الروسية تدريجيًا من أصولها الخارجية، إلى جانب بحث بغداد عن مشغلين جدد قادرين على إدارة الحقل بكفاءة عالية.

من جهتها، لم ترد وزارة النفط العراقية على طلب للتعليق أرسلته منصة الطاقة، حتى وقت نشر هذا الخبر.

إنتاج حقل غرب القرنة 2

يشكل توقف إنتاج حقل غرب القرنة 2 ضربة مهمة لإمدادات الخام العراقية، خاصةً أن الحقل يضخ في حدود 480 إلى 500 ألف برميل يوميًا إلى الأسواق العالمية، ويعدّ إحدى الركائز الأساسية في منظومة الإنتاج الجنوبي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التعطل لحركة الإنتاج يتزامن مع زيادة الطلب على النفط الخام من دول آسيا وأوروبا، وبشكل خاص على خام البصرة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثّل حقل غرب القرنة 2 أبرز أصول لوك أويل خارج روسيا، بحصة تشغيلية تبلغ 75%، في حين تُقدّر قيمة أصول الشركة الدولية بنحو 22 مليار دولار، في وقت تتطلع فيه إلى بيع حصصها الخارجية.

شعار شركة لوك أويل الروسية في أحد مشروعاتها
شعار شركة لوك أويل الروسية في أحد مشروعاتها - الصورة من موقعها الإلكتروني

وتشير التقديرات إلى أن إنتاج حقل غرب القرنة 2 يعادل نحو 0.5% من الإمدادات العالمية، وقرابة 9% من الإنتاج العراقي، ما يزيد المخاوف بشأن تأثير الإغلاق في استقرار الأسواق، خصوصًا مع استمرار تعثر ضخّ الخام عبر الخطوط البحرية.

وقد يعزز هذا التطور فرص دخول شركات نفط أميركية لإدارة حقل غرب القرنة 2، خاصةً بعد أن دعت بغداد الشركات الأميركية حصريًا للتفاوض، عقب العقوبات الأميركية على لوك أويل، وسعي العراق لتسريع تطوير الحقول عبر شروط استثمارية أكثر مرونة.

ويأتي الاهتمام الأميركي بعد مغادرة إكسون موبيل للعراق مطلع 2024 وتسليمها العمليات في حقل غرب القرنة 1 إلى بتروتشاينا، إلا أن الشركة عادت مؤخرًا عبر اتفاقيات جديدة لتطوير حقول أخرى؛ ما يجعل وجودها خيارًا مناسبًا للحكومة.

تداعيات الإغلاق ومستقبل إدارة الحقل

من شأن توقف إنتاج حقل غرب القرنة 2 أن يؤدي إلى إعادة النظر في ترتيبات التشغيل والتوزيع، إذ كانت شركة تسويق النفط الحكومية "سومو" تتولى بيع جزء من إنتاج الحقل مباشرةً للمصافي، قبل إعادة توزيع الكميات المتبقية على المنتجين داخل البلاد؛ ما يجعل الإغلاق مؤثرًا في التدفقات اليومية.

كما أعلنت لوك أويل الروسية -في وقت سابق- حالة القوة القاهرة بعدما أوقف العراق المدفوعات النقدية والنفطية؛ ما زاد تعقيد مستقبل حقل غرب القرنة 2، وفتح المجال أمام محادثات جديدة مع مشغلين محتملين؛ إذ ترى بغداد أن البدائل الأميركية قادرة على إدارة الحقل بكفاءة أكبر.

لافتة على مدخل حقل غرب القرنة 2 في العراق
لافتة على مدخل حقل غرب القرنة 2 في العراق - الصورة من وزارة النفط

في الوقت نفسه، قد يسرّع توقف إنتاج حقل غرب القرنة 2 في العراق إجراءات انتقال الإدارة، خاصةً مع اقتراب انتهاء المهلة الممنوحة من وزارة الخزانة الأميركية للراغبين في التفاوض مع لوك أويل، والتي تنتهي في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ما يعجّل بتحديد مصير الأصول.

ويعدّ الحقل، بإنتاجه المقدر بنحو 460 ألف برميل يوميًا، واحدًا من أكبر الحقول العالمية، وقد شكّل لسنوات محورًا للتنافس بين الشركات الكبرى، ما يجعل أي تغيّر في إدارته عاملًا مؤثرًا في مستقبل تطوير الحقول العراقية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما تعرض بغداد الحقل للمنافسة أمام الشركات الأميركية، تؤكد وزارة النفط أن الانتقال إلى مشغل جديد سيعزز استقرار السوق ويرفع كفاءة الإنتاج، في وقت يواصل فيه العراق جهود توسيع قدراته ورفع حصته ضمن أسواق التصدير العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق