رئيسيةتقارير السياراتسيارات

بطاريات الحالة الصلبة.. رهان أوروبي لمنافسة الصين

دينا قدري

وسط سيطرة صينية غير مسبوقة، تراهن شركة أوروبية على بطاريات الحالة الصلبة لإحكام قبضتها على القطاع، مطوّرةً تقنية معدن الليثيوم الأساسية اللازمة لهذا الجيل الجديد من البطاريات.

وتُناضل شركات مثل "أفيستا هولدينغ" (AVESTA Holding) لمنح أوروبا فرصة للمنافسة في قطاع تصنيع البطاريات؛ فهي تُطور تقنيات حيوية، وتُنشئ سلاسل توريد أوروبية، وتُنشئ البنية التحتية اللازمة لاستقلال الطاقة.

لكن هذه الشركات تُكافح بيدٍ مُقيدةٍ بسبب الجمود التنظيمي وندرة رأس المال، في حين تُسارع الشركات المنافسة باتخاذ خطوات إلى الأمام دون أيّ عوائق.

وأكد تقرير حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن السؤال ليس ما إذا كانت أوروبا قادرةً على بناء صناعة بطاريات تنافسية؛ إذ تُثبت شركة "أفيستا" قدرتها على ذلك.

ولكنه طرح سؤالًا رئيسًا يتمحور حول ما إذا كانت أوروبا ستحشد الشجاعة والسرعة والرغبة في المخاطرة للقيام بذلك.

سيطرة صينية في مجال البطاريات

بينما ترتفع قيمة الشركات الصينية الناشئة في مجال البطاريات من الصفر إلى مليارات الدولارات في غضون 3 سنوات فقط، تُكافح شركات تصنيع البطاريات الأكثر ابتكارًا في أوروبا لتأمين -ولو- فتات من رأس المال، وتُغرق في طلبات التصاريح.

وقال مؤسس شركة أفيستا، نوشين عمر: "للأسف، نحن في أوروبا لا نُولي اهتمامًا كبيرًا للمخاطرة لدعم الشركات الناشئة والأفكار الجيدة، بينما هم يفعلون ذلك في الولايات المتحدة والصين".

وتُقدِم أفيستا على خطوة استثنائية في القارة العجوز؛ إذ إنها الشركة الوحيدة التي تُنتج أنودات الليثيوم المعدنية في أوروبا؛ في الوقت الذي توجد فيه هذه التقنية "منذ مدة كبيرة" في اليابان وكوريا وأميركا، بحسب ما ذكره تقرير "إنرجي نيو" (Energy News).

وهذا يعني أنه لا يوجد لدى أوروبا سوى مورد واحد يُطوّر تقنية معدن الليثيوم الأساسية اللازمة للجيل القادم من بطاريات الحالة الصلبة، مع تسارع القارة نحو التحول إلى الطاقة الكهربائية، ومع وعود السياسيين بملايين السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة.

وأوضح عمر: "نحن ملتزمون تمامًا بتحسين العمليات، وتوسيع نطاقها وفقًا لذلك لجعلها أكثر فاعلية من حيث التكلفة.. لكننا ما زلنا بعيدين عن الإنتاج الضخم، وهو أمر نعمل عليه بجدّ واجتهاد".

بطاريات الحالة الصلبة
أحد مصانع البطاريات التابعة لشركة "أفيستا"- الصورة من موقع الشركة

إعادة تدوير بطاريات الحالة الصلبة

رغم الحماسة الملحوظة لتقنيات بطاريات الحالة الصلبة الجديدة، لا يتطرق المشاركون في القطاع إلى أزمة إعادة التدوير.

وفي الواقع، ستتعين إعادة تدوير 100 ألف طن من البطاريات منتهية الصلاحية في السنوات المقبلة، وتنص اللوائح الأوروبية على احتواء البطاريات الجديدة على مواد مُعاد تدويرها بنسبة 5%.

ولاحظ التقرير أن أوروبا "نشطة للغاية" في إعادة تدوير النيكل والكوبالت. ولكن بالنسبة لبطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات، "تُعدّ أوروبا متأخرة.. تأخرها عن الصين بـ10 سنوات على الأقل"، بحسب ما أكده مؤسس شركة أفيستا، نوشين عمر.

وتراهن شركة "أفيستا" بشكل كبير على بطاريات الحالة الصلبة المزودة بأنودات الليثيوم المعدنية، وهي تقنية يمكنها مضاعفة مدى السيارات الكهربائية، والقضاء على التركيز المفرط على البنية التحتية للشحن السريع.

ويوضح عمر قائلًا: "عندما لا يتوافر شحن سريع، سيقلّ الضغط على الشبكة، وهذا ما نسعى إليه جميعًا"، ومن ثم يُعدّ حلًا فاعلًا يُعالج مشكلات متعددة في آنٍ واحد: قلق المدى، واستقرار الشبكة، ومتطلبات البنية التحتية للشحن.

عائق نشر البطاريات في أوروبا

تخطط شركة "أفيستا" لطرح بطاريات الحالة الصلبة في السوق بحلول عام 2030 من منشآتها في بلغاريا، وأوضح مؤسس الشركة، نوشين عمر، أنها بطاريات "تخضع لسيطرة كاملة من سلسلة توريد أوروبية"، ما يعني أنها لا تُجمّع فقط في أوروبا، بل تُسيطر عليها أوروبا.

ولكن هنا يتجلى بوضوحٍ العائق الأوروبي، فبينما يعمل "عمر" نحو عام 2030، يتحرك المنافسون الصينيون بتمويلٍ قويّ ولوائحٍ مُبسّطة، بوتيرةٍ أسرع بكثير.

وردًا على سؤال بشأن أصعب تحدٍّ تواجهه شركة "أفيستا"، كان جواب "عمر" فوريًا: "تصاريح طويلة المدى للمصانع العملاقة على نطاق غيغاواط والاتحاد الأوروبي بأكمله".

وهذا يعني أن التقنيات والمنافسة والتمويل ليست العائق الرئيس الذي يواجه نشر بطاريات الحالة الصلبة في أوروبا، مع أن هذه مشكلات ضخمة دون شكّ.

ويرى تقرير "إنرجي نيو" أن رؤية عمر لانطلاق بطاريات الحالة الصلبة من خطوط الإنتاج الأوروبية بحلول عام 2030، مدعومةً بسلاسل التوريد الأوروبية والمواد الأوروبية المُعاد تدويرها، قابلةٌ للتحقيق، ولكن فقط إذا قررت أوروبا أنها تُريد الفوز فعلًا.

والوقت الحالي، ما يزال هذا القرار غير مؤكدٍ، ولكن الوقت ينفد، وفي صناعة البطاريات، فإنّ احتلال المركز الثاني يعني عدم المنافسة على الإطلاق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق