رفع توقعات الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية بنسبة 36% (تقرير)
ليصل إلى 106 غيغاواط بحلول 2035
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

لم تكن توقعات الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية تحظى بهذا الزخم المتصاعد قبل عقد من الزمان، لكن التطورات المتسارعة خلال السنوات الأخيرة دفعت العديد من شركات الأبحاث والمؤسسات الفاعلة إلى مراجعة توقعاتها على المديين المتوسط والطويل.
في هذا السياق، توقّع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- وصول الطلب على الكهرباء بقطاع مراكز البيانات في الولايات المتحدة إلى 106 غيغاواط بحلول عام 2035.
وتزيد هذه التوقعات الصادرة عن شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس بنسبة 36% على تقديراتها السابقة بشأن الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية، والمنشورة قبل 7 أشهر فقط.
ويعكس معدل النمو الكبير المتوقع حجم التطورات المتسارعة في هذا القطاع كمًا وكيفًا، مع ارتفاع العدد واتجاه الخطط إلى إنشاء مراكز بيانات أكبر حجمًا.
وضمن 150 مشروعًا قيد التطوير رصدتها شركة الأبحاث عام 2024، كانت قدرة 37 مشروعًا منها (أي ما يعادل ربعها) تتجاوز 500 ميغاواط للمشروع الواحد، وهو ما يزيد على ضعف الأرقام المسجلة سابقًا.
تحديات الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات
في العام الماضي، بلغ الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية قرابة 37 غيغاواط، ومن المتوقع وصوله إلى 40 غيغاواط عام 2025، ثم إلى 76 غيغاواط بحلول عام 2030، قبل أن يقفز إلى 106 غيغاواط بحلول 2035، بحسب تقديرات شركة أبحاث بلومبرغ.
وتصطدم طفرة الطلب في مراكز البيانات بواقع الشبكات الأميركية التي تحتاج إلى توسعة كبيرة لمواكبة الطلب المتسارع في قطاع معروف بكثافة استهلاكه للطاقة، بحكم طبيعته التشغيلية التي تتطلب تيارًا مستقرًا على مدار الساعة.
فعلى سبيل المثال، تتوقع شركة الأبحاث أن تصل سعة مراكز البيانات في نطاق شركة بي جيه إم (PJM) أكبر مشغّل لشبكات الكهرباء الأميركية إلى 31 غيغاواط في عام 2030، ما قد يعرّضها لضغوط كبيرة في موازنة الأحمال.
بينما يُتوقع تعرُّض الشبكات بنطاق عمل مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس لضغوط أكبر لاستيعاب نمو الطلب في مراكز البيانات بعد عام 2028، فضلًا عن المدى الطويل.

إضافة إلى ذلك، تخشى شركات الكهرباء الأميركية من ارتفاع تكاليف الكهرباء على المستهلكين، إذا توسعت في مشروعات إضافة القدرات التوليدية على نطاق كبير.
وتوقّع تقرير حديث -صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي- أن يؤدي التوسع في مراكز البيانات بمنطقة بي جي إم (PJM) التي تضم 13 ولاية، إلى استمرار الضغط على شبكة الكهرباء في المنطقة، ورفع أسعار الكهرباء على المستهلكين بحلول 2027.
وتشير هذه الضغوط إلى لحظة تحول في شبكات الكهرباء الأميركية تحرّكها عوامل متضاربة، ما يجعلها في مأزق للموازنة بين استيعاب الأحمال القادمة من الذكاء الاصطناعي دون تقويض الموثوقية أو رفع تكاليف الكهرباء.
تحولات في جغرافية مراكز البيانات الأميركية
تتركز غالبية مراكز البيانات الأميركية في سوق شمال ولاية فيرجينيا -أكبر سوق عالمية لهذا القطاع-، وتضم شركات كبرى على رأسها أمازون، لكن هذه السوق اقتربت من التشبُّع، ما قد يؤدي إلى انتقال المشروعات الجديدة إلى جنوب وغرب ووسط الولاية.
كما تواصل مشروعات مراكز البيانات التوسع -حاليًا- داخل نطاق شبكة "بي جي إم" لتمتدّ رقعتها إلى ولايات أخرى، مثل أوهايو وماريلاند وجورجيا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتشكّل ولاية تكساس استثناءً من ذلك، حيث يحوِّل المطورون هناك مواقع تعدين العملات المشفرة السابقة إلى مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من قربها من المراكز السكانية ومسارات الألياف الضوئية.
وبصورة عامة، هناك 4 اتجاهات لتلبية الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية، الأول يميل إلى الطاقة النووية، والثاني للغاز، والثالث للطاقة الحرارية الأرضية، والأخير يركّز على الطاقة الشمسية والرياح مباشرة، مع دمجها بأنظمة تخزين البطاريات لمعالجة مشكلة التوليد المتقطع حسب ظروف الطقس.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات قد يتضاعف.. والذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
- ارتفاع أسعار الكهرباء في أميركا.. ومراكز البيانات تشعل فتيل الأزمة بحلول 2030
- تلبية الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات تحتاج إلى 170 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ كوب 31.. تركيا بين دبلوماسية الوساطة وتحديات تحول الطاقة (مقال)
- وزير الطاقة السعودي تعليقًا على قرار أوبك+: الأهم في تحديد مستويات إنتاج النفط
- مصر تخطط للاستحواذ على 8% من سوق الهيدروجين الأخضر عالميًا
- السيارات الكهربائية في النرويج.. 35 عامًا من الدعم بفضل عائدات النفط والغاز
المصدر:
توقعات الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية، من شركة أبحاث بلومبرغ





