التقارير تقارير الهيدروجين رئيسية هيدروجين

انخفاض أسعار المحللات الكهربائية في الصين يدعم إستراتيجية الطاقة المتجددة (تقرير)

نوار صبح

2025-11-30

0 91

يؤدي انخفاض أسعار المحللات الكهربائية في الصين إلى دعم إستراتيجية الطاقة المتجددة محليًا، وربما عالميًا، وذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تركز على التحول إلى المصادر النظيفة وخفض الانبعاثات.

وتُغذي صفوف من الألواح الشمسية مصنعًا ضخمًا للمحللات الكهربائية في الصين، وتحديدًا في مدينة كوكا، إذ يُثير المهندسون والمسؤولون المحليون ضجة حول حدث تاريخي يُغيّر قواعد اللعبة، بعد انخفاض أسعار أجهزة التحليل الكهربائي بنسبة تقارب 50% خلال السنوات الـ3 الماضية.

ويُعدّ هذا مثالًا مهمًا على انخراط شركة "تشاينا إلكتروليزر" (China Electrolyzers) في مجال الهيدروجين الأخضر العالمي، حيث تجاوزت قدرتها الإنتاجية السنوية 39 غيغاواط، أي ما يُقارب 60% من إجمالي القدرة الإنتاجية العالمية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في عام 2022، تراوحت أسعار طرح المحللات الكهربائية في الصين، من النوع القلوي القياسي بقدرة 1 ميغاواط حول 800 دولار أميركي للكيلوواط.

تغيير جذري في التسعير

بفضل المنافسة المحلية القوية والدعم الحكومي الضخم، يقترب سعر الكيلوواط من 400 دولار.

وهذا يعني أنه يمكن للمطورين الآن أن يحلموا بمشروعات إنتاج الهيدروجين التي كانت في السابق مجرد أحلام.

وبذلك يتحول الهيدروجين الأخضر من مجال محدود إلى ركن أساسي في إستراتيجية الطاقة المتجددة في الصين.

محلل كهربائي لإنتاج الهيدروجين في مصنع بمحافظة أكسو الصينية - الصورة من تشاينا ديلي

توسيع إنتاج المحللات الكهربائية في الصين

تنتشر مراكز إنتاج المحللات الكهربائية في الصين من مقاطعة غوانغدونغ إلى مقاطعة شينجيانغ، لكنّ التميّز الحقيقي يكمن في الشمال الغربي.

وبفضل قدرة إنتاجية تزيد على 39 غيغاواط -مقابل طلب عالمي يبلغ نحو 2 غيغاواط فقط- تعمل المصانع المحلية بكامل قدرتها.

تجدر الإشارة إلى أن العمل بالطاقة القصوى له سلبياته، فالهوامش الضئيلة للغاية وفائض العرض يعنيان أن معظم المنتجين يعانون من خسائر فادحة حاليًا.

ورغم ذلك، يُظهر هذا التوسع المُتسارع مدى عزم الصين على الهيمنة على أسعار أجهزة التحليل الكهربائي، وترسيخ مكانتها شركة رائدة عالميًا في تصنيع المحللات الكهربائية.

مشروع كوكا الرائد للهيدروجين الأخضر

يعمل مشروع كوكا الرائد للهيدروجين الأخضر، في ظل الرياح القوية وأشعة الشمس الساطعة، وتهدف هذه المنشأة إلى إنتاج ما يصل إلى 50 ألف طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2026.

وتُحسّن الحكومات المحلية الصفقة بدعم يتراوح بين 10% و20% على تكاليف المعدات، في حين تضع وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات (MIIT) الخطط التفصيلية وتُحافظ على تنافسية سليمة للجميع، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، فإن هذا المزيج من الحوافز الشعبية والتنسيق من أعلى إلى أسفل هو ما يُعزّز إنتاج الهيدروجين في شمال غرب البلاد الغني بالموارد.

ويلتزم معظم المصنّعين الصينيين بمحلل كهربائي قلوي موثوق، بفضل مواده البسيطة وسلاسل التوريد المتينة. وتعمل هذه الأنظمة عادةً عند حد أدنى للحمل يتراوح بين 30% و40%، للحفاظ على التكاليف تحت السيطرة، متخليةً عن بعض المرونة مقابل رأسمال أقل.

من ناحية ثانية، تتميّز محللات غشاء تبادل البروتون الكهربائية بأوقات استجابة أسرع وكثافات تيار أعلى، لكنها تعتمد على المعادن الثمينة باهظة الثمن وقطع الغيار المستوردة.

وبحسب شركة الصين الدولية للاستشارات الهندسية "سي آي إي سي سي" (CIECC)، فإن وحدات غشاء تبادل البروتون المحلية لا تزال تنافس نظيراتها الأوروبية عندما يتعلّق الأمر بالكفاءة وعمر الخدمة.

أحد خزانات الهيدروجين الأخضر التابعة لشركة سينوبك في الصين - الصورة من بلومبرغ

خطط إنتاج الهيدروجين وحروب الأسعار

في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حذّرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات من "المنافسة المفرطة"، وطلبت من المقاطعات مواءمة خططها التفصيلية الخاصة بالهيدروجين.

وتُسهم تقارير شركة الصين الدولية للاستشارات الهندسية "سي آي إي سي سي" وغيرها من المجموعات الصناعية في تعزيز المعايير الوطنية، فيما تُحسّن الحكومات المحلية الدعم بما يتناسب مع نقاط قوتها.

وتُضاف إلى ذلك الشراكات مع شركات الطاقة العملاقة المملوكة للدولة والشركات الناشئة الخاصة النشيطة، وستحصل على شبكة تربط السياسات والبحوث والتصنيع في محرك نمو قوي.

وتركت حروب الأسعار جميع مصانع أجهزة التحليل الكهربائي تقريبًا تعمل بخسارة، معتمدة على الدعم للبقاء. ويحذّر المطلعون على الصناعة من عمليات هروب -أو حتى إفلاس- إذا لم يُلبَّ الطلب.

وبفضل التضحية بالمرونة غالبًا مقابل انخفاض التكاليف، قد تعاني الأجهزة الصينية في الأسواق التي تحتاج إلى استجابة ديناميكية لتقطعات الطاقة المتجددة.

ونتيجة لتزايد الإقبال العالمي على الهيدروجين الأخضر، سيراقب الجميع مدى قدرة أسطول المحللات الكهربائية في الصين على العمل مستقبلًا، أم تركيز السوق على الأرباح المستدامة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..