مشروع احتجاز كربون وتخزينه على شفا الانهيار.. ضربة موجعة للحكومة البريطانية
محمد عبد السند
- تعثر مشروع احتجاز كربون بعد انسحاب داعمه الرئيس
- انهيار المشروع يهدّد آلاف الوظائف
- المشروع كان يستهدف احتجاز الكربون من الصناعات الثقيلة
- كان من المخطط بناء المشروع في محطة سانت فيرغوس للغاز في أبيردينشاير
يواجه مشروع احتجاز كربون وتخزينه رائد في بحر الشمال حالة عدم يقين متزايدة؛ ما يُعد انتكاسة لجهود إزالة الانبعاثات وأهداف الحياد الكربوني.
وصار مشروع احتجاز الكربون وتخزينه أكورن في إسكتلندا في مهب الرياح، بعدما فقد داعمًا رئيسًا له ممثلًا في شركة ستوريغا (Storegga) التي أعلنت خططًا لبيع حصتها في المشروع، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المرجح أن يؤدي قرار "ستوريغا" بشأن المشروع الذي كان من المخطط تطويره في موقع محطة غاز سانت فيرغوس (St Fergus) الواقعة في أبيردينشاير، إلى شطب نحو 18 ألف وظيفة في بحر الشمال.
ويأتي إعلان الشركة بعد أيام قلائل من تأكيد شركة "ناشيونال غاز" المنوط بها بناء خطوط أنابيب لتغذية ثاني أكسيد الكربون إلى "سانت فيرغوس"، عدم الإفراج عن أي من المبلغ الذي تعهدت به الحكومة البريطانية لصالح المشروع والبالغة قيمته 200 مليون جنيه إسترليني (266 مليون دولار).
*(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا)
التحول الأخضر في خطر
يمثّل الانهيار المحتمل لمشروع احتجاز الكربون وتخزينه بعد تخارج الشركة الداعمة له منه، أنباء سيئة لجهود التحول الأخضر في إسكتلندا، وفق ما أوردته صحيفة "تيليغراف".
ويستهدف مشروع احتجاز الكربون وتخزينه أكورن (Acorn) الواقع شمال شرق إسكتلندا احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلق من الصناعات الثقيلة، ثم دفنه أسفل بحر الشمال.
غير أن شركة "ستوريغا" قالت إن لديها خططًا لبيع حصتها في المشروع، لتوجه ضربة موجعة إلى جهود الحياد الكربوني التي يقودها وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند.
وكان مشروع احتجاز الكربون وتخزينه قد نجح في حشد الدعم السياسي له بعدما قدمت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز خطةً لتمويل المشروع قيمتها 200 مليون إسترليني في تقرير مراجعة الإنفاق الخاصة بها في شهر يوليو/تموز الماضي.
وزار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يرافقه ميليباند وريفز محطة سانت فيرغوس للغاز الواقع فيها مشروع أكورن، لدعم السياسات الخضراء التي ينتهجها حزب العمال الحاكم.
وأوضحت "ستوريغا" أنها ستبيع حصتها في مشروع أكورن في أعقاب مراجعةٍ إستراتيجية لأعمالها ومتطلبات رأس المال وهيكلها المستقبلي.
وتابعت: "في إطار هذا فإننا نحرز تقدمًا في عملية بيع منظمة لمحفظة الأصول التابعة لنا، بما في ذلك بيع حصتنا في مشروع احتجاز الكربون وتخزينه أكورن".
واستطردت: "مع اقتراب المشروع من المرحلة التي تتطلّب رؤوس أموال ضخمة، ومع تأكيد الحكومتَيْن البريطانية والإسكتلندية أهمية تسليم المشروع نفسه في الوقت المناسب، فإننا خلصنا إلى حقيقة مؤداها أن المالك الجديد للمشروع على المدى الطويل سيكون مؤهلًا أكثر للانطلاق به إلى الأمام".
يُشار إلى أن شركة "ستوريغا" مملوكة لمجموعة من المستثمرين العالميين، أبرزهم صندوق الثورة السيادية السنغافوري جي آي سي (GIC)، وشركات ماكواري (Macquarie) للخدمات المالية، وأدنوك الإماراتية، وإم أند جي (M&G)، وميتسوي (Mitsui)، وسنام (Snam).

دعم شل يتقلّص
يلقى مشروع "أكورن" كذلك دعمًا من قِبل شركتي شل متعددة الجنسيات وهاربور إنرجي (Harbour Energy)، اللتَين قررتا مؤخرًا تقليل عملياتهما في المياه البريطانية.
فقد أعلنت شل هذا الأسبوع بيع أصولها البحرية كافّة تقريبًا في المملكة المتحدة إلى شركة أدورا (Adura)، في حين أعلنت "هاربور" عمليات شطب إضافية في الوظائف بنحو 100 وظيفة، ليصل إجمالي الوظائف المشطوبة إلى 700 في 3 سنوات.
وتأتي خطوة "ستوريغا" بشأن سحب دعمها لمشروع "أكورن" في أعقاب رفض وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز الأسبوع الماضي خفض ما يُطلَق عليه ضرائب الأرباح التي رفعت الضرائب المفروضة على أرباح شركات النفط والغاز إلى 78%.
وما يزال مستقبل مشاركة كل من شل و"هاربور" في مشروع أكورن يغلفه عدم اليقين.
فقد قالت شل إنها كانت تنتظر مشترين محتملين لحصة "ستوريغا" في المشروع، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أوائل الأسبوع الحالي نقلت الشركة أصولها البحرية كافّة تقريبًا في المملكة المتحدة إلى شركة "أدورا"، غير أن مشروع أكورن ما يزال جزءًا من أصول شل.
وتُعد "هاربور إنرجي" شريكًا رئيسًا في مشروع فايكينغ (Viking) لاحتجاز الكربون وتخزينه الواقع على نهر همبر بالإضافة إلى مشروع "أكورن".
وسبق أن حذرت الشركة من أنها قد تتخارج من المشروعَين، نظرًا إلى أن ضريبة الأرباح تجبرها على خفض قوتها العاملة.

هدف أكورن
استهدف مشرع احتجاز الكربون وتخزينه "أكورن" بناء البنية التحتية اللازمة لجمع غاز ثاني أكسيد الكربون من الصناعات الثقيلة المتبقية، بما في ذلك محطات الطاقة ومصانع إنتاج المواد الكيميائية.
واشتمل هذا في بادئ الأمر على جمع غاز ثاني أكسيد الكربون من محطة سانت فيرغوس للغاز التي لديها القدرة على معالجة ما يصل إلى نصف إنتاج الغاز البحري في المملكة المتحدة.
كما استهدف المشروع التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من مصانع إنتاج المواد الكيميائية في مدينة غرانغماوث، مع وجود أنابيب تتصل بمزيد من الصناعات الثقيلة في الحزام الأوسط في إسكتلندا.
ثم يُضغَط الغاز المهدَر لاحقًا ويتحول إلى سائل تمهيدًا لدفنه في تكوينات صخرية أسفل قاع البحر.
موضوعات متعلقة..
- احتجاز الكربون وتخزينه في بريطانيا.. 4 مشروعات بحرية تحظى بدعم حكومي
- أول مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه بحريًا في الصين.. نقلة لصناعة النفط
- سعة احتجاز الكربون وتخزينه ترتفع إلى 51 مليون طن بنهاية الربع الأول
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: إنتاج النفط الأميركي يشهد مبالغات.. وهذه حقيقة خوف "لوك أويل" من ترمب
- أسطول الظل يجدد دماءه بناقلات نفط مستعملة.. ويتحدى العقوبات الغربية (تقرير)
- موعد حفر أول بئر استكشافية بالمياه العميقة في ليبيا
المصدر:
تعثر مشروع احتجاز كربون وتخزينه في إسكتلندا، من تيليغراف..





