قمة المناخ كوب 30.. أسبوع ينتهي دون نتائج أو قرارات
وتنافس مستمر بين أستراليا وتركيا لاستضافة كوب 31
حياة حسين
اقترب الأسبوع الأسبوع الأول من قمة المناخ كوب 30، على الانتهاء، دون حسم واضح لأي من القضايا الصعبة مثل التمويل والتخلص من الوقود الأحفوري.
وانطلقت القمة، يوم الإثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني، بمدينة بيليم في غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، وتتواصل الفعاليات حتى يوم 21 من الشهر الجاري.
وقدّمت البرازيل لقمة المناخ حزمة من المقترحات لتحول الطاقة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، حظيت حتى الآن بدعم 60 دولة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة لفعاليات القمة العالمية.
غير أن البرازيل صاحبة المقترح ومستضيفة القمة، تسعى جاهدة للتوسع بإنتاج النفط والغاز في قلب غابات الأمازون المطيرة، ما أثار نشطاء البيئة والسكان الأصليين ضد الحكومة، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت تلك القمم لا تتجاوز مجرد الفضفضة والتعبير عن الأمنيات المستحيلة.
يأتي ذلك على الرغم من تفاقم أزمات تغير المناخ التي زادت من عدد وقوة الكوارث الطبيعية، مثل الجفاف والفيضانات، وأيضًا خسارة قضية مكافحة تغير المناخ دعم أكبر اقتصاد عالمي، بعد عودة دونالد ترمب لرئاسة أميركا، ومناصبة العداء لكل مشروع يصب في صالح المكافحة أو التخفيف، ما جعل واشنطن تغيب عن القمة رسميًا لأول مرة في تاريخها.
مفاوضات التخلص من التدريجي من الوقود الأحفوري
تستكمل البرازيل مفاوضات تحول الطاقة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في قمة المناخ كوب 30، التي اقتربت من دخول أسبوعها الثاني، خاصة أن هذا المسألة ضرورية للدول لتحسين مساهماتها الوطنية، والتي كانت دون المستوى، في تقييم عام 2025.
وفي الوقت نفسه، كشف تحالف "كيك بيغ بولوترز" أو تحالف اطردوا الملوثين الكبار (Kick Big Polluters Out (KBPO، عت أن أكثر من 1600 من جماعات الضغط في مجال الوقود الأحفوري، حضرت إلى قمة المناخ كوب 30، ما يعني أن كل 25 مشاركًا يقابله لوبي واحد.
وقال التحالف: "يفوق عددهم وفود جميع الدول باستثناء البرازيل، التي يبلغ عدد الحضور فيها 3805 مندوبين".
وستطالب البرازيل أيضًا بتوفير تمويل للدول النامية للتوسع في تبني مشروعات الطاقة النظيفة اللازمة لتحول الطاقة، ومساعدة عمال صناعة الوقود الأحفوري بعد التخلي عنه، ودعم المجتمعات التي تعاني تلوث هذا الوقود.
وكانت قمة المناخ السابقة كوب 29، التي انعقدت في باكو (عاصمة أذربيجان)، قد ركزت على مسألة تمويل المناخ، وانتهت إلى تعهدات بتمويل يبلغ 300 مليار دولار سنويًا حتى 2035 (سيصل إلى 1.3 تريليون دولار في نهاية المدة المحددة) وهو ما عدّه البعض تمويلًا ضعيفًا لا يكفي الدول النامية في عمليات المكافحة والصمود في وجه تغير المناخ.
إلا أن الأزمة الحقيقية ليست في المبالغ التي تتعهد الدول بإنفاقها، ولكن الالتزام بصرفها، والذي لا يأتي أبدًا.
ففي قمة المناخ عام 2015 -التي أفرزت اتفاقية باريس للمناخ- تعهدت الدول بتمويل يبلغ 100 مليار دولار سنويًا، ولكن لم تلتزم إلا بنسبة ضئيلة منها بعد مرور 10 سنوات.

أزمة التمويل الدائمة
التمويل ضروري لتحول الطاقة؛ وتدابير التكيف والمرونة؛ ومعالجة الخسائر والأضرار؛ والحفاظ على الغابات والمحيطات والتنوع البيولوجي؛ وتحقيق انتقال عادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري في البلدان النامية.
ويتطلب ذلك التزامات وإجراءات متضافرة من الدول وبنوك التنمية متعددة الأطراف والجهات الفاعلة في القطاع الخاص لتحقيق مئات المليارات من الدولارات من التمويل المطلوب.
وتنصلت الدول الغنية مرارًا من مسؤولياتها على الرغم من كونها المساهم الرئيس في انبعاثات الاحتباس الحراري، فهل يمكن أن تنجح قمة المناخ كوب 30 في البرازيل في تحقيق ما لم تحققه القمم السابقة؟
الحقيقة أنه حتى الآن، من الواضح أن السيناريو السابق سيتكرر مرة أخرى؛ فصندوق الأضرار والخسائر الذي كان من أهم تعهدات قمة المناخ كوب 27، التي أُقيمت في شرم الشيخ المصرية عام 2022، لم يجمع سوى 250 مليون دولار.
وصندوق "تروبيكال فورست فورإيفر"، الذي تعول عليه البرازيل بشكل رئيس في القمة التي تستضيفها، والذي يأخذ شكلًا استثماريًا أكثر منه تمويلًا لا يُرد، لحماية الغابات، لم يجد حماسًا كبيرًا حتى الآن، وما زال المبلغ المحصود بعيدًا جدًا عن المستهدف وهو 125 مليار دولار.
ورغم غياب أميركا الرسمي عن قمة المناخ كوب 30؛ فإن الفعاليات شهدت حضورًا من أميركيين عدة، على رأسهم حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، المعروف بعدائه للرئيس دونالد ترمب.
ورغم هذه النتائج لقمم المناخ، فلا يزال السباق محتدمًا بين تركيا وأستراليا للفوز باستضافة قمة المناخ القادمة كوب 31.
موضوعات متعلقة..
- انطلاق قمة المناخ كوب 30 وسط انتقادات لقرار التنقيب في حوض الأمازون
-
قمة المناخ كوب 30.. هل حضور ترمب أو غيابه يؤثر في المشهد؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مصفاة نفط جديدة في سوريا ومجمع بتروكيماويات
-
أثر عقوبات ترمب على الشركات الروسية في أسواق النفط العالمية.. البرازيل والهند نموذجًا (تقرير)
المصادر:
- عدد جماعات الضغط من صناعة الوقود الأحفوري يزيد عن وفود الدول جميعًا ماعدا البرازيل من إيرث.اورغ.
- أسبوع من كوب 30 يقترب على الانتهاء.. ماهي القضايا على المحك والقادمة؟ من ذا يونيون اوف كونسيرد ساينتستس.





