طاقة نوويةتقارير الطاقة النوويةرئيسية

المفاعلات النووية المعيارية في بريطانيا.. تنظيم جديد يثير المخاوف حول السلامة

يعزف على وتر ارتفاع فواتير الكهرباء

حياة حسين

انتهى كيان حكومي من وضع قواعد تنظيمية جديدة تسرع من عمليات بناء المفاعلات النووية المعيارية في بريطانيا؛ ما أثار قلق العديد من الخبراء، الذين رأوا أنها جاءت على حساب معايير السلامة والأمان.

وكان رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر، قد أصدر قرارًا بتكوين كيان يُعرف باسم "تاسك فورس"، خلال فبراير/شباط 2025، عقب وعد بتسهيل القواعد المُعقدة المنظمة لقطاع الطاقة النووية، والتي يمكن أن تعوق التحرك السريع نحو اعتماد المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة في البلاد.

وأشار مسؤولو تاسك فورس إلى أن القواعد التنظيمية الجديدة، لن تعمل على تسريع بناء تلك المفاعلات الصغيرة فحسب، بل ستخفض من تكاليف المشروعات أيضًا، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي سبتمبر/أيلول 2025، أُعلنت تفاصيل المرحلة الأولى من خطة لبناء عدد من المفاعلات النووية المعيارية في بريطانيا، في إطار إستراتيجية الدولة لدعم هذا المصدر من الطاقة النظيفة، والذي تتعاون فيه مع أميركا، بناء على اتفاقية وُقعت في منتصف الشهر نفسه.

وقالت -حينها- شركتا سنتريكا، وإكس إنرجي التي تتخذ من ولاية ميريلاند الأميركية مقرًا لها، إنهما وقّعتا اتفاقية تطوير؛ لنشر عدد من المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة في بريطانيا، من طراز إكس إي 100 المتقدمة، وتنفذ المشروع، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 10 مليارات جنيه إسترليني (13.6 مليار دولار أميركي)، سنتريكا في شمال شرق البلاد، بالتعاون مع المجموعة الأميركية.

تسريع المفاعلات النووية المعيارية في بريطانيا

نشر فريق الكيان الحكومي "تاسك فورس" القواعد المبدئية الجديدة لتسريع بناء المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة في بريطانيا، خلال أغسطس/آب 2025؛ ما أدى إلى تشكيل جماعة ضغط مناهضة؛ مُشكّلة من 25 من منظمات المجتمع المدني، للتحذير من مخاطر التخلي عن القواعد المتشددة القديمة، وما يمكن أن يسفر عنها من مخاطر نووية.

ووصفت هذه المجموعة القواعد التنظيمية الجديدة بـ"عدم الموثوقية والدقة"، وفق ما ذكرته صحيفة "الغارديان".

ويقود "تاسك فورس" الرئيس السابق لمكتب عدالة التجارة "أوفيس أوف فاير ترادينغ" جون فينغلتون، الذي قال: "حلولنا جذرية، لكنها ضرورية؛ فمن خلال تبسيط اللوائح، يمكننا الحفاظ على معايير السلامة أو تعزيزها، مع توفير القدرة النووية في نهاية المطاف بأمان وسرعة وبتكلفة معقولة".

وأضاف أن التوصيات تشمل إعادة هيكلة كيانات صناعة الطاقة النووية في البلاد؛ بهدف توحيدها في لجنة واحدة معنية بالصناعة، وتغيير أنظمة التخطيط والبيئة الحالية؛ لتسريع إنجاز مشروعات المفاعلات النووية المعيارية في بريطانيا.

بينما علّق وزير الطاقة إد ميليباند، على القواعد الجديدة قائلًا: "إنها ستكون جزءًا مهمًا في منظومة تضمن تعديلات مطلوبة لإطلاق مشروعات الطاقة النووية الجديدة".

وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند
وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند - الصورة من بي بي سي

خفض فواتير الكهرباء

رحّب رئيس رابطة صناعة الطاقة النووية في المملكة المتحدة توم غريتركس، بالقواعد الجديدة التي وضعها الكيان الحكومي "تاسك فورس" لتسهيل بناء المفاعلات النووية المعيارية في بريطانيا، وقال: "توفر هذه القواعد فرصًا غير مسبوقة لجعل التشريعات المُنظمة لصناعة الطاقة النووية أكثر تماسكًا وشفافية وكفاءة؛ ما يجعل تنفيذ المشروعات أسرع وأقل تكلفة".

وأضاف: "كثيرًا ما عاقت الإجراءات المكلفة والبيروقراطية أمن الطاقة في بلادنان وصعّبت من مكافحة أزمة المناخ، وحماية البيئة الطبيعية، التي تُعد الطاقة النووية أساسية لها".

ووافقه الرأي الرئيس التنفيذي لمجموعة "براتين ريماد" الداعمة لصناعة الطاقة النووية سام ريتشاردس، الذي صرّح بالقول: "إنها لحظة فارقة في مجال خفض تكاليف المفاعلات النووية.. نتائج فريق عمل تاسك فورس تكشف عن مجموعة من اللوائح التي تجعل بريطانيا من أعلى المناطق في التكاليف الاستثمارية لبناء محطات الطاقة النووية".

كما هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من قِبل حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم؛ بسبب حماية أسماك صغيرة، وحمّله أسباب اندلاع حرائق لوس أنجلوس في بداية العام الجاري، وجفاف صنابير الإطفاء لهذا السبب، فعل ريتشاردس.

وقال: "في وقت تُعدّ فواتير الكهرباء في بريطانيا من بين الأعلى في العالم، أجبر نظامنا التشريعي شركة كهرباء فرنسا (إي دي إف) على إنفاق ما يقارب من 280 ألف جنيه إسترليني (366.8 ألف دولار أميركي) لكل سمكة محمية. هذا أمر لا يمكن تبريره. لقد أضافت هذه التعديلات سنوات من البناء ومليارات الدولارات إلى التكاليف؛ تكاليف تُحمّل في النهاية على المستهلكين من خلال فواتير أعلى".

*(الجنيه الإسترليني = 1.31 دولارًا أميركيًا).

وقال رئيس تاسك فورس، جون فينغلتون: "هذه فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل. المشكلات منهجية، متجذرة في تعقيد لا داعي له، وعقلية تُفضل العملية على النتيجة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق