رئيسيةتقارير الغازغاز

إنتاج الغاز في أفريقيا.. دول جنوب الصحراء تقود طفرة النمو بحلول 2035

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • نيجيريا تنتج حاليًا أكثر من نصف الغاز التجاري في المنطقة
  • غاز دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أصبح بشكل متزايد غازًا غير مصاحب أو "جافًا"
  • الغاز غير المصاحب يُعدّ أكثر تكلفة لكل مليون وحدة حرارية بريطانية
  • منتجو الغاز المسال في غرب وجنوب غرب أفريقيا قريبون من أسواق المحيطَين الأطلسي والهندي

من المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز في أفريقيا بنسبة 60% بحلول عام 2050، وسيكون هذا الوقود عنصرًا محوريًا في مستقبل الطاقة في أفريقيا، إذ يتمتع بفرص نمو فريدة على الرغم من التوجّه نحو فائض إمدادات الغاز المسال في دورة الغاز العالمية.

ويُعدّ الغاز الوقود الأحفوري الوحيد المتوقع أن يزيد حصّته من الطلب العالمي على الكهرباء الأساسية، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ونتيجة تراجع هيمنة شمال أفريقيا على القطاع، يتوقع تقرير "غرفة الطاقة الأفريقية" أن تقود دول أفريقيا جنوب الصحراء طفرة إنتاج الغاز في أفريقيا، إذ تمتلك المنطقة أكثر من 70% من الموارد القابلة للاستخراج المتبقية في القارة.

وتُعدّ إيرادات التصدير والاستعمال المحلي السبيلين اللذين ستسلكهما أفريقيا للاستفادة من المزايا التحويلية التي يوفرها الغاز، إلّا أن تحقيق ذلك يعتمد على النجاح في تجاوز فجوات البنية التحتية، والنزاعات السعرية، والانتقال من الغاز المصاحب إلى الغاز غير المصاحب.

3 دول عربية

يُنتج ثلثا إنتاج الغاز في أفريقيا في 3 دول عربية بشمال القارة، إذ تحتلّ الجزائر ومصر وليبيا المراكز الأولى بصفتها دولًا منتجة رائدة ذات نفاذ عالٍ للغاز في مزيج الطاقة لديها.

ومن المتوقع أن تنخفض حصة شمال أفريقيا من إجمالي إنتاج الغاز في أفريقيا إلى أقل من 40% بحلول عام 2035، مع تسارع إنتاج المنتجين الإقليميين الآخرين.

وعلى الرغم من أن إنتاج دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يُمثّل حاليًا الثلث المتبقي من إجمالي إنتاج الغاز في أفريقيا، فإنها ستُهيمن على النمو المستقبلي.

حقل الغاز الطبيعي عين أمناس في المنطقة الوسطى الشرقية بالجزائر
حقل الغاز الطبيعي عين أمناس في المنطقة الوسطى الشرقية بالجزائر – الصورة من أسوشيتد برس

ومع إطلاق مبادرة "عقد الغاز" الحكومية في عام 2021 لتطوير موارد الغاز والمساعدة في التحول إلى طاقة أنظف، من المرجّح أن تقود نيجيريا هذا التوسع، إذ تنتج حاليًا أكثر من نصف الغاز التجاري في المنطقة.

ومن المقرر أن تحذو حذوها دول منتجة ناشئة مثل موزمبيق وتنزانيا والسنغال وموريتانيا وأنغولا، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع كورال سول في موزمبيق، ومشروع تورتو أحميم في السنغال وموريتانيا، ومشروع الكونغو للغاز المسال، قد أضافت جميعها مصادر تصدير جديدة منذ عام 2022.

الطلب على الغاز في أفريقيا

يتوقع تقرير غرفة الطاقة الأفريقية "توقعات 2026" أن يرتفع إجمالي الطلب على الغاز في أفريقيا باطّراد من نحو 55 مليار متر مكعب سنويًا في عام 2020 إلى أكثر من 90 مليار متر مكعب بحلول عام 2050.

ومن المتوقع أن تقود قطاعات الطاقة السكنية والصناعية وغيرها هذا النمو، ومع امتلاك دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لأكثر من 400 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز القابلة للاستخراج، التي تُمثّل 70% من إجمالي احتياطيات القارة، فإن المنطقة مهيّأة لتلبية هذا الطلب.

وعلى عكس أسواق شمال أفريقيا الناضجة والمرتبطة بخطوط الأنابيب، فإن غاز دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أصبح بشكل متزايد غازًا غير مصاحب أو "جافًا"، أي إنه لا يوجد إلى جانب النفط الخام في الاحتياطيات.

ومع أن الغاز غير المصاحب يُعدّ أكثر تكلفة لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فإن عدم دعمه المتبادل بالنفط يُحرّره أساسًا من القيود التشغيلية والتسعيرية للمشروعات التي تركّز على النفط، ما يجعل الغاز متاحًا لمسارات محلية أو إقليمية أو تصديرية جديدة لتحقيق الربح.

سفينة كورال سول للغاز المسال قبالة سواحل موزمبيق
سفينة كورال سول للغاز المسال قبالة سواحل موزمبيق - المصدر: إيني

تطوير الغاز في أفريقيا

يمكن لتطوير الغاز في أفريقيا أن يُحدث تحولًا في اقتصادات الحكومات المضيفة من خلال قناتين رئيستين: الصادرات وخلق القيمة داخل الدولة.

الصادرات: في العام الماضي، زوّدت أفريقيا 34.7 مليون طن متري من الغاز المسال (8.5% من المعروض العالمي).

وبلغت أحجام دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عام 2024 نحو 26.9 مليون طن متري، منها 60% موجهة إلى آسيا و25% إلى أوروبا.

وبإضافة تنزانيا إلى قائمة الدول المصدرة، يتوقع تقرير التوقعات لعام 2026 مضاعفة إمدادات دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 4 مرات بحلول عام 2050.

ونظرًا لقرب منتجي الغاز المسال في غرب وجنوب غرب أفريقيا من أسواق المحيطين الأطلسي والهندي، يمكن للمنتجين في هذه المناطق تحديدًا العمل مورّدين متأرجحين، مستفيدين من تقلبات أسعار الغاز المسال الفورية في أوروبا وآسيا أو انقطاعات المعروض العالمي.

وفي الحالات التي يكون فيها لمشروعات تصدير الغاز التزامات بالسوق المحلية، مثلما هو الحال في نيجيريا والسنغال وموريتانيا وأنغولا والكاميرون، فإن نمو الصادرات يزيد من إمدادات الغاز للاستعمال المحلي.

على سبيل المثال، لدى السنغال خطط لتحقيق 3 غيغاواط من الكهرباء المولّدة بالغاز بحلول عام 2050، التي تغذّيها إلى حدّ كبير شركات إدارة الوجهات من مشروع "تورتو أحميم" للغاز المسال ومشروع "ياكار-تيرانغا" للغاز المسال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق