شبكة الكهرباء البريطانية تستبعد المئات من مشروعات التوليد "الزومبي"
في عملية الإصلاح الشاملة
حياة حسين
تشهد شبكة الكهرباء البريطانية عملية إصلاح شاملة، ترتكز بصورة أساسية على استبعاد مشروعات توليد وتخزين الطاقة "الزومبي" من الربط، التي قد يصل عددها إلى المئات، وفق ما أعلنته يوم الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، الهيئة الوطنية البريطانية لتشغيل نظام الطاقة.
ويُقصد بمصطلح "زومبي" في الأساطير "الميت الحي"، وفي هذه الحالة، يُقصد بها المشروعات التي تستغرق وقتًا طويلًا وتمويلًا كبيرًا وتستهلك جهد عمال، دون تقديم قيمة حقيقية.
وتخطط الهيئة للتخلص من مشروعات الزومبي تلك، وإخراجها من نظام الطاقة في البلاد، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر أن تحقق شبكة الكهرباء البريطانية الحياد الكربوني بحلول عام 2030، وفق خطة حكومة حزب العمال؛ بقيادة كير ستارمر، في إطار ثورة ترغب في تنفيذها لتحول الطاقة، وتحقيق الحياد الكربوني عامة في 2050؛ مثل باقي الدول الغربية.
ولذلك تواجه تلك الحكومة انتقادات واسعة بسبب التكاليف المرتفعة وزيادة أسعار الكهرباء، التي تُعد الأعلى على مستوى العالم.
وفي مايو/أيار 2025، أجرت شركة الاستشارات "واط لوجيك" (Watt-Logic) تحليلًا لتكاليف تحول الطاقة في بريطانيا، وتحديدًا أسعار الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، كشفت فيه عن أنها كبّدت المواطنين قرابة 220 مليار جنيه إسترليني (297 مليار دولار) على مدار عقديْن من الزمان.
الربط مع شبكة الكهرباء البريطانية
يُبلغ طالبو الربط مع شبكة الكهرباء البريطانية، يوم الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول، بقرار رفض أو إعطاء الأولوية لهذه المشروعات بحلول 2030 أو 2035، من قِبل مشغل نظام الطاقة في البلاد (نيسو)، في إطار عملية إصلاح شاملة، وفق صحيفة الغارديان.
ومن المتوقع أن يلغي مشغل نظام الطاقة أكثر من نصف المشروعات التي قدمت طلبات الربط مع شبكة الكهرباء البريطانية؛ ما يتيح الفرصة لمشروعات تُقدر استثماراتها بنحو 40 مليار جنيه إسترليني (53.2 مليار دولار أميركي)، لديها قدرة أكبر على تحقيق هدف الحكومة لبناء نظام كهربائي خالٍ من الكربون مع نهاية العقد الحالي.
(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا).
وبدأت الحكومة عملية الإعداد لإصلاح شبكة الكهرباء البريطانية قبل عامين، والتي تعتمد على التخلص من مشروعات "زومبي"، عاقت مشروعات جيدة نحو 15 عامًا، وحالت دون ربطها بالشبكة.
وقال وزير الطاقة في المملكة المتحدة إد ميليباند: "ورثنا نظامًا معطلًا، ساعد على إفساح الفرصة للمشروعات المتعثرة بتعطيل توصيلات الشبكة لصالح أخرى مجدية من شأنها جلب الاستثمار وفرص العمل والنمو الاقتصادي".
وأضاف: "لإصلاح هذا الوضع، بدأنا عملية إصلاح طموحة، تُجرى مرة واحدة كل جيل، لتقليص قائمة الانتظار وإعطاء الأولوية للمشروعات الجاهزة لمساعدتنا في توفير الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.. كان على الحكومة اتخاذ كل الخطوات اللازمة لتجنب أزمة الغاز".
في حين أكّدت الرئيسة التنفيذية للعمليات في "نيسو" كايت أونيل، "أن هذه التغييرات تهدف إلى تقليص الاختناقات في شبكة الكهرباء من خلال إعطاء الأولوية للمشروعات الجاهزة للبناء؛ ما يوفر اليقين بشأن متى وأين يمكنهم الاتصال وفتح مليارات الدولارات في استثمارات الطاقة النظيفة".

من يأتِ أولًا يُخدَم أولًا
يعمل نظام الربط مع شبكة الكهرباء البريطانية الحالي بمبدأ "مَن يأتِ أولًا يُخدم أولًا"؛ ما زاد من عدد المشروعات المتعثرة بنحو 10 أضعاف، ووصلت سعة تلك المشروعات إلى 700 غيغاواط للتوليد وتخزين الطاقة، وهي تعادل 4 أضعاف احتياجات البلاد في 2030.
وكان الارتفاع الكبير في طلبات الربط مع شبكة الكهرباء مدفوعًا في الأساس بطفرة مشروعات الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة، التي تسعى جاهدة لمساعدة المملكة المتحدة على تحقيق أهدافها في مجال الطاقة الخضراء.
وانضم الكثيرون إلى قائمة الانتظار دون الحصول على تصاريح التخطيط اللازمة أو التمويل اللازم للمضي قدمًا في المشروع، ما ترك المشروعات الجاهزة للتنفيذ عالقة في قائمة الانتظار.
ووفق أرقام مشغل نظام الطاقة في المملكة المتحدة (نيسو)، فإن عدد المشروعات المُستبعدة من قائمة الانتظار الطويلة؛ ضعف تلك التي حصلت على أولوية، ولا يشمل هذا العدد المشروعات التي خرجت من القائمة طوعًا.
وعلق رئيس فريق عمل الطاقة النظيفة الحكومي لعام 2030 كريس ستارك، قائلًا: "الانتظار في طوابير تقليد بريطاني أصيل، لكن الانتظار في طوابير الربط بشبكة الكهرباء البريطانية عاق اقتصادنا".
وأوضح أن إصلاح منظومة شبكة الكهرباء البريطانية الشامل، هو أهم خطوات التحرك نحو توفير الطاقة النظيفة.
وأضاف: "مشروعات الطاقة النظيفة التي تحتاج إليها بلادنا حصلت الآن على الضوء الأخضر للانطلاق بوتيرة لم نشهدها منذ عقود. وهذا يُمهد الطريق لنظام الطاقة الحديث والنظيف الذي تحتاج إليه بريطانيا لعام 2030 وما بعده".
موضوعات متعلقة..
- الكهرباء في بريطانيا.. هل يدعم تعدد مصادر التوليد استقرار الشبكة؟ (تقرير)
-
فواتير الطاقة في بريطانيا تدفع جونسون للتراجع: التحول الأخضر مكلف
-
أسعار الكهرباء في بريطانيا تعرقل هدف الحياد الكربوني (تقرير)
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- شبكة الكهرباء البريطانية تخضع لإصلاح شامل يستهدف إخراج مئات المشروعات الزومبي، من رويترز
2- مشروعات "الزومبي" قد تواجه شبح الإلغاء من قائمة الربط مع شبكة الكهرباء البريطانية، من الغارديان.





