رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في المغرب تدعم رفع مساهمة تحلية مياه البحر لـ60%

دينا قدري

تحتفظ الطاقة المتجددة في المغرب بدور رائد لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات، ومواجهة تداعيات تغير المناخ، وفي مقدّمتها الجفاف الذي ظلّت تعاني منه المملكة منذ 7 سنوات.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، صرّح وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة بأن بلاده تُخطط لتوفير 60% من مياه الشرب من مياه البحر المُعالجة بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 25%.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تُسرّع فيه الرباط الاستثمار بمحطات تحلية المياه التي تعمل بالطاقة المتجددة.

ويُعدّ هذا التوجه بالغ الأهمية لضمان إمدادات مُستقرة من المياه، وتعزيز مكانة المغرب بوصفه مُنتجًا ومُصدّرًا رئيسًا للمنتجات الطازجة في ظلّ تغيّر المناخ.

خطة تحلية المياه في المغرب

صرّح وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة اليوم الخميس (4 ديسمبر/كانون الأول 2025)، على هامش المؤتمر العالمي للمياه في مراكش، بأنّ بلاده تُخطط لإنتاج 1.7 مليار متر مكعب من المياه المُحلاة سنويًا بحلول عام 2030، من مشروعات قيد الإنشاء ومحطات ستُطرح مناقصات لها بدءًا من العام المقبل (2026).

وستقع أكبر محطة -باستثمارات مخطط لها تبلغ نحو 10 مليارات درهم (مليار دولار) - بالقرب من تزنيت، على بُعد 615 كيلومترًا (382 ميلًا) جنوب العاصمة الرباط، بقدرة إنتاجية ستبلغ 350 مليون متر مكعب، بحسب ما أكده الوزير.

وأضاف بركة: "الدراسات جارية في إطار الاستعدادات لمناقصة المحطة، التي ستُعلن بحلول منتصف العام المقبل".

كما قال: "إلى جانب مدينتي الناظور وطنجة الشماليتين، من المقرر -أيضًا- إنشاء محطات في الرباط بالشراكة مع مجموعة فيوليا الفرنسية (Veolia)، وكذلك في طانطان، حيث تدرس الحكومة بناء ميناء مخصص لصادرات الهيدروجين الأخضر والأمونيا".

ويشغّل المغرب حاليًا 17 محطة لتحلية المياه تُنتج 345 مليون متر مكعب سنويًا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وهناك 4 محطات تحلية مياه إضافية قيد الإنشاء بسعة إجمالية تبلغ 540 مليون متر مكعب، ومن المقرر أن تكون جاهزة بحلول عام 2027، بما في ذلك محطة رئيسة في الدار البيضاء، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد.

محطة تحلية مياه في المغرب
محطة تحلية مياه في المغرب - الصورة من وكالة رويترز

وأكد بركة أن "جميع محطات تحلية المياه الجديدة ستعتمد على الطاقة المتجددة".

كما واجه المغرب ارتفاعًا في درجات الحرارة أدى إلى تفاقم مشكلة التبخر في السدود؛ ما دفع البلاد إلى تركيب ألواح شمسية عائمة على سد قرب طنجة للحدّ من التبخر، الذي يتسبب في فقدان 30% من المياه السطحية في البلاد، وفقًا للوزير.

وفي هذا الصدد، قال بركة: "ستُوسّع التجربة لتشمل السدود في الجنوب والمناطق الجبلية".

تقدُّم الطاقة المتجددة في المغرب

من جانبها، أكدت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالمياه، ريتنو مارسودي، أن المغرب يُرسِّخ مكانته بوصفه نموذجًا يُحتذى به في مجال تحلية مياه البحر وتعزيز الطاقة المتجددة.

وفي تصريح صحفي عقب محادثاتها مع وزير التجهيز والماء نزار بركة، على هامش المؤتمر العالمي الـ19 للمياه، أشادت مارسودي بالنموذج المغربي القائم على استعمال الطاقات المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وبالتقدم المُحرَز في مجال تحلية مياه البحر.

وتعليقًا على توفير 60% من مياه الشرب في المغرب من تحلية المياه بحلول عام 2030، مقارنةً بنسبة 30% في عام 2025، أكدت المبعوثة الأممية أن هذا التقدم السريع يعتمد إلى حدّ كبير على الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وهي نقطة أثارت اهتمامًا كبيرًا خلال المناقشات.

وأشارت مارسودي إلى أن تجربة المغرب تُقدِّم "مثالًا قيّمًا" يُحتذى به مع الدول الأخرى التي تواجه التحديات نفسها، مُهنّئةً المملكة على جهودها والتقدم الملحوظ الذي أحرزته في مجال الإدارة المستدامة للموارد المائية، بحسب ما نقلته منصة "هسبريس" (Hespress).

يُعقَد المؤتمر العالمي الـ19 للمياه، برعاية الملك محمد السادس، وتُنظّمه كلٌّ من وزارة التجهيز والماء والرابطة الدولية للموارد المائية (IWRA) حتى 5 ديسمبر/كانون الأول، وهو فرصة لاستكشاف حلول وإستراتيجيات ونهج مُبتكرة للتكيف مع موارد المياه في عالمٍ دائم التغير.

ويُعقَد هذا الحدث تحت شعار "الماء في عالمٍ مُتغير: الابتكار والتكيف"، ويُوفر منصةً للخبراء والممارسين والباحثين وصانعي السياسات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لتبادل المعرفة وتقديم البحوث المُبتكرة وإقامة الشراكات وتطوير حلول ملموسة مُشتركة، لمواجهة التحديات المُعقّدة لحوكمة المياه العالمية وأمنها واستدامتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. دور الطاقة المتجددة في المغرب لتحلية المياه، من وكالة رويترز
  2. إشادة مسؤولة أممية بتقدم الطاقة المتجددة في المغرب، من منصة هسبريس
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق