رئيسيةتقارير النفطنفط

سوق ناقلات النفط تُنعش موقف الشرق الأوسط.. ما دور أوبك+؟

دينا قدري

استعاد الشرق الأوسط مكانته بوصفه محركًا رئيسًا للطلب على ناقلات النفط الكبيرة جدًا، بفضل قرارات أوبك+ الأخيرة، التي أعادت ضخ البراميل مجددًا إلى السوق، وأدت إلى طفرة كبيرة في قطاع الشحن.

ووفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بدأ أعضاء أوبك+، بقيادة السعودية، في التخلص من تخفيضات الإنتاج الطوعية، ومن شأن عودة الإمدادات أن تعيد تشكيل الزخم في أسواق النفط وناقلاته.

وتقود سوق ناقلات النفط الخام الكبيرة جدًا أقوى أداء لأرباح قطاع الشحن منذ أكثر من عامين؛ إذ تصل أرباح السوق الفورية إلى 100 ألف دولار يوميًا على الطرق الرئيسة.

ويشير المحللون إلى أن هذه الزيادة قد تُعيد صياغة إستراتيجيات نشر الناقلات حتى عام 2026.

تطورات سوق ناقلات النفط

يُعيد ضخّ براميل النفط الخام إلى الشرق الأوسط مكانته في سوق ناقلات النفط، بعد أكثر من عام من شحّ الإمدادات، خلال وقت تتجه فيه الأنظار من جديد إلى أوبك وسياسة الإنتاج في الشرق الأوسط، مع انعقاد الأسبوع البحري في دبي.

ومع زيادة الإمدادات من منتجي الشرق الأوسط، اتجهت حصة متزايدة من هذه البراميل الإضافية إلى آسيا، التي لا تزال مركز الطلب الأعمق والأكثر تأثرًا بالأسعار، بحسب تقرير نشرته منصة "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" (The Maritime Executive).

وفي وقت سابق من العام الجاري (2025)، اعتمدت مصافي التكرير الآسيوية بشكل أكبر على عمليات سحب المخزونات وشحنات حوض المحيط الأطلنطي، ولكن مع تراجع إمدادات الشرق الأوسط وتراجع فروق الأسعار، عاد تركيزها نحو المنطقة.

بالنسبة لسوق الناقلات، كان هذا التطور إيجابيًا بلا شك؛ فمع استكمال منتجي أوبك+ إعادة التوازن بعد فائض العرض السابق، وتجاوز الشرق الأوسط ذروة الطلب الموسمية، يتجه مزيد من النفط الخام الآن إلى سوق التصدير.

ويتجلى ذلك -بالفعل- في ارتفاع أعداد شحنات ناقلات النفط الكبيرة جدًا وزخم الحجوزات؛ ولم تكن هذه الزيادة كبيرة، لكنها كانت متسقة ومستدامة.

وهذا النوع من التجارة المتوقعة والمدفوعة بالحجم تحديدًا، هو ما يدعم أسعار إيجار ناقلات النفط الكبيرة جدًا بشكل دائم.

ناقلات النفط الكبيرة جدًا
ناقلة نفط كبيرة جدًا - الصورة من منصة "تريد ويند"

تدفقات النفط من الشرق الأوسط

وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، لا يزال قطاع ناقلات النفط الكبيرة جدًا يستجيب بشكل خاص لتدفقات النفط من منطقة الشرق الأوسط.

ومع تصدير 85% من النفط الخام والمكثفات من المنطقة في عامي 2024-2025، والتي تحملها بالفعل ناقلات النفط الكبيرة جدًا، و75% من زيادة إنتاج أوبك+ تأتي من هذه المنطقة؛ فإن حجم فرصة نمو قطاع الناقلات واضح.

فكل برميل إضافي متاح للتصدير يُترجم مباشرةً إلى زيادة في الطلب على النقل لمسافات طويلة؛ وتتمتع ناقلات النفط الكبيرة جدًا بموقع فريد لاستيعاب هذه التجارة.

من ناحية العرض، لا يزال توافر السفن محدودًا، وسيظل اتجاه سوق الشحن مدفوعًا بالطلب المستمر على السفن على المدى القريب، مع عدم وجود تغير ملحوظ في حجم أسطول ناقلات النفط الكبيرة جدًا.

ويُعد نمو أسطول ناقلات النفط الكبيرة جدًا ضئيل جدًا في عام 2025، مع محدودية عمليات التسليم الجديدة.

حتى مع وجود مزيد من السفن الجديدة المقرر بناؤها في السوق في عام 2026؛ فإن جزءًا كبيرًا من هذه السعة الإضافية سيقابله أسطول متقادم يشهد انخفاضًا تدريجيًا في معدل استعماله.

عمليًا، من المرجّح أن يفوق الانخفاض الفعلي في القدرة التجارية للسفن القديمة السعةَ المضافة من الحمولة الجديدة.

مخاطر سوق ناقلات النفط

حتى مع تحسن الأساسيات، لا تخلو سوق الناقلات من المخاطر؛ إذ لا تزال التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر حاضرة باستمرار، وتستمر في إلقاء ظلالها على ديناميكيات الشحن.

كما تعتمد قوة الطلب الحالية على حفاظ مصافي التكرير الآسيوية على هوامش ربح جيدة؛ فقد يؤدي التراجع هناك إلى كبح جماح استهلاك الشحنات.

وبينما يُعطي أوبك+ الأولوية حاليًا للصادرات؛ فإن إستراتيجيته لا تزال تفاعلية، وقد يعود إلى تخفيضات إنتاج النفط، إذا تعرضت أسعار الخام لضغوط.

بالنظر إلى المستقبل، يبدو أن عودة إمدادات الشرق الأوسط ليست مجرد دفعة مؤقتة، بل تشير إلى تحول هيكلي في العوامل الأساسية الداعمة لسوق ناقلات النفط الكبيرة جدًا.

ومع استمرار آسيا في سحب براميل النفط الإضافية، وعودة صادرات الشرق الأوسط نحو النمو، يتعزز الطلب على هذه الفئة من الناقلات.

ومع التوسع المحدود في صافي أسطول الشحن وتقادم أسطوله، من المتوقع أن تعتمد سوق الشحن بشكل متزايد على الطلب على البضائع، بدلًا من عرض السفن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق