رئيسيةتقارير السياراتسيارات

صناعة البطاريات في أوروبا تحتضر.. 4 خطوات لاستعادة المنافسة (تقرير)

دينا قدري

تتراجع صناعة البطاريات في أوروبا بصورة ملحوظة، في مواجهة سيطرة صينية غير مسبوقة على القطاع، ما يثير المخاوف من الاعتماد المستمر على الصين وأميركا.

وعلى الرغم من تأكيد شركات تصنيع البطاريات الأوروبية قدرتها على بناء صناعة تنافسية، فإنها تكافح ما بين تأمين رأس المال اللازم، وطلبات التصاريح التي تعرقل جهودها.

وسلّط تقرير حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- الضوء على أزمة صناعة البطاريات في أوروبا؛ إذ تواجه القارة العجوز خيارَيْن:

- إما أن تستمر في الاعتماد على البطاريات دون وعي، مهنئةً نفسها على المعايير البيئية الصارمة والرقابة المالية الحكيمة.

- وإما أن تستيقظ على حقيقة أن صناعة البطاريات العالمية تشهد إعادة تشكيل في الوقت الراهن، وأن أوروبا بالكاد قادرة على المنافسة.

عقبات صناعة البطاريات في أوروبا

بينما تتوسع شركات البطاريات الصينية الناشئة من مجرد فكرة إلى مصنع عملاق في وقت قياسي، يجد المبتكرون الأوروبيون أنفسهم عالقين في دوامة البيروقراطية، في انتظار الحصول على إذن لبناء البنية التحتية التي تحتاجها أوروبا بشدة.

وأشاد مؤسس شركة أفيستا هولدينغ (AVESTA Holding)، نوشين عمر، بمبادرة جواز سفر البطاريات التي أطلقتها المفوضية الأوروبية -وهي نظام شفافية وتتبع لدورة حياة البطاريات- لكنه أضاف تحذيرًا: "من وجهة نظري، جاءت متأخرة جدًا، وما زالت غير صارمة بما يكفي".

حتى اللوائح الأوروبية، المصممة لمنح البطاريات ميزة تنافسية من خلال معايير الاستدامة، ليست طموحة بما يكفي، ووصلت متأخرة جدًا، بحسب ما جاء في تقرير نشرته منصة "إنرجي نيوز" (Energy News).

واستكمالًا للعقبات التي تواجه صناعة البطاريات في أوروبا، ذكر عمر أن القيود الصينية المرتقبة على صادرات الغرافيت والليثيوم، التي ستدخل حيز التنفيذ في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، ستجعل إعادة تدوير فوسفات الليثيوم والحديد خيارًا أكثر جاذبية، ما ينذر بأن أوروبا على وشك أن تتعلم درسًا قاسيًا حول هشاشة سلاسل التوريد

لسنوات، سعت الشركات المصنعة الأوروبية للحصول على عروض أسعار آسيوية رخيصة، متجاهلةً التكاليف الخفية لسلاسل التوريد البعيدة، والمخاطر الجيوسياسية، والتأثيرات البيئية الخارجية، وبدأت هذه الشركات تتراجع في الوقت الحالي.

البطاريات في أوروبا
أحد مصانع البطاريات في أوروبا - الصورة من صحيفة "فايننشال تايمز"

كما أشار التقرير إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في التقنيات، فالمهندسون والباحثون الأوروبيون من الطراز العالمي، ما يعني أن المشكلة لا تقتصر على اللوائح التنظيمية فحسب، مع أنها تعوق الابتكار بلا شك.

ولكن المشكلة الأساسية تكمن في العقلية، والرغبة في المخاطرة، والاستعداد للمراهنة بقوة على التقنيات المتطورة؛ وقال عمر، بنبرة إحباط واضحة: "للأسف، لا نملك مثل هذه العقلية لدى المستثمرين والمؤسسات المالية".

ففي الصين يُمكن لشركة ناشئة واعدة في مجال البطاريات الحصول على رأس المال، وتوسيع نطاق الإنتاج، والاستحواذ على حصة سوقية بسرعة مذهلة.

أما في أوروبا فستظل هذه الشركة نفسها تُجري تقييمات الأثر البيئي؛ في حين يكتفي المنافسون الصينيون بحصتهم.

4 خطوات لصناعة البطاريات في أوروبا

من أجل فرض سيطرتها على صناعة البطاريات العالمية، سيتعيّن على أوروبا اتخاذ 4 خطوات مهمة:

  • أولًا: تحتاج أوروبا إلى تسريع عاجل للبنية التحتية الإستراتيجية للبطاريات، ليس في غضون 5 سنوات، بل الآن؛ أي يجب أن تُقاس عملية الحصول على تراخيص المصانع العملاقة بالأشهر، وليس بالسنوات.
  • ثانيًا: يحتاج المستثمرون الأوروبيون والمؤسسات المالية إلى تقبّل المخاطر الإنتاجية، والالتزام باستثمار صناعي حقيقي في التقنيات الحيوية، وهو الاستثمار الذي بنى القاعدة الصناعية الأوروبية في المقام الأول.
  • ثالثًا: على العملاء الأوروبيين -من شركات صناعة السيارات إلى شركات الطاقة- النظر إلى ما هو أبعد من السعر المذكور في عرض الأسعار، فالتكلفة الإجمالية للملكية، ومرونة سلسلة التوريد، والاستقلال الإستراتيجي؛ ليست عوامل خارجية، بل هي اعتبارات جوهرية.
  • رابعًا: تحتاج البنية التحتية لإعادة التدوير إلى القدر نفسه من الاهتمام الذي يحتاج إليه إنتاج البطاريات؛ إذ لا ينبغي أن يكون سعي عمر لإعادة تدوير فوسفات الليثيوم والحديد في البوسنة مسعى منفردًا، بل ينبغي أن يكون أولوية على مستوى القارة، بدعم كبير من القطاعَيْن العام والخاص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق