شهد إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان زيادة لافتة في قدرات التوليد حتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025، إذ ارتفع بنسبة 6.1% مسجلًا مستويات قياسية، وهو ما يعكس توسّع الشبكة وتعاظم دور الطاقة الغازية والمتجددة في دعم منظومة الكهرباء الوطنية.
وبحسب بيانات حديثة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا الارتفاع يأتي وسط استمرار نمو الطلب في مختلف المناطق، إذ أسهم هذا الأداء القوي في تعزيز كفاءة الإمدادات، تماشيًا مع خطط الحكومة لتحديث البنية التحتية واعتماد حلول تقنية تقلّل الفاقد وتدعم استدامة الإنتاج بمختلف المحافظات.
وارتفع إجمالي إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان بنهاية أكتوبر/تشرين الأول مسجلًا 44 ألفًا و814 غيغاواط/ساعة، مقارنة بنحو 42 ألفًا و255 غيغاواط/ساعة خلال المدة نفسها من 2024.
ويأتي هذا النمو المتسارع مدفوعًا بتوسع قدرات التوليد الغازية، بالإضافة إلى دخول محطات حديثة تعمل بكفاءة عالية، ما ساعد على تحقيق استقرار أكبر في الشبكة الوطنية، ودعم مستويات التزويد خلال ذروة الاستهلاك.
صافي إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان
سجّل صافي إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان ارتفاعًا بنسبة 5.3%، ليبلغ 43 ألفًا و532 غيغاواط/ساعة حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، بفضل توسع مشتريات الشبكات المحلية وجهود رفع الكفاءة، بما يعزز موثوقية الإمدادات ويحد من الانقطاعات.
وتؤكد هذه البيانات تحسّن الأداء العام للمنظومة الكهربائية، إذ تواصل الدولة الخليجية تطوير محطات متقدمة تقنيًا، في إطار إستراتيجية شاملة تهدف إلى رفع الإنتاج وتقليل التكلفة التشغيلية، مع تعزيز قدرة البلاد على تلبية الطلب المتزايد.
ويظهر تواصل النمو في إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان أن البلاد باتت تمتلك قدرة أكبر على موازنة الطلب والفائض، ما ينعكس إيجابًا على الخطط الوطنية للتوسع في الطاقة المتجددة والغاز، إلى جانب تعزيز الكفاءة في منظومات التوزيع.
كما يدعم هذا التقدم جهود السلطنة في تحقيق تنويع حقيقي لمزيج الطاقة، عبر الاستثمار في المصادر الشمسية والرياح، بما يقلّل الاعتماد على الوقود التقليدي ويُسهم في استدامة النمو الاقتصادي.
وتشير المعطيات الحالية إلى استمرار توسع إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان خلال المدى المتوسط، خصوصًا مع دخول مشروعات جديدة حيز التشغيل، ما يعزز قدرة البلاد على دعم نمو القطاعات الصناعية والخدمية، ويمكّنها من تلبية احتياجات المستهلكين بكفاءة أعلى.
وقد أسهمت هذه التطورات في رفع جاهزية الشبكة وتحسين الجودة، إلى جانب توفير بيئة استثمارية أكثر جاذبية لقطاع الطاقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان خلال 2024
شهد عام 2024 تسجيل مستويات قوية في إنتاج الكهرباء بسلطنة عمان مدعومة بتنوع أكبر في مزيج التوليد، مع زيادة حصة الطاقة الشمسية وتراجع محدود في إسهام الغاز، رغم استمراره مصدرًا رئيسًا للإمدادات الوطنية.
وجاء هذا التحول نتيجة خطة حكومية تهدف إلى توسيع الطاقة النظيفة وتعزيز كفاءة المحطات، بما يتماشى مع رؤية سلطنة عمان للحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي في عام 2050.
وكشفت بيانات حديثة عن ارتفاع إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان إلى 49.1 تيراواط/ساعة خلال 2024، مقابل انخفاض الطلب إلى 43.32 تيراواط/ساعة، ما خلق فائضًا إنتاجيًا يعكس نجاح السياسات التنظيمية في تعزيز كفاءة التشغيل.
ويشير هذا الفائض إلى قدرة الشبكة على استيعاب الإنتاج من المحطات الحديثة، بالإضافة إلى مرونة أكبر في إدارة الأحمال الكهربائية، مع توقعات باستمرار هذا الاتجاه خلال السنوات المقبلة.
كما يبرز هذا التباين بين الإنتاج والطلب تغيّرًا مهمًا في إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان، خاصة أن استهلاك الفرد تراجع إلى 8.2 ميغاواط/ساعة، وهو أدنى مستوى منذ 2017، ما يشير إلى تحسّن كفاءة الاستهلاك وتوسع برامج الترشيد.
كما يعكس هذا التراجع نجاح المبادرات التي تستهدف تخفيف الأحمال خلال أوقات الذروة وتحديث تقنيات العدادات الذكية التي تُسهم في إدارة الاستهلاك بصورة أفضل.
ورغم التراجع النسبي، فقد حافظ الغاز الطبيعي على مكانته في مزيج الكهرباء بنسبة 91%، وهو أدنى مستوى منذ 2006، مع تسجيل إنتاج غازي يقارب 44.8 تيراواط/ساعة، مقابل ارتفاع متواصل في إسهامات الطاقة المتجددة بنسبة 4.20%.
وتؤكد هذه التركيبة الدور المركزي للغاز في منظومة التوليد، إلى جانب التحول المتدرج نحو مصادر أنظف، فيما زاد إنتاج الطاقة المتجددة إلى 2.4 تيراواط/ساعة، منها 2.3 تيراواط/ساعة من الطاقة الشمسية و0.1 من طاقة الرياح.
وفي الوقت نفسه، بلغت حصة الوقود الأحفوري غير الغازي 2.75%، ما يعكس استمرار التنويع في إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان ودعم خطط تحديث الشبكة.
موضوعات متعلقة..
- مزيج الكهرباء في سلطنة عمان خلال 2024.. حصة الغاز تهبط إلى أقل مستوى منذ 2006
- الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.. ماذا تحقق خلال 2024؟
اقرأ أيضًا..
- دول عربية لن يُسمح لها بالطاقة النووية.. ودور إستراتيجي للسعودية (تقرير)
- تقنية تخفض تكلفة تخزين الهيدروجين إلى 3.80 دولارًا للكيلوغرام
- احتياطيات النفط والغاز في الإمارات 2025 تشهد قفزة ضخمة.. بالأرقام
المصدر..
