3 خيارات لتسريع نشر الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

- أوكرانيا بحاجة إلى إضافة 4 غيغاواط من الطاقة الشمسية الموزعة سنويًا بحلول 2030
- البلاد بحاجة إلى 5.6 غيغاواط من أنظمة تخزين الكهرباء بحلول 2030
- التوسع في هذه الحلول ضروري لتعزيز أمن الطاقة ضد الهجمات الروسية
- السياسات الحالية قد لا تكون كافية لتحقيق هدف 24 غيغاواط بحلول 2030
تضمن الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا تعزيز أمن الإمدادات ومرونة الشبكة، وسط التحديات الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية الممتدة من 24 فبراير/شباط (2022).
ويشير أحدث تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- إلى ضرورة إضافة نحو 4 غيغاواط سنويًا من الطاقة الشمسية الموزعة حتى 2030، ليتجاوز إجمالي القدرة إلى 24 غيغاواط، إلى جانب 5.6 غيغاواط من أنظمة تخزين الكهرباء، بمعدل 0.9 غيغاواط سنويًا.
فقد شهدت الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا نموًا سريعًا منذ عام 2019، ولم يتراجع هذا الاهتمام رغم تزايد الهجمات على البنية التحتية وتكرار الانقطاعات.
ودعمت الحكومة والشركاء الدوليون القطاع بمجموعة من الحوافز المالية، أبرزها قروض دون فوائد تصل إلى 10 آلاف يورو (12 ألف دولار) لمدة 10 سنوات، وإعفاءات من ضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية على الأنظمة الشمسية والبطاريات.
وفي ضوء التحديات التي تواجه القطاع، حدّد التقرير 3 خيارات متعلقة بالسياسات لتسريع نشر الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا، وبناء نظام كهرباء لا مركزي، إلى جانب تحقيق أهداف خطة الطاقة والمناخ الوطنية.
والطاقة الشمسية الموزعة تعني مشروعات توليد الكهرباء للاستعمال السكني والتجاري والصناعي خارج الشبكة، وتكون محطات صغيرة الحجم وقريبة من المستهلكين.
قطاع الطاقة الشمسية في أوكرانيا
قبل الحرب الروسية الأوكرانية، تجاوزت قدرة الطاقة الشمسية المركبة في أوكرانيا 9 غيغاواط، أغلبها موزعة، بينما شهدت المحطات على نطاق المرافق نموًا سريعًا بين 2018 و2020.
وبعد الحرب، خسرت البلاد نحو 1 غيغاواط من الطاقة الشمسية، إضافة إلى 1.3 غيغاواط من طاقة الرياح و1.5 غيغاواط من الطاقة الكهرومائية، وأسفر ذلك عن انخفاض إجمالي إنتاج الكهرباء المتجددة بنحو 4 تيراواط/ساعة بين عامي 2021 و2022.
ورغم ذلك، بقيت الطاقة الشمسية المحرك الرئيس لتوسُّع قطاع الطاقة المتجددة خلال 2024، حيث أضافت البلاد نحو 300 ميغاواط، وقرابة 20 ميغاواط من طاقة الرياح البرية.
غير أن أهداف الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا بحلول 2030 تتطلب مضاعفة القدرة المركبة 4 مرات عن تقديرات 2024 البالغة 7 غيغاواط.
وفي ظل استمرار الهجمات على البنية التحتية، تظل المحطات على نطاق المرافق، سواء التقليدية أو المتجددة، أهدافًا سهلة بسبب حجمها وموقعها.
ومن هذا المنطلق، تتمتع الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا بمجموعة من المزايا:
- إمكان تركيبها خلال شهرين تقريبًا، مقارنة بسنة واحدة لمحطات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق أو 2-3 سنوات لمحطات الرياح.
- القرب من مراكز الطلب يقلل الحاجة لشبكات نقل جديدة أو صيانة معقّدة، ما يخفض التكاليف ويختصر الوقت اللازم لتوفير الكهرباء للشبكة.
- الحدّ من نقاط الضعف التي تواجه المحطات على نطاق المرافق، حيث يصعب استهدافها، كما أنها أسهل وأسرع في الصيانة، وأقل اعتمادًا على كفاءة الشبكة العامة.

تحديات مشروعات الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا
رغم أن برامج الطاقة المتجددة -ومن بينها الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا- جذبت استثمارات ضخمة، فإن تنفيذ البرامج كشف تحديات مالية كبيرة.
فعلى سبيل المثال: أدى برنامج التعرفة الخضراء إلى طفرة في قدرات الطاقة المتجددة، لكنه واجه مشكلات مع عدم حصول المطورين على مستحقاتهم بسبب صعوبات مالية لدى المشترين.
وأدى ذلك إلى خفض التعرفة بنسبة 15% في 2020، وما يزال مشغّل نظام النقل "أوكرينيرغو" مديونًا للمشتري المضمون -وسيط بين منتجي الكهرباء من المصادر المتجددة ومشتري هذه الكهرباء- بنحو 335 مليون يورو (391 مليون دولار) للمدة من 2022 إلى 2025، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
(اليورو = 1.17 دولارًا أميركيًا).
وزادت الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية من الإقبال على الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا، إذ يسعى المستهلكون لإنتاج جزء من احتياجاتهم بأنفسهم، غير أن التحديات الحالية تحدّ من انتشار هذه التقنيات.
كما تحدّ الديون من رغبة المستثمرين على المشاركة، وهو ما ظهر جليًا في مزاد تجريبي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول (2024)، عندما لم تُقدِّم أيّ عروض.

خيارات لتعزيز الطاقة الشمسية الموزعة في أوكرانيا
تشير التقديرات إلى أن السياسات الحالية قد تضيف نحو 3.1 غيغاواط من الطاقة الشمسية الموزعة و1.4 غيغاواط من أنظمة تخزين الكهرباء بحلول 2030، مقابل إنفاق حكومي يُقدر بـ1.4 مليار يورو، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
لذا تحتاج الحكومة إلى سياسات إضافية لتحقيق أهدافها، أبرزها:
- النمو السريع والقوي:
يقترح هذا الخيار تقديم منح استثمارية تغطي 60% من تكاليف تركيب الطاقة الشمسية الموزعة وأنظمة التخزين، بالإضافة إلى تعرفة ثابتة لبيع الكهرباء بالكامل إلى الدولة أو مزود الطاقة، ويمكن لهذا الخيار أن يحقق أهداف 2030، لكنه قد يكلف الحكومة نحو 17.5 مليار يورو.
- تحسين السياسات الحالية:
يركّز هذا الخيار على تحسين السياسات والحوافز الحالية من خلال تسهيل الوصول للقروض والإجراءات الإدارية، وتقديم دعم إضافي بعد 2030 عبر تعرفة جديدة لمشروعات الطاقة الشمسية الموزعة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تركيب نحو 18 غيغاواط من الطاقة الشمسية و5.6 غيغاواط من أنظمة التخزين بحلول 2030، بتكلفة تقريبية 16.1 مليار يورو.
- خطة طويلة الأجل داعمة للنظام:
يقترح هذا الخيار برنامج استهلاك ذاتي بالوقت الفعلي/ساعة، وتقديم حافز لتغطية 25% من تكلفة بطاريات التخزين، ورغم كونه الأقل تكلفة (1.9 مليار يورو)، فإنه يوفر الحدّ الأدنى من التوسع المتوقع: 7 غيغاواط من الطاقة الشمسية و3 غيغاواط من أنظمة التخزين.
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن النفط والغاز في أوروبا ينتعش.. القارة لم تفق من صدمة حرب أوكرانيا
- قطاع الطاقة في أوكرانيا ما زال هشًا مع دخول الشتاء.. والرهان على الغاز (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لسعة الطاقة الشمسية العاملة.. هيمنة عربية (تقرير)
- استثمارات شبكات الكهرباء العالمية تتجاوز 360 مليار دولار.. وهذا المطلوب بحلول 2030
- الطاقة المتجددة في الآسيان.. 3 دول قد تتحول لمراكز استثمارية (تقرير)
المصدر:





