الوصول إلى الكهرباء في الدول العربية يقفز إلى 97%.. وتحسّن لافت بالسودان وليبيا
بحلول 2030
سامر أبووردة

يشهد الوصول إلى الكهرباء في المنطقة العربية مسارًا تصاعديًا مدفوعًا بتحسُّن البنية التحتية وزيادة الاستثمارات في منظومات الطاقة على اختلافها.
ويشير التقرير القطاعي الصادر عن مؤسسة "ضمان"، الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أن المنطقة تقترب من تعميم الخدمات الكهربائية على معظم السكان، تزامنًا مع تنامي الطلب على الكهرباء وارتفاع معدلات الإنتاج والاستهلاك في أغلب الدول.
وتُظهر المؤشرات حجم التحولات الهيكلية التي يشهدها القطاع، خلال وقت تتسع فيه الفجوة بين الدول التي بلغت مرحلة الإشباع الكهربائي وتلك التي لا تزال تعمل على تحسين شبكاتها الداخلية.
وتُبرز البيانات أنه من المرجّح استمرار التحسُّن خلال السنوات المقبلة، ضمن مسار يرتبط مباشرة بالنمو الاقتصادي وتطور قطاعات الصناعة والخدمات والبنية الأساسية.
ويمثّل ارتفاع القدرة على إيصال الخدمات الكهربائية عاملًا مهمًا في تعزيز معدلات التنمية، ولا سيما في الدول التي بدأت تستدرك فجواتها التاريخية مثل السودان وليبيا.
ويشير تقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات إلى أن التحسن المتزايد في معدلات الوصول إلى الكهرباء بالدول العربية ليس منعزلًا عن توسع منظومات الطاقة المتجددة وتحديث الشبكات.
وتُظهر المعطيات المرتبطة بالاستهلاك من جانبها نموًا مستمرًا في الطلب؛ ما يعكس الاتجاه العام الذي ترتسم ملامحه بوضوح منذ عقد تقريبًا، وتدعمه توقعات الإنتاج المتزايد خلال السنوات المقبلة.
الوصول إلى الكهرباء في الدول العربية
سيسجل الوصول إلى الكهرباء في الدول العربية متوسطًا يبلغ 96% بنهاية 2025، وفق تقديرات وكالة "فيتش"، مقابل 92.8% عالميًا؛ ما يجعل المنطقة العربية أعلى من المتوسط الدولي.
ويُتوقّع أن تبلغ خدمة الوصول إلى الكهرباء مستوى 100% في 13 دولة عربية، كما تستقر في ليبيا عند 72%، وترتفع في السودان إلى 70% مقارنة بـ68% في 2024.
وتفيد التوقعات بأن نسبة التغطية سترتفع في السودان إلى 81% وفي ليبيا إلى 77% بحلول 2030، مع محافظة الدول الـ13 الأخرى على التغطية الكاملة.
وتؤدي هذه الأرقام المتوقعة إلى رفع متوسط الوصول إلى الكهرباء في الدول العربية إلى 97% بنهاية العقد، مدفوعًا بالتحسينات المتسارعة في شبكات النقل والتوزيع.

استهلاك الكهرباء في الدول العربية
يُتوقع ارتفاع متوسط استهلاك الكهرباء في الدول العربية خلال 2025 إلى نحو 86.4 تيراواط/ساعة.
ومن المرجّح أن يقفز إجمالي استهلاك الكهرباء في المنطقة العربية بمعدل 3.5% ليبلغ 1296 تيراواط/ساعة بنهاية 2025، بحسب ما طالعته منصة الطاقة.
وبنهاية 2025، ستتخطى 4 دول عربية المتوسط العربي لاستهلاك الكهرباء، وهي السعودية ومصر والإمارات والجزائر، في حين ستبقى 11 دولة أخرى تحت هذا المتوسط، إذ يتراوح استهلاكها بين 82 تيراواط/ساعة في الكويت و6.3 تيراواط/ساعة في لبنان.

وترجّح البيانات أن تشهد 15 دولة عربية زيادة في الاستهلاك بنهاية 2025، بمعدلات تتراوح بين 2.2% في سلطنة عمان و27% في لبنان؛ ما يعكس ديناميكية الطلب وارتباطه بالتوسع الاقتصادي والسكان.
وتستحوذ الدول الـ5 الأولى، وهي السعودية ومصر والإمارات والجزائر والكويت، على 74% من إجمالي استهلاك المنطقة، بقرابة 958 تيراواط/ساعة.
وتواصل السعودية صدارتها عربيًا بنحو 436 تيراواط/ساعة (34%)، تليها مصر بأكثر من 174 تيراواط/ساعة (13.5%)، ثم الإمارات بـ172 تيراواط/ساعة (13%)؛ ثم الجزائر والكويت بـ94 و82 تيراواط/ساعة على الترتيب.
وعلى المدى المتوسط، من المتوقّع أن يتجاوز إجمالي استهلاك المنطقة العربية 1558 تيراواط/ساعة بحلول 2030، مع زيادة متوقعة في الطلب بالدول جميعها.
نصيب الفرد من الكهرباء
تؤكد التقديرات ارتفاع متوسط نصيب الفرد العربي من الكهرباء المولّدة بمعدل 3.1% إلى 8.6 ألف كيلوواط/ساعة بنهاية 2025، متجاوزًا المتوسط العالمي البالغ 5.3 ألف كيلوواط/ساعة.
وبحسب البيانات، ستتخطى 6 دول المتوسط العربي في 2025، بينما تأتي 9 دول دونه، بدءًا من ليبيا عند 5.8 ألف كيلوواط/ساعة وصولًا إلى السودان بـ400 كيلوواط/ساعة فقط.
ومن المرجّح أن يشهد نصيب الفرد ارتفاعًا في 14 دولة عربية بنهاية 2025، بزيادات تتراوح بين 0.9% في السعودية و37% في لبنان، مقابل تراجع وحيد في السودان بنسبة 1.3%.

وتتصدّر دول مجلس التعاون الخليجي المشهد؛ إذ يبلغ نصيب الفرد 25 ألف كيلوواط/ساعة في البحرين، تليها قطر بنحو 23 ألف كيلوواط/ساعة، ثم الكويت بـ20 ألف كيلوواط/ساعة، ثم الإمارات والسعودية وسلطنة عمان بمتوسط 19 و12.6 و9.8 ألف كيلوواط/ساعة على الترتيب.
وتشير التوقعات إلى ارتفاع متوسط نصيب الفرد من الكهرباء المُنتجة عربيًا إلى 10 آلاف كيلوواط/ساعة بحلول عام 2030.
ويأتي هذا الارتفاع المتوقع نتيجة لزيادة متوسط نصيب الفرد من الكهرباء في 13 دولة عربية، بالتزامن مع زيادة كمية الكهرباء المنتجة في أغلب الدول، وتحسن كفاءة الشبكات واستثمارات التوليد.
وتستمر هذه الاتجاهات في رسم صورة قطاع كهربائي عربي أكثر قدرة على تلبية الطلب، وأكثر استعدادًا للتحول نحو منظومات طاقة متجددة وفعّالة خلال العقد المقبل.
موضوعات متعلقة..
- تحقيق الوصول إلى الكهرباء في أفريقيا يتطلب استثمارات تتجاوز 150 مليار دولار
- الدول الأكثر استهلاكًا للكهرباء للفرد عربيًا.. فجوة واسعة بين الخليج وباقي المنطقة
- فجوة الوصول إلى الكهرباء عالميًا تتقلّص.. خروج 19 مليون شخص من دائرة العتمة
اقرأ أيضًا..
- استثمارات بطاريات تخزين الكهرباء تقفز 73%.. وهؤلاء الـ3 الكبار
- كيف يدعم الذكاء الاصطناعي تسريع تحول الطاقة العالمي؟ (تقرير)
- أفريقيا تقود اكتشافات النفط والغاز في العالم (تقرير)
المصدر:





