قدرة توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا تبلغ 115 غيغاواط.. وهذه أكبر الدول (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- مصر والجزائر تقودان التوليد بالغاز في أفريقيا بسعة إجمالية 78 غيغاواط
- قدرة التوليد بالغاز في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ما زالت ضعيفة
- سعة مشروعات التوليد الجديدة تحت الإنشاء لا تتجاوز 6.6 غيغاواط
- ضعف البنية التحتية والتمويل والتسعير أبرز التحديات في القطاع
- الغاز ضروري لأفريقيا للتخلّص من الفحم والنفط وموازنة الشبكات
ما زالت قدرة توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا من أقل المناطق حول العالم، مع وجود أكثر من 600 مليون أفريقي يعيشون دون كهرباء نهائيًا.
في هذا السياق، أظهر تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- امتلاك أفريقيا 115 غيغاواط فقط من القدرة التوليدية العاملة بالغاز الطبيعي.
وتشكّل قدرة توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا 9% إلى 10% من إجمالي السعة التوليدية العالمية العاملة بالغاز التي تصل تقديراتها إلى 1300 غيغاواط.
كما تبدو سعة مشروعات التوليد الجديدة تحت الإنشاء متواضعة جدًا ولا تتجاوز 6.6 غيغاواط، فيما تبلغ القدرة في مراحل التخطيط 33 غيغاواط.
وتعكس أرقام القدرة العاملة أو تحت الإنشاء أو المخطط لها حجم مشهد توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي وهشاشته في القارة السمراء، بحسب التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للغاز -مؤخرًا-.
تطورات توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا
حقّق قطاع توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا تقدمًا ملحوظًا على مدار العقد الماضي، لكن أغلب هذه القدرة ما زال متركزًا في دول الشمال بقيادة مصر والجزائر الرائدتَيْن في هذا القطاع إقليميًا.
وبحسب بيانات منصة غلوبال إنرجي مونيتور المتخصصة، وصلت قدرة التوليد بالغاز العاملة في مصر إلى 52.3 غيغاواط، تليها الجزائر 24.2 غيغاواط، ثم ليبيا 10 غيغاواط حتى أغسطس/آب 2025.
وتشير هذه البيانات إلى أن مصر وحدها تشكّل 45% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا، في حين تمثّل الدول الـ3 مجتمعة قرابة 86.5 غيغاواط أو ما يعادل 75% من إجمالي السعة العاملة في القارة.
ويستحوذ الغاز على نصيب الأسد في مزيج توليد الكهرباء بالدول الـ3، حيث تصل حصته في الجزائر إلى 99%، في حين تصل إلى 81% في مصر، فيما تبلغ في ليبيا 76%، بحسب بيانات مركز الطاقة النظيفة "إمبر" لعام 2024.
أما على مستوى القارة الأفريقية فلا يشكّل الغاز سوى 43% من مزيج الكهرباء، ما يعكس تفاوت المناطق من حيث الاعتماد على الغاز.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطورات مزيج توليد الكهرباء في أفريقيا خلال عامَي 2023 و2024:

وما زالت أغلب دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تعتمد في توليد الكهرباء على حرق أنواع وقود باهظة الثمن وكثيفة الكربون مثل الديزل وزيت الوقود الثقيل، ومعظمها مستورد من الخارج، فيما تبدو قدرة التوليد بالغاز متواضعة مقارنة بدول الشمال الأفريقي.
وتضم منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 49 دولة من أصل 54 دولة، ويصل عدد سكانها إلى 1.3 مليار نسمة، أو ما يشكّل 88% من سكان القارة، منهم 600 مليون شخص يعيشون دون كهرباء.
مشروعات توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا
تقود بعض الدول الأفريقية مثل موزمبيق، وموريتانيا، والسنغال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، مشروعات توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ورغم ذلك، فإن أغلب مشروعات المنطقة تواجه مجموعة من التحديات الهيكلية والمالية، من بينها صعوبات الحصول على تمويل مع ضعف التصنيف الائتماني للمرافق الوطنية، وارتفاع معدل المخاطرة.
كما تواجه المشروعات تحديات أخرى متمثلة في ضعف البنية التحتية، والتأخيرات التنظيمية، وأطر التسعير غير المؤكدة، وضعف السياسات القطاعية الداعمة.
ورغم ذلك، فإن أغلب بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ما زالت بحاجة إلى توسيع نطاق التوليد بالغاز بدلًا من الفحم ومشتقات النفط الأكثر تكلفة وانبعاثات، بحسب التقرير.
كما تكمن أهمية الغاز في قدرته على بناء أنظمة كهرباء أكثر مرونة في مواجهة تقلبات التوليد المتقطع لمصادر الطاقة المتجددة المتوسعة في عديد من البلدان الأفريقية المتسارعة في نشر هذه القدرات لا سيما مصر والجزائر وتونس.
كذلك، فإن البلدان التي تعتمد بصورة كبيرة على الطاقة الكهرومائية مثل أنغولا وتنزانيا، ستحتاج إلى الغاز لموازنة الشبكات والتخفيف من تقلبات توليد الكهرباء خلال مواسم الجفاف.
وتعزّز هذه الأبعاد قيمة الغاز الطبيعي في بناء أنظمة الطاقة الأفريقية المستقبلية في عالم يتجه إلى المصادر منخفضة الكربون، ويزداد تحوطًا لتقلبات المناخ وتزايد الطلب على الكهرباء.
وينظر إلى مصر في هذا السياق، بوصفها نموذجًا ناجحًا في التخطيط المتكامل لدمج مصادر الطاقة المتجددة في نظام توليد يعتمد على الغاز بصورة كبيرة، كما تظهر أمثلة أصغر في ساحل العاج وتنزانيا نجاح أنظمة التوليد بالغاز في توفير الكهرباء الموثوقة للمراكز الصناعية والحضرية المتنامية.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطورات مزيج الكهرباء في مصر خلال عامَي 2023 و2024:

ولا يقتصر استعمال الغاز في أفريقيا على توليد الكهرباء فحسب، بل يمتد إلى الاستعمال الصناعي في عديد من الصناعات الثقيلة كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وتعتمد صناعات مثل الإسمنت والصلب والزجاج والسيراميك والطوب على الحرارة العالية التي يولّدها الغاز، في حين يعتمد تصنيع الورق ومعالجة الأغذية والمنسوجات والأدوية على استعمال البخار ضمن مراحل الإنتاج.
كما يستعمل الغاز في صورة مادة خام بقطاع الكيماويات والأسمدة لإنتاج الأمونيا والميثانول، وكلاهما من العناصر الأساسية في الزراعة والكيمياء الصناعية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الكهرباء في الجزائر.. سيطرة للغاز و5 محطات عملاقة (تقرير)
- مزيج توليد الكهرباء في مصر.. حصة الغاز عند أعلى مستوى منذ 2020 (إنفوغرافيك)
- دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحتاج 350 مليار دولار للوصول إلى الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- دول عربية لن يُسمح لها بالطاقة النووية.. ودور إستراتيجي للسعودية (تقرير)
- وزير الكهرباء المصري يوضح لـ"الطاقة" حقيقة تأجيل مشروعات الهيدروجين
- إنتاج النفط في ليبيا.. 8 ركائز تدعم هدف مليونَي برميل يوميًا (تقرير)
المصدر:
بيانات قدرة توليد الكهرباء بالغاز في أفريقيا، من الاتحاد الدولي للغاز.





