اكتشافات الغاز في أفريقيا تمتد إلى 24 دولة.. وهذه خريطة الاحتياطيات
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

- زيمبابوي أحدث المنضمين لاكتشافات الغاز في أفريقيا
- احتياطات الغاز في القارة تزيد على 17 تريليون متر مكعب
- إمكانات الغاز غير المستغلة في شرق القارة وجنوبها تصل إلى 4 تريليونات متر مكعب
- نيجيريات والجزائر ومصر تتصدر احتياطيات الغاز الأفريقية
شهدت اكتشافات الغاز في أفريقيا نموًا مطّردًا خلال السنوات الماضية، لتتّسع خريطة الغاز من المراكز التقليدية في شمال القارة وغربها إلى أحواض جديدة في الجنوب والشرق.
وأشار أحدث تقارير الاتحاد الدولي للغاز -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- إلى أن احتياطيات الغاز الحالية في أفريقيا تزيد على 17 تريليون متر مكعب، ويمثّل ذلك أكثر من 8% من إجمالي الاحتياطيات العالمية البالغة 209 تريليونات.
ورغم تصدُّر نيجيريا والجزائر ومصر اكتشافات الغاز في أفريقيا لعقود، فقد شهد العقد الماضي (2010-2020) تحولًا مع اكتشافات بحرية عالمية المستوى في السنغال وموريتانيا وتنزانيا وموزمبيق.
بالإضافة إلى ذلك، ما تزال إمكانات الغاز في القارة غير مستغَلة، وتُقدَّر أحجام الاكتشافات غير المطورة في شرق القارة وجنوبها فقط بنحو 150 تريليون قدم مكعبة (4.25 تريليون متر مكعب).
أحدث اكتشافات الغاز في أفريقيا
أظهر تقرير الاتحاد الدولي للغاز أن اكتشافات الغاز في أفريقيا تمتد -حاليًا- إلى 24 دولة، مع انضمام زيمبابوي لخريطة أحدث الدول في تطوير إمكاناتها غير المستغَلة.
وظهرت أحواض غاز جديدة، مثل حوض أورانج في ناميبيا وحوض كابورا باسا في زيمبابوي، لتفتح فرصًا جديدة لتطوير الغاز بأنواعه: المصاحب أو غير المصاحب.
وتوقَّع التقرير أن تبرز زيمبابوي سوقًا جديدة للغاز خلال هذا العقد، بعد نجاح استكشاف الغاز في حوض كابورا باسا بقيادة شركة إنفيكتوس إنرجي الأسترالية (Invictus Energy).
ومنذ عام 2020، بدأت الاكتشافات في عدّة دول تحوّل مركز ثقل الغاز في القارة، منها:
- أنغولا: تمتلك احتياطيات غاز طبيعي تُقدَّر بـ129 مليار متر مكعب.
- ناميبيا: تُقدَّر احتياطيات الغاز بقرابة 62 مليار متر مكعب.
- ساحل العاج: تصل الاحتياطيات المؤكدة إلى 28 مليار متر مكعب.
بالإضافة إلى ذلك، لم تبدأ مجموعة من أكبر اكتشافات الغاز في أفريقيا مرحلة التطوير، منها:
- حقل ياكار-تيرانغا في السنغال: 25 تريليون قدم مكعبة من الغاز (708 مليارات متر مكعب).
- حقلا أوركا وبيرالله في موريتانيا: 50 تريليون قدم مكعبة (1.4 تريليون متر مكعب).
- مشروع الغاز المسال في تنزانيا: 36 تريليون قدم مكعبة (1.02 تريليون متر مكعب).
وبالتزامن مع ذلك، بدأت حقول غاز قديمة ذات جدوى تجارية، منها فورتونا في غينيا الاستوائية، التي لديها احتياطيات مؤكدة 40 مليار متر مكعب، وحقلي كالوب وهيلالا في إثيوبيا وكودو في ناميبيا، تستعيد نشاطها بعد سنوات التوقف.
وعالميًا، تشهد أحجام اكتشافات النفط والغاز تراجعًا، حيث بلغت 4.1 مليار برميل نفط مكافئ خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري، مقابل أكثر من 5.2 مليار برميل في المدّة نفسها من عام 2024.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أحجام اكتشافات النفط والغاز عالميًا حتى سبتمبر/أيلول الماضي:

احتياطيات الغاز في أفريقيا
على مدى سنوات، بقيت اكتشافات الغاز في أفريقيا حبيسة الدول الكبرى المعروفة، وعلى رأسها نيجيريا والجزائر ومصر.
وتتصدر نيجيريا قائمة أكبر الدول من حيث احتياطيات الغاز المؤكدة في القارة:
- نيجيريا: 5.98 تريليون متر مكعب.
- الجزائر: 4.50 تريليون متر مكعب.
- موزمبيق: 2.8 تريليون متر مكعب.
- مصر: 2.21 تريليون متر مكعب.
- ليبيا: 730 مليار متر مكعب.
- الكونغو: 284 مليار متر مكعب.
- الكاميرون: 170 مليار متر مكعب.
- أنغولا: 129 مليار متر مكعب.
وتشير البيانات إلى أن الاحتياطيات المكتشفة في أفريقيا حتى الآن تمثّل جزءًا ضئيلًا من الإمكانات الحقيقية، ما يعكس حجم الثروات الهيدروكربونية.
ولم يعد التحدي يكمن في الجيولوجيا أو حجم الاحتياطيات، بل في ضمان بيئة تنظيمية مستقرة، وجاذبية استثمارية للمشروعات، وكفاءة البنية التحتية اللازمة للوصول إلى الأسواق.
ومع اعتماد سياسات واضحة وحوافز للاستثمار، يمكن لهذه الاكتشافات أن تتحول إلى محرك جديد للوصول إلى الطاقة، ودعم التحول الصناعي، وتعزيز التكامل الإقليمي.

تحديات تواجه اكتشافات الغاز في أفريقيا
أشار التقرير إلى أن بعض اكتشافات الغاز في أفريقيا استغرقت عقودًا لتصل إلى مراحل التطويل الأولية رغم انخفاض مخاطرها، ويكشف ذلك عن تأخيرات هيكلية تحدّ من قدرة دول القارة على استثمار مواردها.
ولتحقيق الاستفادة الكاملة من هذه الاحتياطيات، يحتاج القطاع إلى حلول عملية للوصول إلى الأسواق، سواء عبر خطوط الأنابيب أو حرق الغاز في منشآت توليد الكهرباء الموجودة بالقرب من حقول الغاز البحرية، ثم نقل الكهرباء المنتجة إلى اليابسة عبر أسلاك بحرية أو نقل الغاز عبر الشاحنات، إلى جانب التقنيات الحديثة.
ويمكن لذلك أن يسهم في تسريع الجداول الزمنية لتحقيق الإيرادات، والحدّ من الاعتماد على المشروعات الضخمة، وتقريب الغاز من المستهلكين النهائيين لمختلف القطاعات.
في المقابل، بدأت إستراتيجيات الاستكشاف المرتكزة على البنية التحتية (ILX) بإطلاق اكتشافات أصغر وأكثر مرونة تجاريًا، خاصة في مصر ونيجيريا والجزائر وأنغولا، حيث تقع الاكتشافات الجديدة بالقرب من أنظمة الإنتاج والبنية التحتية القائمة.
موضوعات متعلقة..
- اكتشاف غاز في مصر بإنتاج 36 مليون قدم مكعبة يوميًا
- اكتشاف غاز بحقل الفارغ في ليبيا
- اكتشاف غاز في دولة أفريقية باحتياطيات تريليون قدم مكعبة
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط في ليبيا.. 8 ركائز تدعم هدف مليونَي برميل يوميًا (تقرير)
- خرائط موارد الطاقة في أفريقيا تكشف عن فرص هائلة (تقرير)
- هل يكرر قطاع الغاز المسال العالمي أخطاء الفحم؟ (تقرير)
المصادر:





