استثمارات شبكات الكهرباء العالمية قد تتجاوز 470 مليار دولار لأول مرة
خلال العام الجاري
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تشير التوقعات إلى ارتفاع استثمارات شبكات الكهرباء العالمية بنسبة 16% هذا العام (2025)، بعد نمو بلغ 15% في العام السابق، ويُعزى ذلك إلى زيادة تكاليف المعدّات وتفاقم معدلات التضخم التي تثقل كاهل الشركات.
وأظهر تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الإنفاق على شبكات الكهرباء عالميًا قد يتجاوز حاجز 470 مليار دولار للمرة الأولى خلال العام الجاري.
وتوقَّع التقرير استمرار نمو استثمارات شبكات الكهرباء بعد 2025، لكن بوتيرة أبطأ، عند 10% في عامي 2026 و2027.
وتتصدر أميركا الاستثمارات، بما يعادل ربع إجمالي الإنفاق العالمي، تليها الصين، ثم الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وسبق أن كشفت شركة الأبحاث ضرورة إنفاق نحو 15.8 تريليون دولار في شبكات الكهرباء بين عامي 2025 و2050، حيث ستكون السيارات الكهربائية عاملًا رئيسًا في تحفيز هذه الاستثمارات.
مسار استثمارات شبكات الكهرباء حتى 2027
ترى شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس أن زيادة استثمارات شبكات الكهرباء باتت سمة ثابتة لتحقيق أهداف تحول الطاقة عالميًا.
ويرجع ذلك إلى الدور المحوري للشبكات في ربط مشروعات الطاقة المتجددة، وتحقيق أهداف الكهربة، وتلبية ارتفاع الطلب في مراكز البيانات والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وأوضح التقرير أن مشروعات الشبكات الجديدة تسهم في استمرار نمو الإنفاق، لكن ارتفاع أسعار المعدّات مع التضخم بدأ يؤثّر في حجم الإنفاق الكلّي.
وتلمّح هذه المعطيات إلى أن زيادة استثمارات شبكات الكهرباء لن تكون كافية لحلّ الاختناقات القائمة في البنية التحتية، ويهدّد ذلك بتأخير ربط قدرات التوليد الجديدة وتلبية الطلب في السنوات المقبلة.

وتفصيلًا، سينمو الاستثمار في شبكات النقل بمعدل يقارب ضعف نمو شبكات التوزيع خلال المدة من 2024 حتى 2027.
وتوقّع التقرير أن يصل معدل النمو السنوي المُركَّب إلى 16% للنقل، مقابل 9% للتوزيع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم أن الإنفاق الحالي على التوزيع ما زال أعلى، فإن هذا قد يتغير قبل نهاية العقد إذا استمر معدل النمو الحالي.
ويرتكز نمو استثمارات النقل على مشروعات محددة، منها إنشاء خطوط نقل طويلة المدى ومحطات فرعية جديدة، وتنفيذ مشروعات لنقل تيار الجهد العالي المستمر.
ومع ذلك، حدّد التقرير بعض القيود التي تواجه الشركات المعنية بالنقل والتوزيع وتحدّ من سرعة التنفيذ، منها:
- مشكلات سلاسل التوريد.
- نقص العمالة المتخصصة.
- تأخيرات في التراخيص والتصاريح.
خريطة استثمارات شبكات الكهرباء
تتصدر الولايات المتحدة استثمارات شبكات الكهرباء لعام 2025، حيث ستصل إلى 115 مليار دولار، أي ما يعادل ربع إجمالي الإنفاق العالمي.
تليها الصين والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بمساهمة تبلغ نحو 20% لكل منهما، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم ذلك، ما تزال قوائم انتظار ربط محطات التوليد الجديدة ضخمة داخل معظم الأسواق، حيث تواجه شبكات النقل طفرة في طلبات الربط من مستهلكين كبار، مثل مراكز البيانات والصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء.
وفي هذا السياق، قال رئيس قسم أبحاث الشبكات في بلومبرغ، بيتر وول، إن توسعة الشبكات تُمثّل تحديًا لتحقيق أهداف تحول الطاقة، إذ إن ارتفاع استثمارات شبكات الكهرباء لن يكون كافيًا لسدّ الفجوات القائمة.
وأضاف: "مع ارتفاع الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات والصناعات، يصبح تسريع نمو الشبكات ضرورة لضمان تلبية الطلب الجديد وربط قدرات التوليد لتأمين إمدادات موثوقة بعد أكثر من عقد من الركود".

تحديات تواجه استثمارات شبكات الكهرباء
على صعيد آخر، سلّط التقرير الضوء على أبرز اتجاهات تمويل هذه الاستثمارات، مشيرًا إلى استمرار اعتماد التمويل على أدوات الدين، لكن بعض الأسواق وصلت إلى مستويات اقتراض تتطلب ضخ رأس مال جديد للحفاظ على توازن الموارد المالية.
كما أن أغلب نفقات تشغيل الشبكة يتحمّلها المستهلكون دون تحقيق أرباح إضافية للشركات، ما يحدّ الحافز للاستثمار في التقنيات التي تعزز كفاءة الشبكة.
في المقابل، ينمو الاستثمار في التقنيات، مثل أنظمة التحكم المتقدمة في تدفّق الكهرباء، وبرمجيات الشبكات الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، رغم استمرار العقبات التي تجعل شركات المرافق تستفيد أكثر من استثماراتها التقليدية.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات شبكات الكهرباء العالمية تتجاوز 360 مليار دولار.. وهذا المطلوب بحلول 2030
- شبكات الكهرباء في الاتحاد الأوروبي تحتاج 560 مليار دولار بحلول 2040 (تقرير)
- استثمارات شبكات الكهرباء المطلوبة قد تتجاوز 15 تريليون دولار.. ما دور السيارات الكهربائية؟
اقرأ أيضًا..
- موارد النفط والغاز المتبقية في الشرق الأوسط.. تقرير يكشف عن حجم الثروات
- السيارات الكهربائية في النرويج.. 35 عامًا من الدعم بفضل عائدات النفط والغاز
- اكتشافات الغاز في أفريقيا تمتد إلى 24 دولة.. وهذه خريطة الاحتياطيات
المصدر:





