طاقة الرياح البحرية في أميركا حاسمة لموثوقية الشبكة رغم اعتراضات ترمب
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

- طاقة الرياح البحرية تدعم موثوقية الشبكة وسط توقعات نمو الطلب على الكهرباء.
- الاعتماد على مزيج من الغاز والطاقة الشمسية والرياح البرية ليس كافيًا لسد الفجوات.
- التأخير في ربط مصادر جديدة بالشبكة قد يؤدي إلى تراجع الموثوقية.
- حصة الولايات المتحدة من إجمالي سعة الرياح البحرية قد ترتفع 3% بحلول 2030.
رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تعرقل نمو قطاع طاقة الرياح البحرية في أميركا؛ فإن المؤشرات تُظهر أن تجاهل هذه المشروعات قد يؤدي إلى مخاطر حقيقية تؤثر في أمن الطاقة وارتفاع التكاليف.
وتوضح المعطيات الحديثة أن الاعتماد على مزيج من الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية والرياح البرية قد لا يكفي لسدّ الفجوات الموسمية المتزايدة.
ووفق تقرير حديث صادر عن شركة الاستشارات "تشارلز ريفر أسوشيتس"، واطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، تتسم طاقة الرياح البحرية في أميركا بالقدرة على تعزيز موثوقية الشبكة مع تنامي الأحمال وقيود البنية التحتية، خاصة في الشتاء والليل وفي المناطق الساحلية.
وحاليًا، تشهد الولايات المتحدة نموًا في الطلب على الكهرباء بعد ركود دام 14 عامًا، وسجّل العام الماضي خامس أعلى مستوى لنمو الطلب خلال القرن الحالي.
ومن المتوقع ارتفاع استهلاك الكهرباء في البلاد خلال عام 2025 ليصل إلى 4.205 تريليون كيلوواط/ساعة، وقد يرتفع إلى 4.252 تريليون كيلوواط/ساعة العام المقبل، مقابل 4.097 تريليونًا في 2024.
نمو الطلب على الكهرباء في أميركا والتحديات المصاحبة
تشير التوقعات إلى نمو الطلب على الكهرباء في أميركا خلال العقود المقبلة نتيجة تسارع تطوير مراكز البيانات، ونمو التصنيع المحلي، والكهربة.
وحذر تقرير شركة الاستشارات "تشارلز ريفر أسوشيتس" من أن أي تأخير في ربط مصادر توليد جديدة بالشبكة قد يهدد:
- موثوقية الشبكة.
- القدرة على تلبية نمو الطلب.
- الأمن القومي، والصحة العامة، إلى جانب القدرة التنافسية وحياة المواطنين.
وفي المقابل؛ فإن تأخير نمو الأحمال يعني عرقلة بناء البنية التحتية الرقمية التي تحتاج إليها أميركا لتتصدر سباق الذكاء الاصطناعي، وإجهاض مزايا التصنيع المحلي في القطاعات الإستراتيجية، وفي مقدمتها صناعة الرقائق الإلكترونية.
وحاليًا، بات من الصعب التعويل على مصدر واحد لضمان موثوقية الشبكة؛ فالغاز الطبيعي، رغم أهميته، يواجه قوائم انتظار طويلة لشراء التوربينات تمتد لسنوات، وعقبات الترخيص، وشبكات غاز لا تستوعب المزيد من الإمدادات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتتطلّب طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية مساحات شاسعة من الأراضي وتوسعات في خطوط النقل، ولا تزال حلول التخزين رهنًا بالقدرة الإنتاجية للمحطات لشحنها.
وتاريخيًا، كانت ذروة الطلب على الكهرباء تحدث خلال أشهر الصيف، لكن كهربة قطاع التدفئة تحوّل هذه الذروة إلى الشتاء.
وبحسب التقرير، يتزامن أفضل أداء لطاقة الرياح البحرية عندما تكون الشبكة تحت ضغط كبير، أي خلال أوقات الصباح والمساء في فصل الشتاء.

إمكانات طاقة الرياح البحرية في أميركا
تبرز طاقة الرياح البحرية في أميركا عنصرًا مهمًا بمزيج الكهرباء، رغم العقبات اللوجستية، مثل الضغوط التي تواجه سلاسل التوريد وإجراءات التصاريح المعقدة، وحرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي شنها منذ توليه سدة الحكم؛0 حيث وصفها بأنها "تقنية غير فاعلة وتشوه المنظر العام".
وحاليًا، وصل العديد من المشروعات مراحل متقدمة من التطوير والجاهزية للتنفيذ، ليعزز دور الرياح البحرية على المديين القريب والمتوسط.
وشهدت مشروعات طاقة الرياح البحرية في أميركا قيد التطوير نموًا نسبته 53% بين 2023 و2024، ليصل إجمالي السعة إلى 80.5 غيغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير التوقعات إلى أن حصة الولايات المتحدة من إجمالي السعة المركبة عالميًا بحلول 2030 ستصل إلى 3%، كما يوضح الرسم التالي:

على الصعيد نفسه، حدّد التقرير مجموعة من المزايا التي تتمتع بها مشروعات الرياح البحرية؛ أبرزها:
- التفوق بعوامل قدرة أعلى من الرياح البرية والطاقة الشمسية.
- توفير إنتاج أكثر استقرارًا مقارنة بالرياح البرية.
- التوافق مع أوقات الضغط المرتفع على الشبكة.
- توفير طاقة إضافية لشحن أنظمة التخزين.
وفي منطقة شبكة "بي جي إم" والأنظمة المستقلة في نيو إنغلاند (ISO-NE) تنافس قيمة السعة المعتمدة للرياح البحرية الموارد الحرارية والتخزين، بل تتجاوزها أحيانًا.
وقيمة السعة هي الجزء من قدرة محطة الكهرباء التي يمكن الاعتماد عليها فعليًا في وقت الحاجة، خصوصًا خلال الضغط على الشبكة.
بينما في مناطق مُشغّل النظام المستقل في كاليفورنيا (CAISO) ومشغل النظام المستقل في نيويورك (NYISO)، تحصد الرياح البحرية أعلى تصنيف بين الموارد المتجددة من حيث السعة المعتمدة، ومن المتوقع أن ينمو هذا الأداء مع تحسين طريقة احتساب السعة المعتمدة للمصادر المتجددة.
ومع تجاوز مشكلات التصاريح والتكاليف، يمكن للرياح البحرية أن توفر مسارًا إضافيًا لتلبية الطاقة والقدرة المعتمدة اللازمة لاستيعاب النمو الكبير في الأحمال على المدى القريب.
ويتميز نمط إنتاجها بتكامل قوي مع التقنيات الأخرى؛ إذ تنتج كهرباء أكبر خلال ساعات المساء والليل، لتغطي أوقات انخفاض إنتاج الطاقة الشمسية وأنظمة الغاز الطبيعي، كما توفر فائضًا بأسعار معقولة يمكن الاعتماد عليه لشحن البطاريات.
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح البحرية العائمة عالميًا تحرز تقدمًا قويًا خلال 12 شهرًا (تقرير)
- 27 دولة تقود سباق طاقة الرياح البحرية نحو مضاعفة السعة 3 مرات
اقرأ أيضًا..
- هل انبعاثات السيارات الكهربائية أقل من التقليدية؟.. دراسة تكشف مفارقة أول عامين
- اكتشافات الغاز في أفريقيا تمتد إلى 24 دولة.. وهذه خريطة الاحتياطيات
- أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. سيطرة عربية (إنفوغرافيك)
المصدر..





