تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

طاقة الرياح البحرية البريطانية ستقع في قبضة الصين (دراسة)

خبير أميركي: الفحم السبب

حياة حسين

ترى دراسة حديثة أن طاقة الرياح البحرية البريطانية تقترب من السقوط في قبضة الصين، بسبب تطوير بكين السريع لتوربينات رخيصة، مقارنة بالإنتاج المحلي والأوروبي.

وخلال 5 سنوات انخفضت أسعار توربينات الرياح البحرية الصينية بأكثر من النصف، مقارنة بالأوروبية التي ما تزال تتحرك بالقرب من مستوياتها خلال هذه المدة.

وقالت دراسة حديثة صادرة عن معهد أكسفورد لاقتصادات الطاقة (أوه آي إي إس)، إن مياه بحر الشمال البريطانية مُهددة بفيضان توربينات الرياح صينية الصُنع، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت الدراسة أن تكاليف التوربينات الصينية انخفضت لتكون ثلث نظيراتها، خاصة في أوروبا مثل منتجات شركتي "فستاس" الدنماركية، و"سيمنس غاميسا" الألمانية، وهما أكبر مورّدي تلك الأدوات إلى المملكة المتحدة.

ويعني ذلك أن طاقة الرياح البحرية البريطانية قد تُجبر على الاعتماد على المنتجات الصينية، والاستغناء عن الأوروبية؛ بسبب فارق السعر الكبير بينهما.

ويرى كثير من الخبراء أن مشروعات طاقة الرياح البحرية البريطانية ستمثّل رأس الحربة، ورهانًا ناجحًا في مسيرة تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني، وفق خطة حكومة حزب العمال بزعامة كير ستارمر، لكن بشرط مواجهة تحديات عديدة تتعلق بسلسلة التوريد والبنية التحتية، ونقص الكفاءات اللازمة لقيادة التغيير.

وكانت الحكومة قد أعلنت قبل أشهر (خلال 2025) خطة الكهرباء النظيفة لعام 2030، بناءً على إرشادات من مشغّل نظام الطاقة الوطني (نيسو) (NESO)، التي كشفت هدف توليد الاحتياجات من الكهرباء النظيفة بنسبة 100% بحلول نهاية العقد الحالي.

طاقة الرياح البحرية البريطانية قد تضطر إلى اللجوء إلى الصين

تقلّ تكلفة توربين الرياح البحرية الصيني عن 420 دولارًا للكيلوواط، مقابل 1000 دولار لنظيره الأوروبي، وفق دراسة معهد أكسفورد لاقتصاديات الطاقة (أوه آي إي إس)، المنشورة في صحيفة "ذا تيليغراف".

ونجحت الصين بخفض تكاليف تلك التوربينات إلى هذا المستوى في الوقت الراهن، مقابل 1200 دولار في 2019، ما يعادل نسبة تراجع تبلغ 65%.

وقد يدفع انخفاض تكاليف الصين قطاع طاقة الرياح البحرية البريطانية، بالاعتماد عليها بدلًا من الأوروبية، من خلال وزير الطاقة إد ميليباند، وفق الدراسة.

وقال مدير بحوث الطاقة الصيني في المعهد ميشال ميدن: "هناك قلق أوروبي من أن يكون انخفاض التكلفة في الصين نابعًا عن دعم حكومي، وهذا الأمر سينعكس سلبًا على الصناعة الأوروبية في المدى الطويل، حتى إذا كان دعمًا قصير الأجل".

غير أن الدراسة أشارت إلى أن ميزة التكاليف المنخفضة لتوربينات الرياح البحرية الصينية ليست الوحيدة، بل يُضاف إليها الطاقة الإنتاجية الكبيرة، التي ستكون الوحيدة القادرة على تلبية احتياجات مستهدفات الطاقة النظيفة في بريطانيا وأوروبا.

وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند
وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند - الصورة من براتينيكا

عدد التوربينات في بريطانيا

يبلغ عدد توربينات طاقة الرياح البحرية البريطانية حاليًا 3 آلاف توربين، إضافة إلى 9.2 ألف توربين بري، وتستهدف الدولة تركيب آلاف التوربينات خلال السنوات الخمس المقبلة.

وارتفعت تكاليف صناعة التوربينات، خاصة في أوروبا؛ جراء زيادة أسعار الصلب وباقي مكونات الإنتاج، ما يعني أن بروكسل قد لا تستطيع تحقيق أهداف الطاقة المتجددة، ما لم تعتمد على المنتجات الصينية، وفق دراسة معهد أكسفورد لاقتصادات الطاقة (أوه آي إي إس).

وقالت الدراسة: "أوروبا قد لا تستطيع تلبية احتياجات مستهدفات الطاقة المتجددة في 2030 من طاقة الرياح البحرية دون طاقة إنتاج إضافية، وتشريعات واضحة".

بينما أرجع الخبير الأميركي أستاذ سياسات الطاقة في جامعة أوستن في تكساس، جون كونستابل، رخص توربينات طاقة الرياح الصينية إلى اعتماد بكين على الفحم في التصنيع.

وقال: "ميزات الصين التنافسية تأتي من الدعم الحكومي وحقيقة أنها تعتمد على الفحم، فنسبة 87% من الطاقة في بكين من الوقود الأحفوري، و60% من هذه النسبة تأتي من الفحم الرخيص".

غير أن الأرقام الرسمية الصادرة من الصين مؤخرًا تشير إلى تحقيق مستويات عالية من توليد الكهرباء النظيفة، إذ تهيمن الدولة الآسيوية على كل مكونات هذه الصناعة عالميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

توربينات الرياح البحرية الصينية الرخيصة قد تُغرق المياه البريطانية، من ذا تيليغراف

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق