التقارير تقارير الغاز تقارير النفط تقارير دورية رئيسية غاز نفط وحدة أبحاث الطاقة

التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز قد يحقق وفورات 320 مليار دولار

خلال 5 سنوات

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

2025-12-07

0 703

عامل داخل منشأة يستعين بالتحول الرقمي في قطاع النفط والغاز — عامل داخل منشأة للنفط والغاز - الصورة من إي واي

يُسهم التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز بتعزيز الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف ودعم مسارات النمو طويلة الأجل، ليتجه بثبات نحو تحقيق وفورات مليارية خلال السنوات المقبلة.

وتظهر تقديرات شركة الأبحاث ريستاد إنرجي، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، أن اعتماد الابتكار التقني في العمليات التشغيلية يمكن أن يوفر أكثر من 320 مليار دولار خلال السنوات الـ5 المقبلة.

وتتّجه بوصلة التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز إلى 5 مجالات رئيسة؛ تتصدّرها عمليات الحفر وإدارة المكامن والصيانة التنبؤية، إلى جانب الروبوتات ذاتية التشغيل وتحسين الخدمات اللوجستية.

ويأتي ذلك مع تحول الابتكار الرقمي إلى عنصر حاسم في تشكيل مستقبل قطاع خدمات الحقول النفطية، معززًا قدرته على التكيّف مع هذه التغيرات وخلق فرص نمو طويلة الأجل.

وفورات التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز

أشار تقرير ريستاد إنرجي إلى أن التوقعات بحجم وفورات التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز، والتي تُقدر بـ320 مليار دولار، لا تزال متواضعة، موضحًا أن التوسع في الرقمنة ليتضمن أنشطة أخرى قد يحقق مكاسب تفوق ذلك بكثير.

غير أن ذلك سيتطلب من القيادات التنفيذية وضع التحول الرقمي في صدارة اهتماماتها، وخلق بيئة عمل تتسم بالمخاطرة المدروسة.

وتوقّع التقرير أن يمر قطاع خدمات الحقول النفطية بتحول جذري، مع استمرار عمليات الدمج والاستحواذ وتشكيل شراكات جديدة مع شركت التقنيات وتكامل البرمجيات، التي تعزز إستراتيجيات الرقمنة لدى الشركات الرائدة.

وبحسب بيانات ريستاد إنرجي، ستتوزع وفورات التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز بحلول 2030 على النحو التالي:

تحسين عمليات الحفر: يمثل أكبر فرصة للوفورات بقيمة 95 مليار دولار.
الصيانة الاستباقية: تأتي في المرتبة الثانية بحجم وفورات بقيمة 83 مليار دولار.
إدارة المكامن: ستوفر 72 مليار دولار.
تحسين الخدمات اللوجستية: تقدر الوفورات بنحو 56 مليار دولار.
الروبوتات ذاتية التشغيل: يمكن أن تحقق وفورات تصل إلى 13 مليار دولار.

تأثير التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز

تكشف الإقرارات المالية عن تزايد أهمية التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز، رغم صعوبة القياس وغياب معايير موحدة.

وحاليًا، لا تعرض غالبية الشركات في سلاسل التوريد أرباحها الرقمية على نحو منفصل، وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا (GAAP)، كما تفعل شركات البرمجيات والخدمات.

ومع ذلك، بدأ الاتجاه يتغير، إذ أعلنت شركة "إس إل بي" (SLB) قسمًا رقميًا مستقلًا ضمن أرباحها، متوقعةً أن يصل هامش ربح هذا القسم إلى 35% على أساس سنوي في 2025.

وحقق القطاع الرقمي في شركة فيريديان -الرائدة بقطاع التقنيات- إيرادات بلغت 787 مليون دولار، مع نمو نسبته 17% وأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين (EBITDA) بلغت 458 مليون دولار، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وأكد التقرير أن الإيرادات الرقمية توفر مسارات نمو أكثر استقرارًا ومرونة، وأقل تأثرًا بتقلبات الإنفاق الرأسمالي بقطاع المنبع (التنقيب والإنتاج).

وبدأ المجتمع الاستثماري يولي اهتمامًا بشركات الخدمات التي توضح إستراتيجياتها المعتمدة على التقنيات والإيرادات المستمرة؛ إذ غالبًا ما تحصل على تقييمات أعلى مقارنة بالشركات المعتمدة على معداتها، غير أن هذه التقييمات تعتمد على القدرة على التوسع.

عاملة داخل منشأة تستعين بالتحول الرقمي في قطاع النفط والغاز — عاملة داخل منشأة للنفط والغاز - الصورة من بي دبليو سي

أبرز تحديات التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز

رغم إمكانات التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز؛ فإن التوسع يواجه تحديات كبيرة تتمثل في التكاليف الأولية الضخمة للأجهزة والبرمجيات، إضافة إلى الصيانة المستمرة ومتطلبات الأمن السيبراني.

وتتفاقم العقبات بالنسبة للشركات الصغيرة أو العاملة ببنية تحتية قديمة، ما يجعل تبرير هذه الاستثمارات أمرًا صعبًا وسط ضبابية الظروف الاقتصادية.

وللتعامل مع العقبات، تسعى الشركات متوسطة الحجم إلى تعزيز قدراتها الرقمية بعناية، في حين يُركز اللاعبون الصغار والمتخصصون في البرمجيات على تقديم حلول رقمية مرنة ومخصصة.

ومن أبرز الاتجاهات الحديثة في الاستثمار الرقمي زيادة الاعتماد على الشراكات مع شركات التقنيات، كونها وسيلة تكمل بناء القدرات الداخلية وعمليات الاستحواذ في القطاع الرقمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..