أخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

وزير: أسعار الكهرباء في أوروبا قد تدفع النرويج إلى الانفصال عن الشبكة

محمد عبد السند

بلغ السخط العام في النرويج إزاء أسعار الكهرباء في أوروبا مداه، إلى حدٍّ دفع البلد الإسكندنافي لإعادة التفكير في جدوى الاستمرار بشبكة الكهرباء الأوسع في القارة العجوز.

وتتسبب سياسات الطاقة في الاتحاد الأوروبي بحالة من الاحتقان في النرويج؛ إذ تطبّق أوسلو معظم قوانين التكتل بسبب عضويتها في المنطقة الاقتصادية الأوروبية الأوسع نطاقًا، التي تشمل كذلك أيسلندا وسويسرا، على الرغم من كونها لا تُعدّ جزءًا من الاتحاد.

وترى النرويج -على سبيل المثال- أن إصرار ألمانيا على تطبيق نظام تسعيرة كهرباء موحدة في أرجاء البلاد كلّها يرفع أسعار الكهرباء لديها، التي تُمرر في النهاية إلى المستهلكين الأفراد.

فمع تزايد صادراتها من الكهرباء إلى الشبكات الألمانية، ترتفع أسعار الكهرباء في النرويج؛ ما يضيف أعباء إلى موازنات الأسر في البلاد، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

احتكاك متزايد

زادت أسعار الكهرباء في أوروبا الاحتكاك بين أوسلو وبروكسل خلال السنوات الأخيرة.

فبينما يرى العديد من دول الاتحاد الأوروبي أن النرويج بحاجة إلى أن تكون أكثر سخاءً فيما يتعلق بالطاقة الكهرومائية وعدم التهديد بوقف تصدير الكهرباء عبر خطوط الربط إلى الدنمارك والمملكة المتحدة وألمانيا، تتعالى أصوات في أوسلو بضرورة وضع المواطن على رأس أولويات الحكومة فيما يتعلق بتوفير إمدادات الطاقة محليًا.

وانتقد وزير الطاقة النرويجي تيرجي آسلاند موقف ألمانيا المصرّ على فرض أسعار كهرباء موحدة في كل أنحاء البلاد، قائلًا، إنه برفع فواتير الكهرباء في النرويج؛ ما يدفع الأخيرة إلى دراسة الخروج من سوق الكهرباء الأوروبية.

وحينما ترتفع أسعار الكهرباء في السوق قصيرة الأجل، لا يتفاجأ الألمان الذين يتعامل بعضهم بعقود ثابتة الأسعار.

في المقابل، يشعر النرويجيون بالمعاناة؛ إذ إنه خلال ذروة الطلب يمكن أن يستهلك الاستحمام لمرّة واحدة كهرباء يزيد سعرها على 4 جنيهات إسترليني (5.26 دولارًا أميركيًا).

*(الجنيه الإسترليني = 1.32 دولارًا أميركيًا).

وأدى ذلك إلى تنامي مشاعر العداء تجاه الاتحاد الأوروبي، وإلقاء اللائمة على بروكسل في رفع أسعار الكهرباء في النرويج.

وزير الطاقة النرويجي تيرجي آسلاند
وزير الطاقة النرويجي تيرجي آسلاند - الصررة من رويترز

خطّان تحت التهديد

تُمثّل تصريحات تيرجي آسلاند أنباء سيئة بالنسبة لخطّين ضخمين يربطان النرويج بالدنمارك، ومن المقرر تجديدهما هذا العام.

وفي معرض تعقيبه على الخطين، قال: "منذ بناء خطّي سكاغيراك 1 و2 في عام 1975 لم يتغير الوضع كثيرًا"، وفق تصريحات أدلى بها في حوار له مع موقع "يوراكتيف" في بروكسل.

ويشكّك النرويجيون أنفسهم في جدوى استفادتهم من زيادة صادرات بلادهم من الكهرباء إلى أوروبا.

وتضاعفت صادرات الكهرباء النرويجية إلى الاتحاد الأوروبي بنحو 3 مرات منذ العقد الأول من القرن الحالي؛ ما حوّل البلد الإسكندنافي إلى مصدّر صافٍ للكهرباء.

وعلى الرغم من أن تلك تُمثّل أنباء جيدةً لصناعة الكهرباء في النرويج، يتخوف المستهلكون من أن تأتي الأرباح على حسابهم.

وفي هذا الخصوص قال آسلاند، إنه سيقرر ما سيفعل بشأن الخطّين المذكورين الواصلين إلى الدنمارك فور تلقّيه تقريرًا وشيكًا من شركة ستاتنيت (Statnett)، -وهي مشغّل الشبكة في النرويج-.

ألمانيا المشكلة

يمكن أن تُعزى معاناة النرويجيين مباشرةً إلى ألمانيا التي صارت بمثابة قلب نظام الكهرباء في أوروبا ومنطقة تسعيرة الكهرباء الموحدة فيه، بفضل الطلب المتنامي لديها والحاجة الماسّة إلى توليد الكهرباء إلى جانب وضعها الجغرافي المميز.

ولجأت دول الشمال الأوروبي منذ مدة طويلة لتقسيم شبكاتها الكهربائية إلى "مناطق" منفصلة؛ بحيث تختلف أسعار الكهرباء من منطقة لأخرى؛ بهدف الإبقاء على معدلات الاستهلاك قريبةً من الإنتاج قدر الإمكان.

غير أن برلين استمرت في معارضة دعوات بتقسيم منطقة التسعيرة الموحدة لديها؛ ما يكلّف البلاد وجيرانها رسوم إدارة شبكة تُقدَّر بالمليارات.

وعلّق وزير الطاقة النرويجي تيرجي آسلاند على الجدل حول ما إذا كان ينبغي لألمانيا تقسيم منطقة تسعيرة الكهرباء، قائلًا: "هذا قرار يعود للساسة الألمان وحدهم، أمّا في النرويج، فنطبق نظامًا يقوم على 5 مناطق تسعير".

واستدرك بقوله: "من الأفضل أن تفعل ألمانيا ذلك، وينبغي أن يكون لديها مناطق تسعير كهرباء مختلفة"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

محطة طاقة كهرومائية
محطة طاقة كهرومائية - الصورة من economictimes

كهرباء وفيرة ورخيصة

تمتلك النرويج إمدادات كهرباء رخيصة ووفيرة بفضل ما لديها من موارد طاقة كهرومائية، غير أن استمرار تدفّق صادرات الكهرباء النرويجية على أوروبا يتسبب برفع أسعار الكهرباء في النرويج؛ ما يثير غضب المواطنين إزاء الحكومة.

وتُعدّ الطاقة الكهرومائية في البلاد مصدرًا مهمًا لتوليد الكهرباء التي توجّه للتصدير إلى باقي الدول الأوروبية.

وبفضل مواردها الوفيرة من الطاقة الكهرومائية، مدّت النرويج 6 خطوط لنقل الكهرباء إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.

كما أنه بفضل معدل اتّصالها البالغ 25%، تُعدّ البلاد أكثر اتصالًا بالشبكة الأوروبية الأوسع، مقارنةً بكلٍ من هولندا أو فرنسا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1.تأثير أسعار الكهرباء في أوروبا بالنرويج، من "يوراكتيف"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق