الهيدروجين الأخضر في أوروبا.. ألمانيا والسويد تملكان ثلثي السعة تحت الإنشاء

تستحوذ كل من ألمانيا والسويد على ثلثي طاقة الهيدروجين الأخضر في أوروبا التي ما تزال تحت الإنشاء حاليًا، إذ تمتلك برلين نحو 742 ميغاواط، وهو ضعف ما تملكه ستوكهولم تقريبًا، والبالغ 414 ميغاواط.

وبحسب تقرير "أسواق الهيدروجين الأوروبية.. تقرير الرصد لعام 2025"، الصادر عن وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون بين مُنظّمي الطاقة (ACER)، فإن شركة "إي دبليو إي" الألمانية بدأت بناء مشروع في إمدن؛ بقدرة 320 ميغاواط، وهي تفوق كل سعة مشروعات الدولة قيد التشغيل حاليًا.

وذكر التقرير، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، أن قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا قفزت بنحو 51% العام الماضي (2024)، وبلغت 308 ميغاواط، في حين بلغت السعة تحت الإنشاء في أول 10 أشهر من العام الجاري (2025)، أي حتى أكتوبر/تشرين الأول، نحو 1.8 غيغاواط.

وتوقع التقرير أن تبدأ المشروعات تحت الإنشاء حاليًا العمل خلال عامَيْن، محذرًا من أن إجمالي قدرة الإنتاج المتوقعة سيكون أقل من المستهدف في أنحاء القارة الأوروبية، في 2030، وهو 40 غيغاواط، ولدول التكتل فقط بين 48 و54 غيغاواط.

وأشار إلى أن بيانات أخرى توضح أن حجم إنتاج مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا التي بدأ تشغيلها يبلغ 600 ميغاواط، وهناك 3 غيغاواط إضافية تحت الإنشاء، تمتد في كل أنحاء القارة، وليس دول الاتحاد فقط.

إلغاء مشروعات في أوروبا

كشف تقرير حديث عن إلغاء العديد من مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا العام الماضي (2024)، بالإضافة إلى أن عددًا من كبريات الشركات خفّضت مستهدفات تقليص انبعاثات الكربون.

وأوضح تقرير "أسواق الهيدروجين الأوروبية.. تقرير الرصد لعام 2025"، الصادر عن وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون بين مُنظّمي الطاقة، المنشور في موقع "بلقان غرين إنرجي نيوز"، أن ألمانيا والسويد تمتلكان ثلثي القدرة تحت الإنشاء في القارة.

وفي جنوب شرقي أوروبا، تتفاوت القدرة المستهدفة بناؤها في الدول بحلول 2030، إذ تصل إلى 2.1 غيغاواط، وفي كرواتيا بين 0.1 غيغاواط و1.3 غيغاواط، وتتراوح في كل الدول المتبقية بين 0.1 غيغاواط و0.2 غيغاواط.

وكانت اليونان الدولة الوحيدة التي لديها مشروعات طاقة قيد الإنشاء في أكتوبر/تشرين الأول 2025، وبلغت 50 ميغاواط، ومن المقرر إنشاء شبكات ربط بين أثينا وبلغاريا ورومانيا والمجر، وفق التقرير.

بينما أشار التقرير إلى أن ألمانيا أضافت 46 ميغاواط من قدرة الهيدروجين الأخضر في 2024، والدنمارك 18 ميغاواط، والمجر 11 ميغاواط.

وأوضح أن 6 مشروعات فقط من طاقة الهيدروجين الأخضر في أوروبا تجاوزت قدرة المشروع منها 10 ميغاواط، وبلغ إجمالي قدرتها 90 ميغاواط في 2024.

سيطرة الرمادي والأزرق

خلص تقرير "أسواق الهيدروجين الأوروبية.. تقرير الرصد لعام 2025"، الصادر عن وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون بين مُنظّمي الطاقة، إلى أن الهيدروجين الرمادي لا يزال يسيطر على الإنتاج في أوروبا، مشيرًا إلى أن تقنية إصلاح بخار الميثان (SMR) تُمثل تقنية الإنتاج السائدة، حيث تسيطر على 89% من إجمالي الطاقة الإنتاجية في الاتحاد الأوروبي، "يُطلق عليها عادة اسم الهيدروجين الرمادي".

وقال التقرير: "تُعد حصة الهيدروجين المُنتج عبر التحليل الكهربائي، الذي يستعمل كل مصادر الكهرباء وليس بالضرورة مصادر الطاقة المتجددة، هامشية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الطاقة الإنتاجية الإجمالية للهيدروجين الأزرق. وهو أيضًا مُستخرج من الغاز الأحفوري، ولكن العملية تتضمّن احتجاز الكربون وتخزينه".

وتبلغ تكلفة إنتاج كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر في أوروبا 8 يورو (9.28 دولارًا أميركيًا)، مقابل 2 يورو (2.32 دولارًا أميركيًا) للوزن نفسه من هيدروجين الوقود التقليدي والهيدروجين الرمادي، وفق التقرير.

*(اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا)

ويرى المشاركون في إعداد التقرير من الباحثين أن مستوى أسعار الغاز المسال يرجح استعمال هيدروجين الوقود الأحفوري، نظرًا إلى انخفاض أسعار الأول، ما يحد من انتشار الهيدروجين الأخضر على المدى المتوسط، والمعادلة ذاتها تنعكس سلبًا على أسعار الهيدروجين الأخضر، إذ يؤدي التباطؤ في الاعتماد على أجهزة التحليل الكهربائي، وإنتاج الهيدروجين الأخضر بوساطة (الطاقة المتجددة) إلى تباطؤ تراجع أسعاره، مقارنة بالهيدروجين من الوقود الأحفوري، ومصادر الوقود التقليدية.

لذلك طالب تحالف الهيدروجين المتجدد (رينيوابل هيدروجين كوليشن)، بوضع سياسات تحفيزية.

والتحالف يعمل على تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي طويلة الأمد لإزالة الكربون، ووفق موقعه الإلكتروني، فهو يُمثل صوت شبكة رفيعة المستوى ومتعددة التخصصات من الشركات الناشئة والمستثمرين ورواد الأعمال والشركات المبتكرة والمشترين الصناعيين، "جميعهم ملتزمون بجعل أوروبا رائدة عالميًا في حلول الهيدروجين المتجدد".

موضوعات متعلقة..

• مرافق نقل الهيدروجين في أوروبا "متخلفة عن الركب" (تقرير)
• "الواقعية" مفتاح صناعة الهيدروجين في أوروبا لمواجهة التحديات (تقرير)
• سياسات الهيدروجين في أوروبا ترجع إلى الخلف.. انتكاسات بـ5 دول (تحليل)

اقرأ أيضًا..

• سفير الجزائر بالقاهرة: نستلهم خبرات مصر في مزارع الرياح والألواح الشمسية (حوار)
• شبكات خطوط أنابيب الغاز في أفريقيا.. الجزائر ومصر بالصدارة (تقرير)
• أسباب ارتفاع صادرات أوبك+.. وحقائق حول نفط روسيا وفنزويلا والبرازيل (تقرير)

المصادر:

• ضعف القدرة التنافسية يضعف من تحقيق أهداف الهيدروجين الأخضر في أوروبا، من بلقان غرين إنرجي نيوز.
• الموقع الإلكتروني لتحالف الهيدروجين المتجدد.