التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

برنامج تليد في السعودية.. أرامكو تدعم سلاسل الإمداد بـ17 منشأة

يشكّل برنامج تليد في السعودية أحد أهم المبادرات التنموية التي أطلقتها أرامكو لتعزيز منظومة سلاسل الإمداد، عبر تأسيس منشآت صغيرة ومتوسطة قادرة على توفير منتجات وخدمات نوعية ترتبط مباشرة بالقطاع الصناعي وتوسعاته المتسارعة، بما يتوافق مع مستهدفات الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة.

وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن البرنامج تحوّل خلال مدة وجيزة إلى منصة رئيسة لإطلاق مشروعات جديدة في قطاعات التصنيع المتقدم، والكيماويات التحويلية، وإنترنت الأشياء الصناعية، وهو ما يعكس دوره في سدّ فجوات القيمة الصناعية داخل المملكة.

ونجح البرنامج في تأسيس 17 منشأة متنوعة بين صناعية وخدمية، إضافة إلى تقديم خدمات التدريب والدعم لأكثر من 2900 منشأة صغيرة ومتوسطة، وهو ما يعزز حضور القطاع المحلي ويزيد قدرته على تلبية احتياجات أرامكو في مجالات المواد، والمعدّات، والحلول التقنية، والخدمات التشغيلية.

ويمثّل برنامج تليد في السعودية حاليًا أحد المفاتيح الأساسية في تعزيز التنافسية الصناعية داخل المملكة، عبر تطوير القدرات المحلية وتوفير مسارات واضحة للتوسع والنمو، وصولًا إلى رفع كفاءة منظومة الإمداد وتخفيض الاعتماد على الواردات الصناعية في مراحل عدّة.

17 منشأة محلية تدعم سلاسل الإمداد

أسهم برنامج تليد في السعودية مباشرة في إطلاق 17 منشأة جديدة خلال المدة بين 2022 وأكتوبر/تشرين الأول 2025، شملت مشروعات في مجالات التصنيع المتقدم، والإنترنت الصناعي، والحوكمة البيئية والاجتماعية، والكيماويات التحويلية، إضافة إلى شركات متخصصة في التحقق من تعويض الكربون.

ويستهدف البرنامج معالجة فجوات واضحة في سلسلة التوريد تتعلق بالحصول على مواد أساسية، أو توفير خدمات فنية يحتاجها القطاع الصناعي، إذ تأسست المنشآت الـ17 بناءً على دراسات جدوى دقيقة، مع توفير الاستشارات الفنية والربط مع المورّدين لضمان استدامة عملياتها.

واستفادت هذه المنشآت من برامج دعم متخصصة تشمل التدريب، وإدارة الأعمال، والتخطيط الإستراتيجي، والحصول على التمويل، وهو ما أتاح لها العمل بفاعلية داخل المنظومة الصناعية لشركة أرامكو السعودية، مع توفير منتجات محلية بجودة عالية تتوافق مع المعايير الدولية.

عامل في إحدى المنشآت التابعة لبرنامج تليد في السعودية
عامل بإحدى المنشآت التابعة لبرنامج تليد في السعودية- الصورة من موقع شركة أرامكو

ولم يكن إنشاء الـ17 منشأة مجرد توسُّع عددي، بل خطوة لخفض الاعتماد على المورّدين الدوليين، بما يعزز مرونة سلاسل الإمداد، ويتيح توفير المواد والخدمات بسرعة أكبر، ويعكس أثر برنامج تليد في السعودية في تقليل تكاليف النقل والحدّ من الانبعاثات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ورُكِّز في اختيار هذه المشروعات على دعم القطاعات ذات الأولوية، وعلى رأسها الكيمياويات، والصناعات التحويلية، والطاقة، وهو ما يعزز قدرة المملكة على تطوير صناعات جديدة تمثّل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وتفتح المجال أمام شركات محلية للاندماج في سلاسل القيمة.

وتشير البيانات إلى أن المنشآت الجديدة بدأت تحقيق تعاملات تجارية مباشرة مع أرامكو، بما يعزز استقلال المملكة صناعيًا، ويسمح بتطوير قدرات محلية في مجالات حسّاسة مثل المواد الكيمياوية المتخصصة، ومحركات القدرة العالية، وحلول إنترنت الأشياء الصناعية.

ويمثّل النمو المتسارع لهذه المنشآت نموذجًا عمليًا لنتائج البرنامج خلال مدة قصيرة، ويكشف قدرة برنامج تليد في السعودية على خلق منظومة محلية مترابطة تعزز الإنتاج الصناعي، وتزيد من كفاءة التشغيل داخل خطوط الإمداد، وتدعم مستهدفات التوطين.

دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة

يعدّ برنامج تليد في السعودية منصة إستراتيجية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، من خلال برامج تدريبية داخلية متخصصة، وشراكات مع شركات استشارية عالمية، وإطلاق مبادرات للتميز التشغيلي، والحوكمة، والتحول الرقمي، مما يعزز قدرة هذه المنشآت على المنافسة والنمو.

ونجح البرنامج في تدريب آلاف المنشآت عبر ورش عمل متقدمة تسهم في تطوير خطط الأعمال، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتبنّي ممارسات حديثة في الإدارة والموارد البشرية، بما يمنح هذه الشركات أساسًا قويًا للاندماج في سلاسل التوريد المرتبطة بقطاع الطاقة والصناعة.

وأطلق برنامج تليد في السعودية مبادرة "دعم الحياد الكربوني الصفري" في 2023، التي تتيح للمنشآت وضع إستراتيجيات لخفض الانبعاثات، وقياس الأداء بأدوات تحليلية دقيقة، وهو ما ينسجم مع التوجه العالمي للحدّ من البصمة الكربونية وتحسين كفاءة استعمال الموارد الصناعية.

برنامج تليد في السعودية
برنامج تليد في السعودية- الصورة من موقع شركة أرامكو

وتشير البيانات إلى استفادة أكثر من 900 منشأة من برنامج الحياد الكربوني الصفري، ما جعل برنامج تليد في السعودية أحد المحركات الرئيسة لنشر ثقافة الاستدامة والالتزام البيئي بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، عبر أدوات واضحة ومعايير قابلة للتطبيق.

ويقدّم البرنامج حزمة متكاملة من الخدمات تشمل دعم التمويل والحوافز الاستثمارية، وتسهيل الحصول على الأراضي الصناعية والمساحات المكتبية، وربط المستثمرين المحليين بشركات عالمية، بما يرفع فرص الدخول في مشروعات مشتركة وخلق قيمة اقتصادية جديدة.

وأسهمت أدوات التقييم والحوكمة التي يوفرها البرنامج في تحسين أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة، عبر رفع مستوى الشفافية، وزيادة القدرة على إدارة المخاطر، وتطوير أنظمة محاسبية وتشغيلية متقدمة، وهو ما ينعكس على جودة سلسلة الإمداد في المملكة.

ويمثّل التطور الملحوظ في أداء المنشآت المستفيدة مؤشّرًا مباشرًا على فعالية المبادرات، وقدرتها على تعزيز النمو المحلي، ورفع كفاءة التشغيل الصناعي، مما يؤكد مكانة برنامج تليد في السعودية بوصفه أحد أهم منصات التمكين الاقتصادي في القطاع الخاص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق