
أصبح من المقرر أن ينطلق ممر هيدروجين أخضر في أوروبا في عام 2032، أيّ بعد عامَيْن من الموعد المحدد سابقًا، بعد أن تأكدت جدواه التقنية.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أكمل مشروع ممر الهيدروجين الأخضر الأوروبي إتش 2 ميد (H2med) بنجاح أول تقييم متعمق لمسار "بارمار" (BarMar).
وأفادت المسوحات الجيوفيزيائية والدراسات الهندسية التي أُجريت في عامَي 2024 و2025، بأن مسار خط أنابيب الهيدروجين بارمار "مجدٍ تقنيًا".
ويربط خط الأنابيب البحري "بارمار" مدينة برشلونة الإسبانية بمدينة مرسيليا الفرنسية، وهو جزء رئيس من شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين الأوسع "إتش 2 ميد".
تقييم ممر هيدروجين أخضر في أوروبا
من بين العديد من الشركات، يشمل شركاء مشروع "إتش 2 ميد"، "إيناغاز" الإسبانية (Enagás)، و"ناتران" الفرنسية (NaTran) -المعروفة سابقًا باسم "جي آر تي غاز" (GRTgaz)- و"أو جي إي" الألمانية (OGE)، و"رين" البرتغالية (REN)، و"تيريغا" الفرنسية (Teréga).
ويتألّف المشروع من ربط هيدروجيني بين البرتغال وإسبانيا "سيلزا" (CelZa)، وخط أنابيب بحري يربط بين إسبانيا وفرنسا "بارمار".
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يشمل تقييم ممر الهيدروجين الأخضر "بارمار" تحليلات هندسية أجراها خبراء، التي أُجريت بعد حملات مسح جيوفيزيائي مكثفة.
وأفادت الشركة المشغلة بأن المسوحات التي أجراها خبراء مستقلون لم تسفر عن أي عقبات رئيسة، ما سمح للمشروع بالتقدم إلى مرحلته التالية، بحسب ما جاء في البيان الذي نشره مشروع "إتش 2 ميد".
وجاء في البيان: "لم تجد الدراسة أي قيود مادية كبيرة على طول المسارات، وتُعد جميع معابر البنية التحتية المحددة ممكنة. بالإضافة إلى ذلك، لا تُشكل ظروف قاع البحر والتضاريس تحديات كبيرة".
وتابع: "يخلص التقرير إلى أن مسار بارمار قيد الدراسة مُجدٍ تقنيًا، مع القدرة على إدارة جميع التحديات المُحددة من خلال الممارسات الهندسية المُعتمدة".
ويتيح هذا الوضوح الجديد للشركاء مواصلة إحراز تقدم في الجدول الزمني العام للمشروع، والوفاء بالالتزامات المقترحة في هذا الجدول الزمني، جزءًا من التخطيط المستقبلي لشبكة الهيدروجين الأوروبية.

ووفقًا لهذا الجدول، تحدد تاريخ التشغيل التجاري لمشروع "بارمار" لعام 2032، بالتزامن مع تاريخ التشغيل التجاري لخط أنابيب "سيلزا" المجاور، الذي تُطوّره "إيناغاز" و"رين" لربط البرتغال وإسبانيا.
ويراعي هذا التعديل الجوانب الفنية للمشروع والدول المعنية، التي تعمل على تطوير شبكاتها الوطنية للهيدروجين، مع ضرورة الحصول على التصاريح وتحقيق جدول زمني متزامن للتراخيص.
ونظرًا إلى أن "إتش 2 ميد" مصمم ليكون العمود الفقري الذي يربط بينها جميعًا، فإن التزامن الدقيق أمر بالغ الأهمية، بحسب ما أكده المشروع في بيانه.
ممر الهيدروجين الأخضر الأوروبي
مشروع "إتش 2 ميد" هو جهد عابر للحدود الوطنية يهدف إلى ربط شبكات الهيدروجين في شبه جزيرة إيبيريا بشبكات فرنسا وألمانيا وشمال غرب أوروبا بالكامل، ما يُمكّن أوروبا من الحصول على هيدروجين أخضر وبأسعار معقولة بحلول عام 2030.
وسيكون "إتش 2 ميد" ممرًا واسعًا لنقل الهيدروجين قادرًا على نقل 10% من 20 مليون طن من الهيدروجين المتوقعة في أهداف "ري باور يو إي" (RePowerEU) في أوروبا بحلول عام 2030.
وهو أحد ممرات استيراد الهيدروجين الرئيسة عبر البحر الأبيض المتوسط، ويربط البرتغال وإسبانيا وفرنسا، وفي نهاية المطاف شمال أفريقيا، لنقل الهيدروجين الأخضر إلى الدول المستهلكة في وسط أوروبا.
وسيُشكّل خط أنابيب بارمار البحري رابطًا رئيسًا لشبكة "إتش 2 ميد" بين إسبانيا وفرنسا، حيث ينقل الهيدروجين من مراكز الإنتاج الغنية بالطاقة المتجددة في إسبانيا إلى مراكز الطلب الصناعي في شمال أوروبا.
وستمتلك شركة البنية التحتية للهيدروجين التابعة لشركة إيناغاز نسبة 50% من المشروع المشترك، في حين تمتلك ناتران 33.3%، وتيريغا 16.7%.
بدءًا من عام 2032، من المتوقع أن تنقل شبكة "إتش 2 ميد" الكاملة ما يصل إلى مليونَي طن من الهيدروجين سنويًا بين إسبانيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا.
موضوعات متعلقة..
- أول ممر هيدروجين أخضر في أوروبا يشهد تطورًا جديدًا
- 28 منظمة تحتشد ضد ممر الهيدروجين الأخضر الأوروبي.. ما القصة؟
- ممر الهيدروجين الأخضر بين دول البلطيق يتقدم خطوة جديدة
اقرأ أيضًا..
- أفريقيا تقود اكتشافات النفط والغاز في العالم (تقرير)
- محطات الغاز المسال العائمة تتوسع عالميًا.. المزايا ومناطق الانتشار (تحليل)
- زيارة ولي العهد السعودي لأميركا.. توقعات بصفقات طاقة غير مسبوقة
- السيارات الكهربائية والهجينة تشكل 45% من المبيعات العالمية.. وهذه أسباب تفوق الصين
المصادر:
- موعد انطلاق ممر هيدروجين أخضر في أوروبا، من موقع مشروع "إتش 2 ميد".
- معلومات إضافية عن مشروع ممر الهيدروجين الأخضر الأوروبي، من الموقع الرسمي للمشروع.





