منحة النفط السعودي.. تفاصيل "توليفة الخام" ليناسب المصافي السورية
سامر أبووردة
تُشكّل منحة النفط السعودي محور تطور إمدادات الخام في سوريا، مع اقتراب وصول الدفعة الثانية والأخيرة البالغة مليون برميل يوم الأحد 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، في وقت تتواصل فيه جهود دمشق لتأمين وقود يكفي لتشغيل المصافي ومحطات الكهرباء.
وتأتي هذه الشحنات ضمن اتفاق موقَّع مع السعودية، في سبتمبر/أيلول 2025، لتزويد سوريا بإجمالي 1.65 مليون برميل من الخام.
ونُسّق وصول شحنات منحة النفط السعودي إلى سوريا وفق جدول متسق يهدف إلى دعم تشغيل مصفاة بانياس، التي استقبلت أول دفعة يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، على متن الناقلة "بيتاليدي" (PETALIDI) محمّلة بـ650 ألف برميل.
وأكدت الشركة السورية للبترول أن عمليات التفريغ جرت وفق معايير السلامة المعتمدة لضمان ضخ الخام إلى وحدات التقطير مباشرة.
وستُسهم هذه الشحنات في استقرار إمدادات الوقود خلال أوقات زيادة الطلب، مع توجيه جزء من الكميات لتلبية احتياجات تشغيل محطات الكهرباء، إذ تمثّل عنصرًا داعمًا لخطط تحسين الإمدادات في السوق المحلية.
وكشفت مصادر تحدثت إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تفاصيل إضافية حول حركة الناقلات ومسار الشحنات منذ تحميلها في مواني السعودية حتى وصولها إلى الساحل السوري، بالإضافة إلى معلومات عن نوعية الخام ومنشأ المكونات المضافة إليه، لضمان توافقه مع قدرات مصفاة بانياس.
كيف يناسب النفط السعودي المصافي السورية؟
تظهر البيانات أن الشحنة الأولى من منحة النفط السعودي التي وصلت على متن "بيتاليدي" حُمّلت بخام الحوت من الخفجي، ثم أُضيفت إليها مكثفات من رأس تنورة، لخلق خليط تتطابق لزوجته وكثافته مع اشتراطات التشغيل في مصفاة بانياس.
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن تطبيق التوليفة ذاتها يُعاد في الشحنة الثانية من منحة النفط السعودي التي ستصل إلى الميناء السوري على الناقلة "ريليابول واريور" (RELIABLE WARRIOR)، محمّلةً بمليون برميل من الخام الثقيل الممزوج بمكثفات.
ووفق بيانات مصفاة بانياس لدى منصة الطاقة، تعتمد المصفاة على خامات ذات مواصفات محددة، ما يجعل التوليفة القادمة من الخفجي ورأس تنورة عاملًا أساسيًا في نجاح عمليات التكرير.
وتعزّز منحة النفط السعودي قدرة المصافي السورية على العمل بمعدلات أعلى، من خلال توفير خام يمكن ضخه مباشرة إلى وحدات التقطير دون الحاجة إلى تعديلات كبيرة في أنظمة المعالجة.

تفريغ الشحنة الأولى من المنحة
أعلنت الشركة السورية للبترول، يوم الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني، انتهاء تفريغ كامل حمولة "بيتاليدي" في خزانات بانياس، بكمية بلغت 650 ألف برميل.
وباشرت الفرق الفنية ضخ الخام إلى خطوط الإنتاج، بهدف تأمين الكميات اللازمة لصناعة المشتقات النفطية، واستقرار توزيعها في السوق المحلية.
وتُعد منحة النفط السعودي أول تدفق من النفط الخام السعودي إلى سوريا عبر تاريخ قطاع الطاقة السوري، وفق قاعدة بيانات قطاع النفط العربي لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتفتح هذه الخطوة مسارًا جديدًا للتعاون بين الرياض ودمشق، بعدما أعلنت السعودية في سبتمبر/أيلول تقديم المنحة، لتلبية جزء من احتياجات الوقود ودعم تشغيل محطات الكهرباء.

الأثر الاقتصادي لمنحة النفط السعودي
تُسهم الكميات الواردة في تقليص فجوة الإمدادات، وتخفيف الضغط على فاتورة الطاقة، وهو ما ينعكس على استقرار خدمات الكهرباء المدعومة جزئيًا بالكميات المكررة في بانياس.
وتعتمد دمشق على الاتفاقية الموقعة مع الصندوق السعودي للتنمية ووزارة الطاقة السعودية لضمان تدفق الشحنات وفق جدول زمني ثابت.
وفي الوقت الذي تستعد فيه سوريا لاستقبال الدفعة الأخيرة، يبدأ تأثير الإمدادات في الظهور تدريجيًا عبر توازن أكبر في توافر المشتقات، وتحسين قدرة المصافي على العمل المستمر، ما يمنح السوق المحلية متنفسًا ضروريًا في ظل تحديات اقتصادية متراكمة.
موضوعات متعلقة..
- موعد وصول مليون برميل نفط جديدة من السعودية إلى سوريا
- شحنة نفط سعودية تصل إلى سوريا.. الأولى من نوعها
- شحنة نفط سعودية ضخمة في طريقها إلى سوريا.. والناقلة تتجنّب البحر الأحمر
اقرأ أيضًا..
- منجم ليثيوم عالمي يخطط لاستئناف الإنتاج.. احتياطياته 775 مليون طن
- نمو الطلب على الكهرباء في أميركا يثير القلق.. والتوليد الحراري قد يُلبي 40%
- مشروع روفوما للغاز المسال في موزمبيق يستعد لطفرة.. بعد إلغاء القوة القاهرة
المصدر:





