سلايدر الرئيسيةأخبار النفطنفط

العراق يطرح حقل غرب القرنة 2 للمنافسة أمام الشركات الأميركية

بعد أزمة لوك أويل الروسية

يشهد حقل غرب القرنة 2 في العراق تطورًا مهمًا بعد أزمة العقوبات التي ضربت شركة "لوك أويل" الروسية التي تتولى تشغيله وإدارته منذ نحو 3 عقود، إذ طرحت وزارة النفط الحقل للمنافسة المباشرة بين الشركات الأميركية العملاقة.

وتعدّ هذه الخطوة جزءًا مهمًا من نهج الشفافية الذي تتّبعه الوزارة، كما أنها ترفع مستوى التطوير في واحد من أهم أصول الإنتاج داخل البلاد، إذ يأتي هذا التحرك في إطار حرص الحكومة على ضمان استدامة الإنتاج وتعزيز موقع الدولة في الأسواق العالمية.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت الوزارة اليوم الإثنين 1 ديسمبر/كانون الأول 2025 دعوة الشركات الأميركية الكبرى للتنافس على تطوير حقل غرب القرنة 2، مؤكدةً أن منح امتياز الإدارة سيجري وفق أعلى معايير النزاهة المعتمدة لعمليات الإحالة النفطية.

ويتجه العراق إلى توسيع دائرة الشركات المؤهلة، بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في استقرار تدفقات النفط إلى الأسواق العالمية، وضمان استدامة إنتاج الحقول الرئيسة، إذ ترى الوزارة أن إشراك شركات ذات تكنولوجيا متقدمة يعزز القدرة الوطنية على تطوير الأصول بطريقة أكثر كفاءة.

ومن شأن انتقال إدارة الحقل إلى واحدة من الشركات العالمية الكبرى أن يرفع مستويات التطوير، ويدعم العلاقات الاقتصادية المشتركة بين العراق والدول ذات الخبرات المتقدمة في التكنولوجيا النفطية، إذ ترى بغداد أن جذب هذه الشركات يوفر تنويعًا في الخبرات ويخدم المصالح الإستراتيجية.

حقل غرب القرنة 2 في العراق

يُعدّ حقل غرب القرنة 2 من أكبر الحقول النفطية في العراق، لذلك أوضحت الوزارة أن نقل إدارته ستكون بدعوات مباشرة لشركات أميركية عالمية متخصصة، بما يعزز بيئة التنافس ويضمن تقديم أفضل العروض الفنية، ويُنتظر أن تسهم الشركات المتقدمة بخبرات كبيرة في تطوير مكامن الحقل.

ويعتمد العراق معايير شفافة في إحالة عقود الحقول النفطية، إذ تخضع جميع الدعوات والمفاوضات لإجراءات دقيقة تضمن وضوحًا كاملًا للمنافسة، إضافة إلى اعتماد آليات صارمة لتقييم العروض، ويعكس هذا النهج رغبة الحكومة في معالجة التحديات السابقة وتحسين جودة إدارة الحقول.

حقل غرب القرنة 2 النفطي العراقي
حقل غرب القرنة 2 النفطي العراقي - الصورة من موقع شركة لوك أويل الروسية

ومن شأن انتقال إدارة حقل غرب القرنة 2 إلى إحدى الشركات الأميركية المحتملة أن يوسّع التعاون الاقتصادي بين العراق والولايات المتحدة، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا الحديثة، إذ يمثّل الحقل أحد أهم الأصول التي يمكن أن تستفيد من التقنيات المتقدمة لزيادة الإنتاج، وفق ما جاء في البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتستهدف بغداد تعزيز استقرار الإنتاج وتطوير شبكات الإمداد ورفع كفاءة إدارة المكامن، عبر إشراك الشركات القادرة على تقديم حلول حديثة تضمن استدامة الإنتاج على المدى الطويل، لذلك يأتي الطرح ضمن إستراتيجية أشمل لتحديث القطاع النفطي في البلد الذي يراهن على تحقيق نتائج إيجابية.

وتؤكد الوزارة أن إسهام الشركات العالمية في تطوير الحقول العراقيّة يمثل أهمية كبيرة لخدمة المصلحة الوطنية، إذ يدعم نقل الخبرات وتنويع القدرات التشغيلية، وهو ما يعزز موقع العراق في الأسواق الدولية، ويضمن استدامة الإنتاج بما يحقق الأمن الاقتصادي.

معلومات عن حقل غرب القرنة 2

تُظهر أبرز المعلومات التاريخية أن حقل غرب القرنة 2 اكتُشِف عام 1973، ثم دخلت شركة لوك أويل الروسية شريكًا أساسيًا قبل أزمة العقوبات، إذ كانت تمتلك 75% من المشروع وفق بيانات منصة "غلوبال إنرجي مونيتور"، بينما شاركت شركة نفط الشمال بنسبة 25% دون تحمُّل تكاليف التطوير.

وبدأ التطوير الأولي للحقل عام 1997، إلّا أنه توقَّف بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على العراق في عام 2002، ثم استؤنف العمل مجددًا في ديسمبر/كانون الأول 2009 بعد فوز اتحاد شركتي لوك أويل الروسية وستات أويل النرويجية بعقد التطوير، ما أعاد المشروع إلى مسار التقدم. وشكّل هذا التطور بداية لنمو كبير في إنتاج الحقل.

شعار شركة لوك أويل الروسية في أحد مشروعاتها
شعار شركة لوك أويل الروسية في أحد مشروعاتها - الصورة من موقعها الإلكتروني

وفي يناير/كانون الثاني 2010، وُقّعت اتفاقية تطوير وإنتاج لمدة 20 عامًا قابلة للتمديد حتى 2030، إذ حصلت لوك أويل على 56.25%، وستات أويل على 18.75%، بينما احتفظت شركة نفط الشمال بنسبة 25%، دون مسؤولية مالية، مع حصولها على حصة من الأرباح فقط، ما عزز قدرة الحكومة على إدارة العوائد.

وتبلغ الاحتياطيات الأولية القابلة للاستخراج في حقل غرب القرنة 2 نحو 14 مليار برميل، يتركز أكثر من 90% منها في مكمنَي المشرف واليمامة، وفق الموقع الرسمي لشركة لوك أويل، ما يجعل الحقل أحد أكبر الموارد النفطية في العراق. ويعدّ مكمن المشرف وحده العمود الفقري للإنتاج، وتُمثِّل احتياطياته ثروة وطنية مهمة.

ويبلغ إنتاج النفط في الحقل نحو 480 ألف برميل يوميًا، منها 450 ألفًا من مكمن المشرف و30 ألفًا من مكمن اليمامة، ويمثّل المكمن الرئيس نحو 10% من إجمالي الإنتاج الوطني، وأكثر من 15% من الصادرات، في حين احتفل الحقل -في نوفمبر/تشرين الثاني 2021- بتحقيق إنتاج تراكمي تجاوز مليار برميل بقيمة 40 مليار دولار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق