الطاقة المتجددة في ألمانيا تواجه مخاطر.. إصلاحات غير مجدية (تقرير)
دينا قدري
تواجه مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا عدّة مخاطر، جراء إصلاحات الطاقة الأخيرة في البلاد، التي تهدف إلى الحدّ من الأسعار للقطاع الصناعي وتعزيز توليد الكهرباء بالغاز.
وتحتاج ألمانيا إلى زيادة أكبر بـ3 مرات وأكثر حدّة في استعمال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحسب ما أكدته أستاذة اقتصادات الطاقة وسياساتها في جامعة لوفانا لونبورغ، كلوديا كيمفرت.
ومع ذلك، يبدو أن الحكومة تُروّج لعالم "يحتوي على المزيد من الغاز الأحفوري"، وفقًا لكيمفرت، التي تشغل أيضًا منصب رئيس قسم الطاقة والنقل والبيئة في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تهدف ألمانيا إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
ولتحقيق هذا الهدف، تأمل في تعزيز قدرة طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 145 غيغاواط، و215 غيغاواط بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 79.8 غيغاواط، و109 غيغاواط حاليًا.
مخاطر الطاقة المتجددة في ألمانيا
قالت خبيرة الطاقة كلوديا كيمفرت، إنّه يتعين على الحكومة التركيز على تعزيز توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة، بدلًا من التفاوض على اتفاق مع بروكسل للحدّ من أسعار الكهرباء إلى 50 يورو (57.62 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة للقطاع الصناعي بين عامي 2026 و2028.
وأضافت أن تحديد سقف لسعر الكهرباء "لن يحل المشكلات.. في الواقع، أرى أن هذا يُخاطر بخلق مشكلات جديدة".
على سبيل المثال، أشارت كيمفرت إلى أن السعر المضمون قد يُقلل من الاهتمام باتفاقيات شراء الكهرباء (PPAs)، التي ترتبط عادةً بمشروعات الطاقة المتجددة بأسعار محددة متفَق عليها بين الأطراف.
وتابعت أن اتفاقيات شراء الكهرباء -بدلًا من تحديد سعر عام للكهرباء- تُعدّ أدوات أفضل لاستهداف تقنيات مُحددة للمساعدة في تحديث نظام الطاقة، بحسب ما نقلته منصة "مونتيل نيوز" (Montel News).
وقالت كيمفرت: "تحتاج هذه الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة إلى التحديث، وهي لا تُحدّث بما فيه الكفاية.. ومن خلال دعم السعر، يُمكننا القول، إن هذا لا يُحلّ المشكلة حقًا، وما نحتاج إليه حقًا هو المزيد من التحديث".

بالمثل، انتقدت خبيرة الطاقة كلوديا كيمفرت خطة الحكومة لطرح مناقصات تصل إلى 12.5 غيغاواط من السعة الجديدة لتوليد الكهرباء بالغاز للمساعدة في مواجهة انقطاع الطاقة المتجددة، قائلةً، إنها ستُثني عن الاستثمار في حلول مرنة أخرى.
قالت: "قد تؤدي عملية تقديم العطاءات هذه إلى تثبيط خيارات المرونة الأخرى"، مستشهدةً بتخزين البطاريات، والكتلة الحيوية، ومجمعات الطاقة المتجددة الهجينة، والتدفئة المركزية، أمثلةً.
وشددت على أنه من الأفضل أن تكون أيّ عطاءات جديدة محايدة من الناحية التقنية، ليتمكن مقدّمو الخدمات من التركيز على ما يُقدّم أفضل خدمة بأقل انبعاثات، قائلة: "يجب أن يضمن التصميم ألّا تُقوّض هذه المحطات أسواق الطاقة المتجددة والمرونة والتخزين".
إصلاحات قطاع الكهرباء في ألمانيا
في سياقٍ متصل، قرّر الائتلاف الحاكم في ألمانيا الحفاظ على حجم مزادات الطاقة المتجددة في البلاد دون تغيير، مع تقليص خطط الكهرباء القابلة للتوزيع.
وعلّقت رئيسة الاتحاد الألماني للطاقة المتجددة (BEE)، أورسولا هاينن-إيسر، قائلةً: "إن بقاء حجم مزادات الطاقة المتجددة مرتفعًا وطموحًا يُمثّل إشارة قوية، ويمكن للشركات ومطوري المشروعات الاستفادة من هذا ومواصلة الاستثمار في التوسع".
كما وافق مجلس الوزراء على إستراتيجية لمحطات الكهرباء، إذ تخطط ألمانيا الآن لطرح 12 غيغاواط فقط من الكهرباء القابلة للتوزيع من محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز بحلول عام 2026، بدلًا من 20 غيغاواط المخطط لها في الأصل.
ومن حجم المناقصة، ستُخصَّص 8 غيغاواط لمحطات كهرباء جديدة تعمل بالغاز، و2 غيغاواط للمرافق المحايدة تقنيًا، و2 غيغاواط أخرى لمحطات الكهرباء القابلة للعمل بالهيدروجين، وستُبنى جميع محطات الكهرباء لتكون جاهزة لاستعمال الهيدروجين، وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
من ناحية أخرى، أضاف الاتحاد أن التقنيات اللامركزية مثل الطاقة الحيوية، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الحرارية الأرضية، والتوليد المشترك للحرارة والكهرباء (CHP)، وتخزين البطاريات، لا يمكنها فقط توفير الكهرباء بسرعة وبتكلفة فعّالة، بل توفر أيضًا أكثر بكثير من 2 غيغاواط من السعة القابلة للتوزيع.
وعلاوة على ذلك، أعرب الاتحاد الألماني للطاقة المتجددة عن رضاه عن محطات الكهرباء التي تبلغ قدرتها 2 غيغاواط، والتي ستُجبر على التحول إلى الهيدروجين مبكرًا.
وأضاف أنه في هذه المرحلة من التوسع، يُعدّ ضمان استهلاك الهيدروجين أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز توسيع قدرة التحليل الكهربائي في ألمانيا، بحسب ما نقلته منصة "رينيوبلز ناو" (Renewables Now).

كما أعربت وزيرة الطاقة الألمانية، كاترينا رايشه، عن ارتياحها لقرارات لجنة الائتلاف، مشيرةً إلى أن طرح مناقصة قصيرة الأجل لسعة قابلة للتوزيع تبلغ 12 غيغاواط هو أساس إمدادات كهرباء موثوقة في ألمانيا، كما رحّبت الوزيرة بالقرارات المتعلقة بتكاليف الطاقة.
وأضافت رايشه: "مع حزمة أسعار الكهرباء، وتخفيض رسوم الشبكة، وتخفيض ضريبة الكهرباء، وإلغاء ضريبة تخزين الغاز، تصل سياساتنا إلى المستهلكين والشركات مباشرةً".
وقالت الوزيرة، إنه نتيجةً للتحسينات في تعويضات أسعار الكهرباء وسعر الكهرباء الصناعي الجديد، ستتمكّن مجموعة أكبر بكثير من الشركات من الاستفادة من انخفاض تكاليف الكهرباء في المستقبل.
موضوعات متعلقة..
- ترمب يهاجم الطاقة المتجددة في ألمانيا.. كيف ردت وزارة الخارجية؟
- الطاقة المتجددة في ألمانيا تنتظر خفض الدعم.. وغموض بشأن الاستثمارات
- تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا تتضاعف لــ21 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- منحة النفط السعودي.. تفاصيل "توليفة الخام" ليناسب المصافي السورية
- وزير الكهرباء المصري يوضح لـ"الطاقة" حقيقة تأجيل مشروعات الهيدروجين
- تقنية تحكم حراري في البطاريات.. تخدم السيارات الكهربائية ومراكز البيانات
المصادر:
- مخاطر الإصلاحات على مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا، من منصة "مونتيل نيوز"
- خطط توليد الكهرباء في ألمانيا، من منصة "رينيوبلز ناو"





