نصف مبيعات السيارات في أميركا ما زال مستوردًا.. واليابان ترسّخ حضورها التاريخي
حصة اليابان وكوريا الجنوبية تتجاوز الثلث
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
تعتمد مبيعات السيارات في أميركا على الواردات بصورة كبيرة، رغم رسوخ الصناعة السيارات المحلية تاريخيًا، وشهرة الشركات الأميركية المصنّعة حول العالم.
وأظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن واردات السيارات شكّلت نصف إجمالي المبيعات في السوق الأميركية خلال عام 2024، وهو اتجاه ممتدّ، لم يطرأ عليه تغيير منذ سنوات طويلة.
وتعتمد مبيعات السيارات في أميركا على الواردات القادمة من المكسيك وكوريا الجنوبية واليابان بصورة أساسية، إضافة إلى كندا وأوروبا بدرجات أقل، بينما تبدو السوق شبه مغلقة على الصين.
فبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، شكّلت السيارات المصنّعة في المكسيك أكثر من ثلث إجمالي واردات السيارات الأميركية عام 2024.
بينما جاء الثلث الآخر من الواردات من كوريا الجنوبية واليابان بالتساوي -تقريبًا-، إضافة إلى مبيعاتهما في السوق الأميركية من مصانع التجميع الموجودة في أميركا.
كما شكّلت كندا 12% من واردات الولايات المتحدة، في حين بلغت حصة أوروبا قرابة 10% عام 2024، أمّا حصة الصين فلم تتجاوز 1.7%.
المكسيك تقود مبيعات السيارات في أميركا
بلغ إجمالي مبيعات السيارات في أميركا قرابة 16 مليون سيارة خلال عام 2024، كان منها 7.7 مليون سيارة مستوردة تقريبًا.
وتعتمد شركات السيارات الأميركية منذ زمن طويل على تجميع السيارات في دول أخرى لانخفاض التكاليف، مثل المكسيك وكندا، وكلتاهما تستضيفان شركات أميركية بموجب اتفاقيات التجارة الحرة الموقّعة معهما.

وكان هنري فورد -مؤسس شركة فورد الأميركية- صاحب فكرة بناء أول مصنع للسيارات في المكسيك عام 1925؛ ما أسهم في تحول دولة الجوار تدريجيًا إلى مركز رئيس للشركات الأميركية والأوروبية، مثل فورد، وفيات، وجنرال مورتوز، وبي أم دبليو، وأودي، وغيرها، إلى جانب كونها رابع أكبر مصنع لقطع غيار السيارات عالميًا.
وتنتج المكسيك -حاليًا- أكثر من من 3 ملايين سيارة سنويًا، وتصدّر 80% منها إلى الولايات المتحدة، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
واردات أميركا من السيارات اليابانية والكورية
يعتمد إنتاج السيارات في اليابان وكوريا الجنوبية بصورة أكبر على التصدير، ففي عام 2024 كان نصف إنتاج اليابان موجّهًا للأسواق الخارجية، وهي حصة ثابتة لم تتغير منذ عام 2019.
وما زالت أميركا الشمالية تستحوذ على نصف صادرات السيارات اليابانية، ومعظمها يذهب إلى الولايات المتحدة، تليها أسواق أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها.
وبالمثل، يعتمد إنتاج السيارات في كوريا الجنوبية على التصدير بصورة واسعة، ففي عام 2024، شكّلت الصادرات أكثر من ثلثي السيارات المنتجة في البلاد، البالغ عددها 3.8 مليون سيارة.
وكانت حصة الصادرات لا تزيد على 60% من إنتاج كوريا الجنوبية قبل 5 سنوات، ما يشير إلى نمو سنوي مطّرد على عكس اليابان التي ظلّت حصة التصدير فيها ثابتة منذ عام 2019.
ويُعزى ذلك إلى زيادة صادرات السيارات الكورية إلى أميركا الشمالية التي ما زالت تشكّل أكبر سوق لها في الخارج.
وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، ارتفعت السيارات المصدرة من كوريا الجنوبية إلى أميركا الشمالية بأكثر من 50% خلال عام 2024، مقارنة بعام 2019، لتصل إلى 1.7 مليون سيارة.

فرص الشركات اليابانية وتحديات نظيرتها الصينية
تشير البيانات إلى أن وجود الشركات اليابانية والكورية في سوق السيارات الأميركية أكبر بكثير من الشركات الصينية التي ما زالت تواجه تحديات في دخول هذه السوق رغم انتشار مبيعاتها في جميع أنحاء العالم.
ويزيد من هذه التحديات، الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي على السيارات الكهربائية الصينية بنسبة تصل إلى 100%.
وبدأ دخول شركات صناعة السيارات اليابانية إلى أميركا منذ منتصف ستينيات القرن الماضي؛ ما يفسّر مكانتها الحالية ضمن كبار المصدّرين لواشنطن، خلافًا للشركات الصينية التي بدأت نهضتها متأخرة.
وكانت حصة الواردات اليابانية أقل من 0.5% من مبيعات السيارات في أميركا عام 1964، ثم ارتفعت إلى 6.5% في عام 1971، بينما تشكّل الآن قرابة 18%.
وعلاوة على ذلك، تشكّل الشركات اليابانية ثلث السيارات المنتَجة في الولايات المتحدة، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
صادرات السيارات الأميركية مستقرة منذ 5 سنوات
تُصدِّر الولايات المتحدة السيارات كما تستوردها، لكن معدل صادراتها ما زال ثابتًا عند 1.5 مليون سيارة، ولم يشهد تغييرًا ملحوظًا منذ 5 سنوات.
ولا تشكّل صادرات السيارات الأميركية سوى 15% من إنتاجها للسيارات، ويرجع ذلك إلى عدّة أسباب، أبرزها اعتماد الشركات الأميركية على التصنيع والتجميع في الخارج.
وتُصنَّف كندا أكبر سوق مستقبلة لصادرات السيارات الأميركية، بحصّة تصل إلى 40%، تليها أوروبا بنسبة 20%، ثم المكسيك بنسبة 10%.
موضوعات متعلقة..
- صناعة السيارات الكهربائية في أميركا قد تنهار (دراسة)
- تعرفات ترمب الجمركية قد تدعم إنتاج السيارات في أميركا.. لأول مرة
- قطاع السيارات في أميركا يشهد "صراع بقاء" بين المركبات الكهربائية والتقليدية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. سيطرة أوروبية وجدل حول جدوى المشروعات
- رئيس شركة إمباور: بديل الغاز الطبيعي هدف أوروبا للاستغناء عن روسيا (حوار)
- إنتاج قطر من الغاز يتجاوز 55 مليار متر مكعب في الربع الثالث
المصدر:
مبيعات السيارات في أميركا ووارداتها من وكالة الطاقة الدولية





